حمادة هلال.. الفنان المتنوع الذي ظهرت موهبته، وهو لم يُكمل عامه العاشر، حتى قدّم أول ألبوماته، وهو لم يُكمل عامه السابع عشر، واتخذ منذ بدايته تقديم أغاني اللون الحزين، فأصبح واحدًا من أكثر المطربين تقديمًا لهذا القالب، مستغلًا حالة الشجن التي يميل لها الشعب المصري والمرتبطة بتركيبته الوجدانية على مر العصور، ولم يقف عند هذا الحد، فاتجه للسينما وصار بطلًا ونجمًا يذهب إليه الجمهور، واتجه إلى الدراما، وقدّم في السنوات الأخيرة عدة مسلسلات ناجحة جعلت اسمه في مقدمة الصفوف. هو محمد عبد الفتاح عبد العزيز مصطفى محمد هلال، المولود في 20 مارس 1982، في منيا القمح بمحافظة الشرقية، ثم انتقل للعيش في القاهرة بمنطقة الزاوية الحمراء، اضطرته ظروفه الصعبة إلى النزول إلى سوق العمل بسن مبكرة فعمل بالنجارة وفي المقاهي ودهّان وفي محل مأكولات "كباب وكفتة"، وهو في سن صغيرة للغاية، ثم لاحظ أقاربه جمال صوته، وفي أحد الأفراح بمنطقته حاول الغناء، وهو لا يزال لم يتجاوز الثامنة من عمره، وهو ما لاقى إعجاب جميع الحاضرين بغنائه أغنية حزينة "بابا يا بابا يا أعز الحبايب"، فيما أُعجب بصوته أيضًا مالك الفرقة الموسيقية، التي كانت تُحيي الحفل، وقرر اصطحابه معه في الأفراح والموالد، وكان يفعل ذلك دون علم والده، ويخرج ليلًا من البيت سرًا، حتى اكتشف الوالد وعنّفه، حتى إنه لقّنه "علقة" حينما شاهده لأول مرة على مسرح أحد الأفراح. الوالد سريعًا اقتنع بموهبة نجله، خاصةً أن جميع الأهل أشادوا بموهبته، وبدأ الطفل رحلته، في حين أن الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره كان من الطبيعي أن يتعرض للنصب في المناسبات التي يُحييها، حيث كان يغني في هذه الأفراح دون مقابل، حتى اكتشف أن مالك الفرقة التي يعمل خلالها يأخذ مقابلًا عنه ولا يُعطيه إياه. الطفل أيضًا كان شديد التأثر بالفنان محمد فؤاد، حتى إنه ذات مرة تسلق لسور أحد الأندية لحضور حفل له مع اثنين من أصدقائه، وحينما فشلوا في الدخول أغراهم "حمام سباحة" النادي فخلعوا ملابسهم كاملة بسبب عدم ارتدائهم "مايوه"، ليُلقى الأمن القبض عليهم ويسلمهم لمدير النادي الذي عفا عنهم بسبب صوت "حمادة". استمر "حمادة" بهذا العمل منفردًا، ويساعده شقيقه إلى أن تعرف على "حسن إش إش"، بعدما سمعه يُغني في شارع محمد علي، وكان حينها يحاول الشاب أن يعرض نفسه على شركات الإنتاج، إلا أن ردهم جميعًا عليه كان بأن صوته سيتغير كلما تقدم به العمر، خاصةً أنه لا يزال في مرحلة المراهقة، حتى قرر أنه سيقتصر على الغناء في الأفراح فقط، ويطرح أحلامه جانبًا، إلا أن "إش إش" كان له طوق النجاة، حيث دعمه كثيرًا وقدّمه للفنان حميد الشاعري الذي كان له الفضل في ظهور "هلال" على الساحة الغنائية. آمن "حميد" بموهبة "حمادة"، ومهد له طريق الانضمام إلى شركة "هاي كواليتي" بإدارة طارق عبد الله، وظهر لأول مرة على الساحة الغنائية من خلال عدد من الأغنيات المنفردة في