في ظل حالة الاحتقان بين الفلسطينيين والإدارة الأمريكية بعد اعتراف الأخيرة بالقدس عاصمة لإسرائيل، لم يجد ترامب في الشرق الأوسط جاريد كوشنر وسيلة سوى اللجوء إلى الجانب الروسي من أجل إقناعهم بالتوسط حول صفقة القرن، مقابل عدة ضمانات. مصادر عربية، أشارت إلى أن الأمريكيين عرضوا على الجانب الروسي توسيع التفاهم السوري إقليميًا، على أن تتخذ الخارجية الروسية والكرملين مبادرة لتسهيل لقاءات تفاوضية بين رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب الأخبار اللبنانية. "الصحيفة" أوضحت أن هذا العرض يصادف ضغوطًا وجهودًا أمريكية لإعادة الاتصال بالقيادة الفلسطينية التي ترفض لقاء المسؤولين الأمريكيين، منذ أن اعترفت الولاياتالمتحدة بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقلت إليها سفارتها. ولا يزال ذلك الرفض يُعقد مهمة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، من أجل التسويق لما يسمى "صفقة القرن"، وفتح قناة التفاوض المغلقة مع القيادة الفلسطينية. اقرأ أيضًا: صحيفة إسرائيلية تكشف عن صفقة القرن.. دولة فلسطينية بدون جيش وليس مؤكدًا أن تكون موسكو التي يدفعها العرض الأمريكي إلى دور الوسيط بين نتنياهو وعبّاس، موافقة على "صفقة القرن". إذ يقول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق العائد من لقاءات في موسكو، إن الروس تعهّدوا بمعارضة مشروع ترامب، وعدم الدفع بصفقة القرن. المصادر عاوت التأكيد على أن الأمريكيين عرضوا على الروس تطوير التفاهم في سوريا، والبناء عليه وعقد صفقة إقليمية أوسع، تقايض نفوذًا روسيًا خالصًا في سوريا، مقابل إطلاق يد المحور الأمريكي الخليجي الإسرائيلي في فلسطين. فالعرض الأمريكي "السخي" هو بمثابة جائزة كبيرة، حيث يتضمن الاعتراف الأمريكي بالمصالح الروسية الخاصة في سوريا، واعتبارها منطقة نفوذ روسية خالصة، مقابل تحجيم الروس لإيران هناك، أولاً، ومن ثم تسهيلهم "صفقة القرن"، بحسب المصادر. الصحيفة، نوهت إلى أنه من المنتظر أن تتبلور أكثر صورة العرض الأمريكي مع زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى موسكو، وتطوير التفاهمات التي بدأ العمل بها على الجبهة السورية على حساب إيران، إلى ملف "صفقة القرن". اقرأ أيضًا: صفقة القرن│أمريكا تتأهب للإعلان عنها.. ومخاوف فلسطينية من المجهول وقد تتضح صورة التفاهمات بين الرئيسين بوتين ودونالد ترامب، واحتمالات تحوّلها إلى صفقة على حساب الأولوية الإيرانية لواشنطن، من خلال اللقاءات التي سيجريها بولتون في موسكو لتحديد موعد للقاء بين الرئيسين في فيينا. لكن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، أكد في هذا الصدد أن الولاياتالمتحدة عاجزة عن تسوية ما وصفه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمفردها، مؤكدا على ضرورة الدعوة إلى البحث عن حل جماعي لهذه القضية وكان صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه جاريد كوشنر، أشار أثناء زيارته لبعض الدول العربية الأسبوع الماضي إلى أن "صفقة القرن" التي يعمل عليها البيت الأبيض ستكون معدة قريبا. المسئول الروسي، أشار إلى أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تحقق التسوية الفلسطينية الإسرائيلية بمفردها وأنهم لو كانوا قادرين على تسويتها لتحقق الأمر منذ زمن. اقرأ أيضًا: فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن "بوجدانوف" نوه أيضًا إلى أن الإدارة الأمريكية لم تطلع موسكو على خطتها لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تحدث عن إعدادها مسؤولون أمريكيون مؤخرا. خلاصة القول، أن العنوان الصحيح لتحقيق السلام العادل والدائم والذي لا يمكن تجاوزه، لا إقليميا ولا دوليا، يجب أن يمر بصاحب القرار الفلسطيني المتمثل فى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأعضاء القيادة الفلسطينية المدعومة بالشرعية والمساندة العربية، والتي أبلغت الوفد الأمريكي ذلك بوضوح. فاستمرار العبث بمصير المنطقة لن يزيد الأمور سوى اشتعال وتوتر، وأن الحل للصراع يكون فقط مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية، المدعومين من أشقائهم العرب جميعا شعوبا وحكومات، وفقا لمتحدث الرئاسة.