أثار الفيلم اللبناني «القضية رقم 23» جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أثر تدشين حملات مناهضة لعرضه بسينما زاوية في وسط القاهرة، لاتهام مخرجه بالتطبيع مع إسرائيل، ويأتي ذلك بعدما تم ترشيح العمل السينمائي للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2017 مع 4 أفلام أخرى بالدورة 90 لجوائز الأكاديمية الأمريكية المقرر توزيعها في مارس المقبل. وتم عرض «القضية رقم 23» ضمن الأفلام المشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، في سبتمر الماضي، وكان محور الأحاديث الجانبية منذ عرضه على الجماهير والفنانين المشاركين ب«الجونة»، فبعد انتهاء الفيلم شهدت صالة العرض تصفيقًا حادًّا ومتواصلًا بسبب جراءة الموضوع الذي ناقشه الفيلم، وملامسته بشكل كبير لقضايا نعاني منها، بل ونال الجائزة الفضية من المهرجان الذي أقيم في مدينة الجونة السياحية بالبحر الأحمر، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عن فيلم «القضية رقم 23» ومخرجه اللبناني زياد دويري. 1- ينطلق الفيلم من إحدى النقاط الشائكة في وطننا العربي «الانتماء الديني»، وذلك من خلال مشادة حادة تقع بين شابين أحدهما (مسيحي) لبناني يدعى «طوني» وآخر لاجئ فلسطيني (مسلم) يدعى «ياسر» يعيش في أحد مخيمات لبنان، بسبب سقوط قطرات من المياه المتسخة من ماسورة الصرف الخاصة بالشاب الأول على رأس الثاني داخل أحد مواقع البناء. وتشتد حدة الخلاف إلى التراشق بالألفاظ ومن ثم تحول الخناقة إلى قضية رأي عام بعد وصولها إلى القضاء، وتشد هذه الأزمة الجمهور الذي يتابعها بشغف، وتدور الأحداث في إطار إنساني سياسي يحمل مشاعر مختلفة ومركبة بلغة فنية، حيث يسلط الفيلم الضوء على العدالة والقانون من خلال المحكمة، بالإضافة إلى إبراز الحرب الأهلية في لبنان بطريقة غير مباشرة. 2- زياد دويري هو واحد من أبرز المخرجين العرب والذي دائمًا ما تفتح أعمال باب النقاش بين النقاد والجماهير فيما بينهم وتحظى باهتمام كبير من قبل المحافل الدولية، ومن أشهر أفلامه: «بيروت الغريبة» الذي حصل على جائزة «فرانسوا شاليه» بمهرجان كان السينمائي عام 1998، وفيلم «الصدمة» الذي منعت السلطات اللبنانية عرضه جماهيريًا وأثار جدلا وضجة كبيرين في لبنان، نظرًا لتصوير الفيلم في إسرائيل والتسجيل مع عدد من الممثلين الإسرائيليين، بالإضافة إلى تناوله قضية شائكة هو العربي الإسرائيلي والفيلم مقتبس عن رواية الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا. 3- قصة الفيلم ليست من وحي خيال المؤلف كما نسمع دائمًا، حيث وقعت أحداث الفيلم من عامين مع مخرج العمل زياد دويري، ليمثل هو اللبناني الذي أوقع بالفعل المياه على رأس المواطن الفلسطيني، وقال نفس الجملة التي كررها داخل السياق الدرامي: «يا ليت شارون أمحاكم عن بكرة أبيكم»، ليكرر بعد ذلك تحول تلك القصة إلى فيلم سينمائي ولم يكن يعلم أنه يلفت انتباه المحافل الثقافية والفنية. 4- رشح «القضية رقم 23» من قبل جميع أعضاء اللجنة المكلفة باختيار الفيلم الذي يمثل لبنان في هذه المسابقة الرسمية، التي تنظمها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية «أوسكار 2018» عن فئة أفضل فيلم أجنبي. 5- سبقت دخول فيلم «القضية رقم 23» مهرجان الجونة السينمائي، مشاركته في عدد من المهرجانات الدولية الهامة التي رشحت الفيلم وبقوة للفوز، حيث شارك ضمن المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي التي أقيمت في أغسطس الماضي، وعرض بمهرجان تيلورايد السينمائي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي. 6- سبق اختيار أبطال الفيلم إجراء اختبارات لأكثر من 500 ممثل، حتى استقر المخرج على الأبطال الذين حملوا اسم «القضية رقم 23»، حيث يشارك في الفيلم كل من عادل كرم، وريتا حايك، وكميل سلامة، وكريستين شويري والممثل الفلسطيني كامل الباشا، فاز بجائزة «أفضل ممثل» عن دوره في الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي فى دورته الأخيرة.