ألبومات "كوكتيل"، وأثبت جدارته وامتلاكه موهبة فنية حقيقية حتى جاءت الانطلاقة الحقيقية في مشواره الفني عام 1996 بإصدار أول ألبوماته الغنائية، تحت عنوان "الأيام"، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة عامًا، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا. الطفل الذي بدأ مشواره الفني بأغنية حزينة ظّل يُرددها في جميع الأفراح والموالد، اتخذ من ذلك مسلكًا خاصًا له بعدما كبُّر واستمر في تقديم وغناء الكلمات الحزينة التي تحمل معاني الأسى، وتمكن من اكتساب جماهيرية كبيرة ساعدته على استكمال طريقه مع الغناء بإصدار العديد من الألبومات الناجحة، ومنها "دار الزمان" عام 1998، وفي العام التالي بدأ بتوجيه قبلته إلى التمثيل أيضًا، من خلال الاشتراك في مسلسل "بدارة"، مع معالي زايد وخالد زكي. في عام 2000، أصدر ألبومه الثالث وهو "دموع"، وحقق مبيعات نصف مليون نسخة، وأجرى الموسيقار حلمي بكر، معه اختبارات اتحاد الإذاعة والتليفزيون الغنائية، قبل أن يُحيي أول حفلة له في ليالي التليفزيون عام 2001، والتي تعرف خلالها على زوجته فلسطينية الأصل "أسماء سميح"، وكان لديها من العمر حينها 13 عامًا، وبعد مرور 5 أعوام من هذا اللقاء، طلب يدها للزواج، ولديه منها طفلان هما "يوسف" 5 سنوات، و"راما" 7 سنوات. أصدر ألبومه الرابع "بخاف" في عام 2002، وفاز عنه عام 2003 بجائزة أحسن مطرب في أكبر استفتاء تم إجراؤه في تونس، وفي نفس العام حصل على جائزة سفير الشباب من وزارة الشباب والرياضة بحضور الوزير علي الدين هلال لغنائه في العديد من الحفلات، التي ضمت تجمعات شبابية وصلت إلى 70 ألف شاب في إحدى الحفلات، ثم في عام 2004 قدّم ألبوم "واحشني" بالتزامن مع عيد الفطر. اتجه "هلال" في عام 2005، للسينما، لأول مرة، من خلال فيلم "عيال حبيبة" من إخراج مجدي الهواري، مع النجمة غادة عادل، والفنان رامز جلال، ثم في الأعوام التالية قدّم أفلام: "العيال هربت، الحب كده، حلم العمر"، قبل أن يُقدم ألبوم "بحبك آخر حاجة" في عام 2008، وعاد مجددًا للسينما في عام 2011 بفيلم "أمن دولت"، ثم في العام التالي بفيلم "مستر أند مسز عويس"، وهو نفس العام الذي طرح فيه ألبوم "متقولهاش"، وفي عام 2014 قدّم فيلم "حماتي بتحبني" مع النجمين القديرين سمير غانم وميرفت أمين، وبعد 17 عامًا عاد للدراما مجددًا في عام 2015 بمسلسل "ولي العهد". حمادة هلال فنان متميز متنوع يستطيع توظيف إمكانياته ومهاراته بذكاء شديد، وهو ما أثبته في عام 2017، حيث قدّم مسلسل "طاقة القدر"، كما قدّم فيلم "شنطة حمزة"، فضلًا عن أن العام شهد عودته لطرح الألبومات مجددًا بعد توقف 5 سنوات، بألبوم "عيش يا باشا"، وضم الألبوم أغاني "بنت الأصول، إيه يا دنيا، من الليلة معاك، عجيب يا زمن، شكك شكك، استكتروك عليا، حلم السنين، أسيبك ليه، وهي مالها، استنى استنى، نص عمري"، وتصدر كليب أغنية "مشيت طريق"، ضمن الألبوم قائمة top tracks على "يوتيوب مصر".