توافد الآلاف من محبي أولياء الله من جميع المحافظات إلى مدينة طنطا، وأقاموا الخيام بالقرب من مسجد الشيخة "صباح" بشارع البحر؛ احتفالاً بمولدها. وحرص أكبر عدد من مشايخ الطرق الصوفية، منهم الشاذلية والسطوحية والعزمية والرفاعية والخلوتية، على إقامة فاعليات لهذه المناسبة، من تواشيح وأناشيد دينية وابتهالات، وسط إجراءات أمنية مشددة. كما شهدت خيام الطرق الصوفية حلقات لترديد الأناشيد الصوفية المعروفة فى حب الرسول، وحمل الأعلام الخضراء، والتكبير والتهليل وسط زحام شديد من رواد المولد. قال الشريف صديق السيد المندوه (خليفة مقام الست نور الصباح) إن أبناء الطرق الصوفية والسادة الأشراف ومشايخ الطرق الصوفية يحتفلون اليوم الخميس بالليلة الختامية لمولد العارفة بالله نور الصباح، وهى واحدة من أهل الله المشهورين في مصر ودفينة طنطا، وهي كما يقال من مواليد قرية اسمها "ميت السودان" بالدقهلية، اشتهر أهلها بالصلاح والتقوى، ونزل بها أبو الحسن البجائي الشهير بأبو الحسن الصعيدي وهو من خلفاء سيدي أبو الحسن الشاذلي، فتلقاه أهلها بالترحاب الشديد، وأخذ يدعو الناس إلى التقوى والصلاح ونشر طريقته بها، وكان من ضمن العائلات الشهيرة في التقوى عائلة الغباري، وكانت تقام في منزل العائلة ندوة أسبوعية لتلاوة القرآن والذكر وسير الأولياء وكراماتهم، وكان الشيخ محمد الغباري له ثلاثة ذكور: حسن وأحمد وعلي، وابنة هي بدر الصباح التي اشتهرت بعدها بنور الصباح، وكانت تشترك في إحياء هذه الندوات وما يتلا من الذكر الحكيم والإنشاد، وكانت تحب السيد البدوي حبًّا شديدًا، وتتردد على آل البيت. وأضاف الشيخ المندوه "هي بدر الصباح بنت محمد بن علي بن محمد الغباري، ولدت عام 1248 هجرية، تربت في جو صوفي حتى فتح الله عليها، وأنار قلبها، وذاع صيتها، وعاشت عذراء نحو ثمانين عامًا قضتها في أعمال البر ومساعدة المحتاجين ومعالجة العقماء والمصروعين وإيواء الفقراء والمساكين". وتابع خليفة المقام "أنشأت العارفة بالله صباح ثلاث تكايا، واحدة في ميت السودان، وثانية في دسوق، والثالثة في طنطا، واتخذت السيدة صباح تكية طنطا دارًا لإقامتها؛ لأنها محبة للسيد البدوي، فرأت أن تقيم بجواره، وكانت تكاياها معدة لاستقبال الزائرين وإيواء الفقراء والمساكين والمحتاجين والضعفاء والمرضى والمصروعين، مع تقديم الكسوة والطعام للوافدين عليها، واشتهرت في ذلك حتى كانت الحكومة ترسل إلى تكيتها المرضى الميئوس من شفائهم، وكانت أهم تكية هي تكية طنطا التي تقيم فيها، فمن لم يجد مأوى، يقصدها ويجد عندها الاستقبال الكريم. كما كانت تحيي الليالي بالذكر وتلاوة القرآن، ولم تكن السيدة لها صيغة دعاء معروفة أو أوراد مشهورة، وإنما إلهامات يجريها الله على لسانها، فتستجاب بها الدعوات. وكانت في عيد الفطر توزع الكساوى والصدقات، وفي عيد الأضحى تضحي بأربعين خروفًا واليوم الثاني والثالت تذبح عشرين خروفًا، ويتولى أقاربها اليوم القيام بهذه الأعمال". وأشار إلى أنها عزمت على بناء ضريح ومسجد لها بجوار تكيتها، ويوم وضع حجر الأساس حضر فضيلة شيخ الجامع الأحمدي إبراهيم الظواهري وجماعة من المريدين والشيوخ الكبار. من جانبها أعلنت محافظة الغربية حالة الطوارئ للاحتفال بمولدها بتكثيف الحملات الأمنية بساحة المسجد ومناطق الاحتفال وتوفير أجهزة كاشفة للمفرقعات ودوريات تجوب الشوارع طوال فترة الاحتفال، فضلاً عن تمركز قوة ثابتة فى محيط ديوان المسجد؛ خوفًا من وقوع أعمال شغب أو عنف أو اندساس خارجين على القانون وسط المحتفلين من أتباع الطرق الصوفية.