عرض الفيلم اللبناني "القضية رقم 23" ضمن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائي، ويأتي ذلك بعد مشاركته في الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي التي أقيمت في أغسطس الماضي، ومهرجان تيلوريد السينمائي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى عرضه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وحصل "القضية رقم 23" على إشادات كبيرة من جانب الفنانين والناقد بعد عرضه أول أمس الأحد، والذين خرجوا من قاعة العرض متأثرين، ويصفقون لمخرج العمل زياد دويري، الذي استطاع من خلال فيلمه أن يبرز قيمة العدالة رغم اختلاف الجنسيات والأديان. تجري أحداث الفيلم في بيروت، وتبدأ الرحلة من وقوع مشادة بين "طوني" وهو لبناني مسيحي و"ياسر" وهو فلسطيني مسلم يعيش فى إحدى مخيمات لبنان، بسبب سقوط مياه متسخة من ماسورة الصرف على رأس الثاني، وتبادلا الشتائم، إلى أن وصل الأمر بالأول إلى رفع قضية بالمحكمة لشعوره بالإهانة. وقد يبدو الأمر حدثًا عابرًا، ولكن الأشياء الصغيرة في بعض الأوقات تتسبب في فتح باب لا يمكن إغلاقه، فبعد أن علم "طوني" من لهجة "ياسر" أنه فلسطيني، قاله له "يا ليت شارون أمحاكم عن بكرة أبيكم".. تلك الجملة التي كانت لها أثر بالغ على الفلسطيني، ليصل الأمر إلى المحكمة، وتتحول إلى قضية رأي عام يتابعها الآلاف. ويعمل التضخيم الإعلامي للقضية إلى جعل لبنان تقترب من انفجار اجتماعي، مما يدفع طوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة طوال مسيرة حياتهما. الفيلم يجمع مشاعر مركبة بالجمع بين الجانب الإنساني والسياسي بلغة فنية سينمائية، كما يسلط الضوء على الحرب الأهلية في لبنان، ويبرز قيمة العدالة من خلال المحكمة التي تقام بين الطرفين. وقال المخرج زياد دويري، في حوار سابق مع "رويترز"، إنه فيلمه يطرح أسئلة على المستوى الفني والدرامي وليس على المستوى السياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن الأبعاد السياسية والاجتماعية تتداخل مع البعد الدرامي، في صورة مجتمعنا اللبناني، مضيفًا «القصة التي يتمحور عليها الفيلم ليست مفتعلة وليست غريبة عن هذا المجتمع، فلا شك في أن ماضينا ترك أثرًا عميقًا». يذكر أن قصة الفيلم حقيقية، وقع فيها مخرج العمل منذ عامين، ودار نفس الحديث، وكان هو اللبناني الذي قال هذه الجملة "يا ليت شارون أمحاكم عن بكرة أبيكم". "القضية رقم 23" من بطولة عادل كرم، ريتا حايك، كميل سلامة، كريستين شويري، والممثل الفلسطيني كامل الباشا، الذي حاز جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي فى دورته الأخيرة، ورشح الفيلم لكي يمثل لبنان في المسابقة الرسمية التي تنظمها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية "أوسكار" عن فئة أفضل فيلم أجنبي. يذكر أن المخرج زياد دويري من مواليد بيروت عام 1963، ونشأ إبان الحرب الأهلية، سافر إلى أمريكا لاستكمال دراسته، وشارك في عدد من الأفلام كمساعد تصوير، إلى أن أخرج فيلمه الطويل الأول "غرب بيروت"، والذي نال شهرة واسعة وإعجاب النقاد وكثيرًا من الجوائز في مهرجانات حول العالم، أتبعه بفيلم "هكذا قالت ليلا"، وفي عام 2013 قدم "الصدمة" الذي أثار جدلاً، ومنع من العرض في لبنان ومعظم الدول العربية، بسبب تصويره في تل أبيب، بجانب إجراء بعض اللقاءات مع ممثلين إسرائيلين.