كتب: علي الزيني "الكرة للجماهير".. هو شعار تغنى به الجميع، بعد أن أصبحت المدرجات خاوية، واختفت المتعة وضاع سحر الكرة فى مصر منذ غياب الجماهير عن مدرجات الملاعب حتى أصبح الملل عنوانًا للمباريات، فعلى مدار 6 سنوات تقرر خلالها إقامة مباريات الدورى والكأس بدون جمهور وهذا بسبب واقعة النادى الأهلى والمصرى التى راح ضحيتها 74 مشجعًا أهلاويًا، وعلى الرغم من أن أحداث شغب الملاعب التى أعقبت ثورة يناير بسبب الانفلات الأمنى، فإن هذه المباراة كانت الفاصلة فى إقامة المباريات بدون جمهور، وفى محاولات لعودة الجماهير تدريجيًا إلى المدرجات، تم اتخاذ قرار فى مطلع فبراير 2015 بعودتهم للملاعب بعد حرمان استمر ثلاثة سنوات، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث شهدت مباراة الزمالك وانبى تدافعا بين الجماهير تسبب فى وفاة 22 مشجعا زملكاويا، ليتم إغلاق هذا الملف مرة أخرى. بعد أحداث الشغب التى شهدتها الملاعب المصرية فى السنوات الماضية، اشترطت النيابة عدة شروط لعودة الجماهير إلى المدرجات، وجاءت كالتالي: تزويد كل الملاعب الرياضية بكاميرات مراقبة والتحقق من كفاءتها وضرورة تواجد الكاميرات فى جميع الأماكن داخل وخارج الاستاد للكشف عن المشاغبين، ووجود بوابات كاشفة للمعادن والمواد الخطرة مثل المفرقعات وغيرها التى تهدد الملاعب ويحظر تواجدها فى المباريات. والبطاقات الموسمية ويتم بيعها لأعضاء الأندية لحضور المباريات على مدار الموسم وضمان تواجد أكبر عدد من الجماهير لديها بيانات لمعرفة الخارجين عن النص، ووضع قواعد صارمة لتحكم الملاعب الرياضية تلتزم بها كل الأندية على نحو يكفل إنهاء كل الظواهر السلبية فى الملاعب فى حيازة واستعمال الألعاب النارية والمواد المفرقعة والسباب. ودعوة رؤساء مجالس إدارات الأندية لعقد لقاءات متكررة مع جماهيرها، خاصة قبل إقامة المباريات لوضع ميثاق عمل بينهم يحقق الالتزام بالتشجيع المثالى وعدم الخروج عن الروح الرياضية، والإيقاف الفورى لأساليب التأمين القائمة بإبقاء المشجعين بالمدرجات لفترات طويلة ووضع خطة بديلة على ذلك فى المدرجات فى حالات الطوارئ مع نشر لوحات إرشادية لأماكن الخروج وإخلاء الجماهير، ودراسة مدى إمكانية إنشاء سور شبكى دائر داخل المدرجات التى تخصص للتواجد الأمنى إلى جانب تقوية الفواصل وزيادة ارتفاعها بين المدرجات فى مواجهة الجماهير من القفز لدرجة لأخرى. الشروط التى حددتها النيابة لعودة الجماهير، لم تتوفر إلا فى 3 استادات، وهى، ستاد الجيش ببرج العرب، وستاد الجيش فى السويس، وستاد القاهرة الدولى. ستاد برج العرب هو أحد الاستادات التى توافرت فيه شروط النيابة، ويتسع إلى ما يقرب من 80 ألف متفرج، وهو الأكبر فى الوطن العربى، ومن أكبر الملاعب فى إفريقيا، ومقام على مساحة 145 فدانا، وحوله سور بطول 3 كم وشبكة طرق داخلية تبلغ 6 كم وموقف للسيارات يتسع 5 آلاف سيارة و200 أتوبيس بالإضافة إلى مهبط للطائرات، ويحتوى على مقصورة رئيسية مغطاة بمظلة تغطى 35% من نسبة الاستاد، ويتضمن 17 بوابة تسمح بإفراغه من المشجعين فى زمن لا يتجاوز 8 دقائق فقط. ستاد السويس الجديد هو أحد الاستادات التى تم صيانتها مؤخرًا، حيث يتسع لحوالى 25 ألف متفرج، ويعد الاستاد الوحيد فى مصر الذى يوجد به 95 كاميرا مراقبة، ومجهز لاستقبال جميع المباريات سواء فى الدورى أو كأس مصر، او حتى الإفريقية. ستاد القاهرة هو الأول من نوعه بالمعايير الأوليمبية فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ويسع بنحو 74 ألف متفرج، وثانى أكبر الملاعب العربية بعد استاد برج العرب، ويعد أحد الاستادات الجاهزة لاستقبال المباريات. وتسعى الجهات المسئولة، لعودة الجماهير خلال الفترة المقلبة، وهو ما أكده الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، فى الاجتماع الذى عقد اليوم الإثنين، مع رؤساء الأندية، ومجلس اتحاد الكرة، وممثلين لوزارة الداخلية والأمانة العامة لوزارة الدفاع، فى مقر وزارة الشباب والرياضة، لبحث عودة الجماهير للملاعب مرة أخرى، حيث يسعى اتحاد الكرة للاتفاق مع الأندية على تحديد موعد لعودة الجماهير، ومناقشته مع الجهات الأمنية، خاصة أن الجميع لديه رغبة قوية فى عودة الجمهور مرة أخرى لمباريات الدورى، على أن يكون حضورهم بشكل مبدئى 5000 مشجع فى كل مباراة. ولكن مع عدم توافر الشروط التى حددتها النيابة العامة فى جميع الاستاد هل ستتحمل ال3 استادات إقامة كل مباريات الدورى فى حالة الموافقة على عودة الجماهير؟ ولماذا لم تستكمل إجراءات التأمين فى باقى الاستادات مثل الدفاع الجوى والإسكندرية والمقاولون العرب وحرس الحدود الإسماعيلية وبورسعيد وبتروسبورت والسلام؟