لعب المخرج يوسف شاهين دورًا كبيرًا في اكتشاف المواهب الفنية خلال مشواره الفني ومنحهم أدوارًا أظهرت صحة ثقته فيهم، بل وحققت أعمالهم الأولى معه نجاحًا مبهرًا، إذ شاركوا بها في المهرجانات الدولية، وبدأوا بعد رحيله رحلة الصعود والنجومية حتى أصبح بعضهم نجومًا تقام عليهم أعمال درامية وسينمائية كاملة، ونرصد في التقرير التالي أبرز النجوم الذين صنعهم «جو»، تزامنًا مع ذكرى مولده، حيث ولد في مدينة الإسكندرية يوم 25 يناير 1926. خالد النبوي لم يحظى النبوي، بفرصة البطولة إلا من خلال يوسف شاهين، وذلك خلال فيلم «المهاجر» عام ١٩٩٤، ووضعه النجاح الكبير الذي حققه العمل على طريق النجومية، فقد شارك الفيلم في مهرجان «كان» السينمائي، وحصل النبوي على جائزة أحسن ممثل من مهرجان «جوهانسبرج». ولكن العمل كان محل ضجة كبيرة شهدها المجتمع المصري حينها، فاختيار شاهين ل«النبوي» أثار جدلًا كبيرًا من ناحية، والعمل واجه هجومًا حادًا من قبل مؤسسة الأزهر الشريف ومنع من العرض آنذاك، إذ تناول الفيلم قصة سيدنا يوسف. يقول خالد البنوي، في أحد الندوات التي نظمها المركز الفرنسي الثقافي، عن المخرج الراحل: «يوسف شاهين هو صاحب الفضل عليا في أني أكون موجود في بؤرة الضوء المصري، هو اللي علمني لدرجة أنني لما طلعت بره اتعاملت مع ناس أكبر، واللي بنقدمه في مصر خلاني أحس إن الفرق مش كبير». وكشف النبوي خلال لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي، في برنامج «واحد من الناس» على قناة «الحياة»، في سبتمبر ٢٠١٦، أنه تراجع عن المشاركة في العمل لعدم قدرته على أداء مشهد معين ولكن «جو» جعله يتراجع عن هذه الفكرة، موضحًا: «في الأول اعتذرت وقولت للأستاذ مش هقدر أعمله، فيه مشهد أنا مش هقدر عليه، وهو مشهد شرب البطل للمياه، لكن شاهين قالي: أنا عارف إنك تقدر تعمله». يسرا اللوزي لم تكن يسرا، ترغب في دخول عالم التمثيل لكن شاهين تمكن من إقناعها بدخول مجال الفن، وأسند لها دورا في فيلم «إسكندرية - نيويورك» عام 2004، بطولة الفنانة يسرا وهالة صدقي. تقول يسرا اللوزي، على هامش ندوة في مركز الإبداع الفني عن الذكرى الثامنة لرحيل يوسف شاهين في عام 2017: «كان ليا عظيم الشرف إنه أتاح ليا فرصة العمل معاه، هو اللي علمني أصول الشغلانة ديه، والالتزام وحاجات تانية كتير، ما أعتقدش إن كنت هتعلمها من حد تاني زيه». وتحدث يسرا، عن أول لقاء لها مع «جو» في ندوة ثقافية، قائلة: «عمري ما حلمت إني ممثلة، أول مرة قابلته كان عندي 16 سنة، وكنت خايفة جدًا، لما قعدت 5 دقائق حسسني أنه أصغر مني، كنت أنا وأحمد يحيى بنروح له البيت، وكان بيقعد يفرجنا على أفلام ويعلمني حركات الفنانين بتتعمل إزاي». هاني سلامة اعترف سلامة، خلال لقاء له ببرنامج «عسل أبيض» على قناة «تن»، بأن شاهين هو صاحب اكتشاف موهيته الفنية، موضحًا: «ماكنتش أعرف إني أنفع ممثل، ولكن (جو) هو اللي اكتشف ذلك، وقدمني في (المصير) في دور أكبر من اللي كنت أحلم بيه». وصدقت وجهة نظر «جو» في موهبة سلامة الذي تألق في تقديم دوره في فيلم «المصير»1997، مع النجم الراحل نور الشريف، وبعد عامين من التجربة الأولى يحقق هاني، نجاحًا كبيرًا مع نفس المخرج في فيلم «الآخر»، ويواصل تألقه بعد ذلك في مجال الدراما والسينما كنجم شباك. نجوى إبراهيم قالت المذيعة والفنانة نجوى إبراهيم، إن المخرج يوسف شاهين، هو من أدخلها عالم التمثيل بعدما اختارها لأداء دور «وصيفة» في فيلم «الأرض» عام 1970، وإنها سافرت مع أبطال الفيلم لعرضه في مهرجان «كان»، وذلك خلال لقائها مع الفنانة إسعاد يونس في برنامج «صاحبة السعادة» على قناة «س بي سي»، في ديسمبر 2014. وتوالت نجاحات نجوى، بعد ذلك، إذ شاركت في فيلم «فجر الإسلام» للمخرج صلاح أبو سيف عام 19971، ثم «العذاب فوق شفاه تبتسم» للمخرج حسن الإمام عام 1974، ثم فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» إخراج حسام الدين مصطفى في نفس العام، وبلغت حصيلتها السينمائية 12 فيلمًا فقط حتى الآن. محسن محيى الدين أكد الفنان محسن محيى الدين، أن المخرجة إنعام الجريتلي هي من اكتشفت موهبته الفنية، ولكن القدير يوسف شاهين هو من صنع له النجومية، موضحًا: «شاهين لمعني بس، أنا كنت مكتمل الإمكانيات، وهو اختارني في فيلم (إسكندرية ليه)، وكان عاجبه الحبوب اللي في وشي، وطالبني بترشيح اثنين من أصحابي للمشاركة في العمل، واختار لي دورًا لم أكن أريده.. شاهين كان بالنسبة ليا مدرسة وجامعة أتعلم منها، فهو تجربة ثرية بالمعلومات والتقنيات الجديدة».