العنف الرياضي انتشر في ملاعبنا خلال الفترة الماضية بطريقة كبيرة ، خاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير المجيدة ، وعلى الرغم من أن العنف الرياضي ليس بجديد علينا وشاهدناه مرات كثيرة في أكبر الملاعب العالمية وفي أقوى الدوريات الأوروبية إلا أنها كانت عبارة حوادث فردية تقام بين الحين والآخر وتتعامل معها قوات الأمن في هذه الدول بحزم شديد في إطار القانون . ** عنف رياضي: وتأثرت الحالة الأمنية للملاعب خلال الفترة الماضية كنتيجة طبيعية للانفلات الأمني الذي أعقب الثورة ، وأكبر دليل على ذلك المجزرة التي وقعت في بورسعيد في الأول من فبراير من العام الماضي وراح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي عقب انتهاء مباراة الفريق أمام مضيفه المصري في الدوري الممتاز . وسبق هذه الحادثة ، عدة حوادث شهدها المستطيل الأخضر بالملاعب المصرية منها ، عندما اقتحم جمهور نادي الزمالك ملعب مباراة الإفريقي التونسي في بطولة دوري أبطال إفريقيا ، وكانت هذه الحادثة غريبة على المصريين بعما قام جمهور الزمالك بتدمير محتويات استاد القاهرة ووصل لخلع العارضة من مكانها ومن فضل الله علينا انه لم تحدث أي حالات وفاة أو إصابات كبيرة خاصة في جانب الفريق التونسي ، ثم أعقبها حالة من الفوضى فور تسجيل النادي الأهلي هدف التعادل في مرمى غزل المحلة في إستاد المحلة وكان من الحظ السئ أن الشبكة كانت "مقطوعة" وونزل العشرات من جماهير المحلة لأرض الملعب اعتراضا على احتساب الهدف ، ولكن قامت قوات الشرطة والجيش معا بتأمين الملعب و "عدت المباراة على سلام" ، ولكن الفاجعة كلها جاء في مجزرة بورسعيد ليتم تأجيل الدوري إلى أجل غير مسمى ثم إلغاؤه فيما بعد ، وحدد الاتحاد المصري لكرة القدم أكثر من موعد لبدء الموسم الجديد ليتم تأجيله بناء على تعليمات الداخلية وخوفا من تهديدات الألتراس التي أعلنت عن تقديم مسلسلات من العنف في حال عدم القصاص من قتلة شهداء مذبحة بورسعيد . ** وسائل تأمين الملاعب: وطوال الفترة الماضية ، عكفت وزارة الداخلية على وضع شروط تأمينية تساعدها على تأمين الاستادات التي تستضيف مباريات الدوري ، مثل وضع كاميرات مراقبة بكافة مدرجات الاستادات التي تستضيف المباريات بالإضافة إلى تركيب بوابات ألكترونية على مداخل الاستادات للكشف عن المعادن بالإضافة إلى وضع قانون لشغب الملاعب تستخدمه الشرطة مع المشاغبين في حالة حدوث أي أعمال شغب في المستقبل داخل المستطيل الأخضر . وهناك العديد من الوسائل التي يتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للحد من أعمال العنف داخل الملاعب ، وهو ما تسعى له قوات الأمن على تنفيذها خلال الفترة القليلة القادمة تجنبا لحدوث أحداث آخرى مماثلة لمجزرة بورسعيد ووقوع ضحايا جديد في الملاعب المصرية . ** اللعب بدون جمهور: انطلقت منافسات بطولة الدوري يوم السبت الماضي "2 فبراير" بعدما أن توقف الناشط لمدة عام كامل ، ولكن عودة الدوري هذه المرة كانت ب "حق وحقيقي" بعد وعود كثيرة ولكنها بدون روح ومدرجات ساكنة وغير مأهولة ، وذلك كشرط أساسي للداخلية للمواقفة على عودة واستئناف النشاط الرياضي الذي توقف بسبب مذبحة استاد بورسعيد . ووعدت الداخلية بعودة المشجعين إلى المدرجات في أقرب وقت وأيضا بعد تنفيذ شروط تأمين الاستادات ، على أن يتم العودة "واحدة واحدة" عن طريق زيادة أعداد المتفرجين إلى ان تصل إلى أقصى حد في النهاية . ** قانون شغب الملاعب: تسعى وزراة الرياضة خلال الفترة القليلة القادمة لوضع قانون لشغب الملاعب استعدادا لعودة الجمهور إلى المدرجات مستقبلا ، وذلك في محاولة منها للتعامل مع أي أحداث شغب تحدث في الملاعب المصرية . ** أوروبا وصد العنف الرياضي: تنتشر مظاهر العنف ليس في ملاعبنا فقط ولكن في معظم دوريات العالم ، ولكن يتم التعامل معها بكل حزم وفي إطار القانون ويتم إصدار أحكاما رادعة ضد أي من يحاول اللجوء إلى العنف في أي من المنافسات الرياضية ، كما أن هناك أحكام تصدر بمنع دخول أي مشجع يقوم بأعمال شغب إلى المدرجات بصفة نهائية ويوضع اسمه على قوائم الممنوعين من دخول الاستادات بالإضافة إلى تغريمه مبالغ مالية كبيرة .