«لئن كان ذنبى حبّ آل محمد * فذلك ذنبٌ لست عنه أتوبُ، هم شفعائى يوم حشرى وموقفى * وبغضهم للشافعيّ ذنوبُ»، بهذه الأبيات يعبر الأسوانيون عن حبهم ل«آل البيت والصحابة والصالحين»، والذى تتواجد أضرحتهم، ومقاماتهم بمدن وقرى المحافظة، ويحتفلون بهم خلال هذه الأيام مع حلول شهر شعبان. 45 طريقة صوفية بأسوان قال حسين الشاذلى، من قيادات الصوفية بأسوان، إن المحافظة على موعد دائم كل عام مع الاحتفالات، التى تقام للأولياء من آل البيت والصحب والصالحين، وأصحاب الكرامات والتى تتواجد أضرحتهم فى العديد من المناطق داخل مدينة أسوان وخارجها، من أشهرها ضريح «السيدة زينب» بنت بنت رسول الله، والتى يحتفل بها الصوفيون أسبوعيًا وتحديدًا ليلة كل سبت من كل أسبوع، انتهاءً بليلة النصف من شعبان، بضريحها الشهير المتواجد بالقرب من المتحف النوبى جنوبأسوان. وأضاف الشاذلى، أن أبناء المنهج الصوفى والذى يضم داخل المحافظة 45 طريقة تقريبًا، يحتفلون خلال شهر شعبان، بموالد أولياء الله «السيد البدوى، وسيدى إبراهيم الدسوقى، والأقطاب الصوفية الحاج حسن الأسوانى، والشيخ أبو اليزيد البسطامى، والشيخ العنانى، وسيدى محمد الحارث»، وغيرهم من أقطاب الصوفية المعروفين لدى أهالى أسوان، حيث تقام الاحتفالات بالقرب من أضرحتهم ومقاماتهم فى مشهد روحانى ينتفض له أبناء ومشايخ الطرق الصوفية، وينتظره البسطاء والفقراء على أحر من الجمر، حيث يعتبرونه فرصة للطعام والشراب الذى يقدم لهم خلال الموالد التى تقام بهذه المناسبات. حلقات ذكر وإنشاد ديني وأكمل أنور دمرداش، وكيل مشيخة الطرق الصوفية ببندر أسوان، أن أتباع الطرق الصوفية يجدون هذه الموالد والاحتفالات الدينية، ملاذهم الوحيد للتطهر النفسى، والشفاء الروحى والتخلص من أعباء الحياة حسب النزعة الصوفية. وأشار دمرداش، إلى أن محافظة أسوان تعد من أشهر المحافظات المصرية احتفالا بموالد آل البيت والمولد النبوى الشريف كل عام، والتى يشارك فيها سنويًا آلاف من أبناء المحافظة والمحافظات الآخرى، ومتابعًا أن هناك أكثر من 45 طريقة بالمحافظة فقط، وأن أبناء الطرق الصوفية يعتبرون هذه الأيام، أيام بركة ومودة وصلاة أرحام فيما بينهم، وفرصة للطاعة والتقرب إلى الله بحسب المنهج الصوفى. وتابع دمرداش، أن كل طريقة صوفية تقيم احتفالات تأخذ الطابع الصوفى من التواشيح وحلقات الذكر والمديح، بمصاحبة نخبة من كبار المنشدين فى مصر والصعيد، من بينها «الشيخ ياسين التهامى، والشيخ أمين الدشناوى» والذين يحضرون خصيصًا إلى المحافظة سنويًا لإحياء ذكرى موالد الأولياء ومشايخ وأقطاب الصوفية الراحلين، والتى يتجدد موعدها كل عام خلال شهرى رجب وشعبان. طقوس الاحتفالات الصوفية وأكد أشرف أمين سعد الدين، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بأسوان، أن فكرة الاحتفال بموالد الأولياء والمشايخ من أقطاب الصوفية، هو إظهار حب الناس من أهالى أسوان لآل البيت والمشايخ من أصحاب الكرامات. وأضاف سعد الدين، أن الاحتفالات الدينية بالموالد تختلف طقوسها من مكان لآخر، وعلى سبيل المثال يحتفل أبناء مناطق وسط مدينة أسوان، بمولد «الحاج حسن القطب الأسوانى الشهير»، والذى يعود نسبه إلى الحسن بن على رضى الله عنه، تبدأ بإقامة ثلاث ليال متواصلة من المديح والتواشيح، يشارك فيها كبار المنشدين بالصعيد لتختم بليلة النصف من شعبان، كما يحتفل أبناء قرية الكوبانية غرب النيل بأسوان، بمولد «سيدى أبى زيد البسطامى» سيرًا على الأقدام من قراهم، حيث يقومون بزيارة الضريح والطواف حوله 7 دورات كاملة، بالطبال والأناشيد والابتهالات الصوفية. وتابع سعد الدين، أن فى منطقة العنانى يقيم أبناء أسوان احتفالهم بمولد «القطب الصوفى سيدى العنانى»، حيث يتم دعوة القيادات الشعبية والتنفيذية والدينية لحضور الاحتفال، كما هو الحال أيضًا فى مولد «القطب الصوفى سيدى محمد الحارث»، و«سيدى إبراهيم الدسوقى بالجبانة الفاطمية»، كما يقيم أبناء مدينة كوم أمبو احتفالًا بمقام «السيدة زينب» بالمدينة خلال هذا التوقيت من شهر شعبان. سباق المرماح للخيول العربية وقال إبراهيم البرنس من القيادات الشعبية بقرية بنبان التابعة لمركز دراو بأسوان، إنه مع حلول شهر شعبان من كل عام، يتجدد موعد إقامة احتفالات القبائل ذات الأصول العربية، بجوار أضرحة المشايخ والأقطاب الصوفية، وتقام سباقات المرماح للخيول العربية، وحلقات الإنشاد الدينى والذكر، كما هو الحال فى مرماح قرية بنبان الشهير والذى أقيم منذ عدة أيام.