نشرت شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية، تقريرا تضمن رسائل بريد إلكتروني مسربة كشفت عن وجود مساع لإقالة ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، من منصبه بعد رفضه دعم المقاطعة التي تقودها الإمارات العربية المتحدة ضد جارتها قطر. ووفقا للرسائل المسربة، فقد التقى رجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي -أكبر المتبرعين لحملة دونالد ترامب والذي تربطه علاقات وطيدة مع الإمارات-، مع ترامب في أكتوبر الماضي وحثه على إقالة تيلرسون، ووصف برويدي وزير الخارجية الأمريكي بأنه "برج من الهلام" وأنه "ضعيف ويحتاج إلى صفعة قوية"، وفقا لما جاء في رسالة أخرى من الرسائل المسربة. واتهم برويدي قطر باختراق بريده الإلكتروني، وقال المتحدث باسم رجل الأعمال الأمريكي: "لدينا أسباب تجعلنا نرجح أن اختراق البريد الإلكتروني أشرف عليه ونفذه عملاء رسميون وغير رسميين لقطر عقابا لبرويدي على معارضته القوية للإرهاب الذي تدعمه قطر". من جانبها نفت السلطات القطرية ما وصفته ب"مزاعم برويدي" من خلال تصريحات مكتب الاتصالات القطري الذي أصدر بيانا جاء فيه أن: "قطر تود أن تؤكد بشكل قاطع أنها لم تتورط فيما أشارت إليه تلك الاتهامات المزعومة التي يرددها برويدي. كما تنفي أن تكون دفعت أموالا لأحد ليفعل ذلك". وأضاف البيان: "نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة ما هي إلا أسلوب تضليلي لتشتيت الانتباه بعيدا عن المزاعم الخطيرة التي يواجهها برويدي". وتصل تعاملات مجموعة سيرسينوس الأمريكية العاملة في قطاع الدفاع مئات المليارات في الإمارات، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. برويدي زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في أكتوبر الماضي، وجاء في مذكرة أعدها رجل الأعمال الأمريكي لاجتماع الرئيس توصيات بأن يستمر ترامب في دعم الإمارات والسعودية، حليفتي الولاياتالمتحدة في المنطقة، لكنه نصحه بعدم إقحام نفسه في التوتر الذي يسود علاقات قطر بباقي دول منطقة الخليج. وجاء في الرسائل أن برويدي يصف قطر بأنها "محطة تلفزيونية ملحق بها دولة"، في إشارة إلى شبكة الجزيرة القطرية، وأنها "لا تقدم شيئا إيجابيا". وأشاد في رسائله بالقوات الإقليمية لمكافحة الإرهاب التي تجهزها الإمارات، مقترحا على الرئيس الأمريكي "الاجتماع" بمحمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد الإمارات وحاكم أبو ظبي والقائد العام للجيش الإماراتي. وكتب برويد: "أوضحت أن محمد بن زايد مستعد للقدوم إلى الولاياتالمتحدة قريبا وأنه يفضل لقاء بعيدا عن الأضواء في نيويورك أو نيوجيرسي. واتفق الرئيس ترامب معي على أن مقابلة بن زايد اقتراح طيب". واقترح أيضا في رسائله أن يُفصل تيلرسون من منصبه في "الوقت المناسب سياسيا"، واصفا وزير الخارجية بأن "أداءه ضعيف" . وانتقد تيلرسون حصار قطر، داعيا إلى فك الحصار في تصريحات جاءت على النقيض من الموقف الداعم للحصار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكشفت الرسائل عن أن برويدي أرسل تفاصيل لقائه بالرئيس ترامب لجورج نادر -رجل أعمال أمريكي لبناني لديه خبرة امتدت لعشرات السنوات في الوساطة بين الشرق الأوسط وواشنطن-، وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات التي يجريها روبرت مولر، المحقق الخاص في قضية العلاقة المحتملة بين حملة ترامب والحكومة الروسية، إن نادر كان محط اهتمام التحقيقات وأنه خضع للاستجواب في الأسابيع القليلة الماضية. وركزت التحقيقات مع نادر وغيره من الشهود على إمكانية أن تكون الإمارات سعت إلى شراء النفوذ السياسي من خلال دفع أموال لحملة ترامب، وفقا لتقرير نشرته نيويورك تايمز.