"عاوز أعيش لوحدى وأموتكم كلكم".. جملة كانت مفتاح حل لغز انتحار " فادى محمد السخاوى"، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، الذى عثر عليه مشنوقا في أحد مباني المدينة الجامعية المغلق للصيانة. تلك الجملة قالها المتوفى لوالده بعد تعديه على شقيقه، الذى يكبره بسنة واحد ، بعدما ضربه بحديدة أثناء النوم، وحررت أسرته ضده محضرًا، فعاد إلى المدينة الجامعية قبل أن يتفاجأ الجميع به مشنوقا. والد الطالب، الذى يعمل مهندس زراعي، قال أمام سراى النيابة بسيدى جابر، أثناء التحقيقات، أن العلاقة بين فادى وشقيقه كانت جيدة، لافتا إلى أن شقيقه طالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب أيضا، قبل أن يبدأ الخلاف فجأة بينهما، ليقدم "فادى" على التعدى على شقيقه، ويصيف الأب والدموع تنهمر من عينه: "أنا عايش عشانه هو وأخوه وأخته". "فادى" قال لوالده أنه يتمنى الموت لهم جميعا، وأن يعيش بمفرده، كما ذكر الأب الذى حرر محضرا ضد ابنه حتى لا يكرر فعلته، مشيرا إلى أنه غادر المنزل دون هاتفه المحمول، وعاد للمدينة الجامعية بعد أن حصل على مبلغ مالي وحمل حقيبة ملابسه وكتبه، ثم لم يعد يتصل بأسرته. وفى السياق ذاته، سادت حالة من القلق بين طلاب المدينة الجامعية بمنطقة سموحة بالإسكندرية، تحسبًا أن يكون الدافع وراء الجريمة شبهة جنائية. وروى الطلاب وقائع كشف الجريمة، حيث قال الطالب بهاء محمد: "فوجئنا بسيارات الإسعاف والشركة تصل الى المدينة، وسط أنباء عن وجود شخص مشنوق لم يستدل على هويته حتى تعرف عليه زملاؤه، لأنه لم يكن بحوزته أى بيانات أو أوراق تدل على هويته". وأشار محمد إلى أن أحد الطلاب دخل المبنى المغلق لإحضار متعلقات خاصة، ليكتشف جثة "فادى" معلقة على الحائط بالطابق الخامس بالمبنى الذى تجرى به أعمال صيانة، وهو ما جاء فى تحقيقات الواقعة. كان الدكتور ممدوح التهامى، المتحدث الرسمي لجامعة الإسكندرية، قد استبعد وجود شبهة جنائية وراء الحادث، منوهًا بأن الطالب منعزل ومنطوى على شخصيته، وسبب الانتحار قد يعود إلى ظروف اجتماعية . وكشف التهامى ل "التحرير"، أنه تم عملية تفريغ مبدئى لكاميرات المراقبة وتبين أن الطالب كان يسير بمفرده باتجاه المبنى المغلق ثم اختفى عن المشهد ولم يظهر أى شخص آخر يلاحقه، ما يشير إلى أن الحادث ليس جنائى. وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة، وانتهت الواقعة بحضور أسرته لتسلم جثمانه من مشرحة كوم الدكة بعد انتهاء إجراءات التشريح والعودة به الى مطروح لدفنه بمقابر الأسرة.