الفنان حمادة هلال يُسجل حضوره التليفزيوني الثالث هذا الموسم الدرامي الرمضاني من خلال مسلسله "قانون عمر"، بعد أن قدّم العام الماضي مسلسل "طاقة القدر"، وعام 2015 مسلسل "ولي العهد"، ويُعرض حصريًا على شاشة "MBC مصر"، ويُحقق به نجاحًا متواضعًا كغالبية أعماله التي تعتمد على حبكة آمنة دائمًا ما يلجأ إليها ليحافظ على تواجده. حمادة هلال من مواليد 20 مارس 1982، بدأ مشواره مطربًا بالانضمام إلى شركة "هاي كواليتي"، وشارك في عدة ألبومات "كوكتيل"، حتى جاءت الانطلاقة الحقيقية في مشواره الفني عام 1996 بإصدار أول ألبوماته الغنائية، تحت عنوان "الأيام"، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة عامًا، وتمكن من اكتساب جماهيرية كبيرة ساعدته على طرح ألبومه الثاني "دار الزمان" عام 1998، وفي العام التالي بدأ بتوجيه قبلته إلى التمثيل أيضًا، من خلال الاشتراك في مسلسل "بدارة"، مع معالي زايد وخالد زكي، ثم أصدر ألبومي "دموع" عام 2000، و"بخاف" في عام 2002، ثم في عام 2004 قدّم ألبوم "واحشني". اتجه "هلال" في عام 2005، للسينما، لأول مرة، من خلال فيلم "عيال حبيبة" مع غادة عادل ورامز جلال، ثم في الأعوام التالية قدّم أفلام: "العيال هربت، الحب كده، حلم العمر"، قبل أن يُقدم ألبوم "بحبك آخر حاجة" في عام 2008، وعاد مجددًا للسينما في عام 2011 بفيلم "أمن دولت"، ثم في العام التالي بفيلم "مستر أند مسز عويس"، وهو نفس العام الذي طرح فيه ألبوم "متقولهاش"، وفي عام 2014 قدّم فيلم "حماتي بتحبني" مع النجمين القديرين سمير غانم وميرفت أمين، وبعد 17 عامًا عاد إلى الدراما مجددًا في عام 2015، لكن بطلًا هذه المرة بمسلسله "ولي العهد"، وفي عام 2017، قدّم هلال مسلسله التليفزيوني الثاني "طاقة القدر"، وفي السينما قدّم فيلم "شنطة حمزة"، فضلًا عن أن العام شهد عودته لطرح الألبومات مجددًا بعد توقف 5 سنوات، بألبوم "عيش يا باشا"، وها هو يُشارك في الموسم الرمضاني هذا العام بمسلسله الثالث "قانون عمر". "قانون عمر" تدور أحداثه حول مهندس ميكانيكي يٌدعى "عمر" يعمل في مركز صيانة سيارات، محاولا أن يوفر قدرا معقولا من المال للعناية بأم مريضة، وعندما تحاول زوجة رئيسه إغواءه ويرفضها، تجعل زوجها يعتقد أنه قد اعتدى عليها، ومعًا يدبران مؤامرة للتخلص منه، فيزّج به خلف القضبان، وهناك يعقد تحالفات ويخلق أعداء في زنزانته، ويجاهد كي يعرف من الذي أودعه في السجن، ويكفي من قصته أن تعلم عزيزي القارئ أن العمل مليء بالكليشيهات المعتادة المتوقعة في أي قصة مماثلة، ومشاهد الميلودرامية والولولة التي لا تنتهي، هو عمل متوقع تمامًا ومفتقر إلى الخيال كعادة أعمال بطله، والذي يُشاركه في بطولته كل من إيمان العاصي، إيهاب فهمي، محمد خطاب، حجاج عبد العظيم، فتوح أحمد، مصطفى أبو سريع وغيرهم، وهو من تأليف فداء الشندويلي، وإخراج أحمد شفيق، وإنتاج صادق الصباح. هلال يمتلك فلسفة خاصة يطبقها في انتقاء أعماله، دائمًا ما يُفضل اللجوء للخيار الآمن، كاللعب على تيمة التعرض للظلم أو الظهور كشاب مغلوب على أمره، يرفض مثلًا تقديم شخصية "البطل الشرير"، ويكتفي دومًا بالبقاء في مربع "الطيب والمكافح"، محاولا كسب تعاطف الجمهور مع البطل، وهي تيمة "قانون عمر"، وقدّم أيضًا الكوميديا في عدة أعمال، وبذلك احتل موقع المطرب الثاني على الخريطة السينمائية بعد تامر حسني لسنوات بثمانية أفلام، واحتفظ دائمًا بالحصول على درجة متوسطة في النجاح التجاري تضمن له أن ينتقل في كل عام إلى بطولة جديدة، وإن لم تكن سينمائية فأصبح له طريق أيضًا في الدراما، ويُسجل ظهور الثالث من خلال الشاشة الصغيرة هذا العام، ولكن يظل النجاح الجماهيري الضخم حلمًا بعيد المنال. الخيار الآمن ل"هلال" لم يكن أسلوبًا في اختيار موضوعات تقليدية متشابهة فحسب، بل حتى في طاقم العمل، فتجده مثلًا يُكرر تعاونه مع المؤلف أحمد عبد الله في فيلمي "عيال حبيبة، شنطة حمزة"، ومع نادر صلاح الدين في أفلام "حلم العمر، أمن دولت، حماتي بتحبني"، ومع أحمد محمود أبو زيد في مسلسلي "ولي العهد، طاقة القدر"، وكذلك في الإخراج، فمخرج بداياته هو مجدي الهواري الذي تعاون معه في فيلمي "عيال حبيبة، والعيال هربت"، وتعاون مع أكرم فريد في أفلام "الحب كده، أمن دولت، حماتي بتحبني"، فضلًا عن تعاونه الدائم في السينما مع "السبكية" عدا فيلمه الأخير، حتى مع نجوم العمل يُفضل أيضًا الخيار الآمن، العام الماضي مثلًا كانت يسرا اللوزي، هي بطلة مسلسله "طاقة القدر" وفيلمه "شنطة حمزة"، ويتعاون هذا العام مع إيمان العاصي والتي سبق وتعاون معها في فيلم "حماتي بتحبني". هلال نحى الغناء جانبًا بسبب سوقه المضطربة والصعوبة في إنتاج الألبومات مع التكلفة الكبيرة لها، وراهن على نفسه كممثل في السينما والتليفزيون، وذلك بفضل تنوعه واستطاعته توظيف إمكانياته ومهاراته بذكاء شديد، يستغل كل ما هو متاح ليظل متواجدًا، ويُحسب له أنه بالفعل يكاد يكون الاسم الوحيد الذي ما زال يُحافظ على تواجده من المطربين، الذين ظهروا في فترة ظهوره وما قبلها بقليل، من جيل حميد الشاعري وهشام عباس وإيهاب توفيق ومحمد مُحيي وغيرهم، وبالطبع ساعده في ذلك أنه أصغرهم سنًا، فهو ما زال في منتصف الثلاثينيات، فضلًا عن كونه يجمع ما بين الحُسنيين، الغناء والتمثيل.