أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو سوف ترد بالمثل على عقوبات واشنطن، ولكنها لاتنوي إفساد العلاقات أو تقويضها. وأكدت الوزارة أن موسكو سترد بالمثل على إجراءات الولاياتالمتحدة في حال انتهجت طريقا لتعقيد عمل السفارة والقنصليات الروسية، إلا أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أكد أن موسكو، انطلاقا من حرصها على تواصل الناس ومصالحهم، لن تقوم بتشديد نظام منح تأشيرات الدخول للمواطنين الأمريكيين، رغم قرارات واشنطن الأخيرة، مضيفا أن سياسة الولاياتالمتحدة في هذا المجال لا تعد سببا لاتخاذ إجراءات مماثلة. وأوضح أن موسكو لا تنوي تقويض شيء في العلاقات الروسية الأمريكية بما في ذلك ما يتعلق بالتواصل بين الناس، وما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية. في سياق متصل، أعلن سفير الولاياتالمتحدة لدى روسيا، جون تيفت، أن العقوبات الأمريكية ضد روسيا أسلوب غير مجدٍ، إلا أن فرض هذه القيود الاقتصادية كان أمرا ضروريا، مؤكدا أن فرض هذه العقوبات كان خطوة إلزامية. وشدد على أن السلطات الأمريكية أظهرت، بفرض هذه العقوبات، أنها لم توافق على التصرفات الروسية التي اعتبرتها انتهاكا للحق الدولي، مشيرا إلى أن فرض العقوبات ضد روسيا كان بديلا عن الأعمال القتالية. وفي وقت سابق، علَّق "تيفت" على قرار السفارة الأمريكية في موسكو بتعليق إصدار تأشيرات السفر للمواطنين الروس، مشيرا إلى أن هذا القرار قسري. وقال: إن "الحديث لا يدور عن الانتقام، وإنما يُلزمُنا هذا القرار بالمسؤولية.. سنستأنف عملية منح تأشيرات السفر للروس ابتداء من 1 سبتمبر"، لافتا إلى أن "هذا الأمر مؤسف، ولكن ليس لدينا خيار آخر.. هذه العملية مهمة وعدد موظفينا اللازم لتنفيذها بشكل كاف سيتقلص بعد قرار الحكومة الروسية تقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية، وذلك بعد أن تلقينا توصية من وزارة الخارجية الروسية تطلب فيها تقليص عدد دبلوماسيينا إلى 455 شخصا.. ونحن الآن بصدد تنفيذ هذه التوصية". ورأى السفير الأمريكي أن قرار تعليق عملية إصدار تأشيرات السفر للروس لا يؤثر بشكل سلبي على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الثقافة والعلوم والتعليم، وقال: "أنا لا أعتقد ذلك.. بالطبع، هذا الوضع جديد بالنسبة للجميع، وينبغي علينا أن نرى كيف ستتطور الأمور في المستقبل".
وكانت سفارة الولاياتالمتحدة لدى روسيا قد أعلنت في 21 أغسطس الجاري أنها ستعلق عملية إصدار التأشيرات (باستثناء تأشيرات الهجرة)، اعتبارا من 23 أغسطس بسبب قرار روسيا تقليص عدد موظفي البعثة الدبلوماسية الأمريكية لديها. وأضافت أن استئناف إصدار التأشيرات سيكون محصورا في العاصمة موسكو فقط ابتداء من 1 سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن عملية إصدار التأشيرات في القنصليات الأمريكية الأخرى في روسيا سيعلق إلى أجل غير مسمى.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في ال30 من يوليو الماضي أنه سيتعين على 755 دبلوماسيا أمريكيا مغادرة روسيا بعد القرار الذي أعلنته وزارة الخارجية الروسية بخفض عدد العاملين في السفارة وفي القنصليات الأمريكية على الأراضي الروسية إلى 455 دبلوماسيا، وهو نفس عدد الدبلوماسيين الروس في واشنطن.
وفي شأن ذي صلة، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في تحسين العلاقات بين بلاده وروسيا، مشددا على أن هذا الأمر في مصلحة العالم كله وسيتحقق في نهاية المطاف. وقال "ترامب": "آمل بأن تكون علاقاتنا مع روسيا جيدة.. لقد كنت أعلن عن ذلك بصوت عال وواضح وأقول ذلك منذ سنوات طويلة.. وقلت إنه سيكون جيدا لو كانت علاقاتنا مع روسيا ممتازة، أو على أقل التقدير، جيدة، إنه أمر مهم جدا، وأعتقد أن ذلك سيحدث في وقت ما". وشدد الرئيس الأمريكي على أهمية تطبيع العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا "لأنها بلد كبير وبلد نووي، ومن الأفضل أن نحسن العلاقات معها، وهو في مصلحة الجميع والسلم وأشياء أخرى"، غير أنه امتنع عن الرد المباشر على سؤال الصحفيين حول ما إذا كان يعتبر روسيا تهديدا لأمن الولاياتالمتحدة، واكتفى بالإعراب عن اعتقاده بأن "دولا كثيرة تمثل تهديدا للأمن، نعتقد أن ذلك جزء مهم من العالم وبإمكاننا التغلب على جميع التهديدات". وحول ماذا ستفعل الولاياتالمتحدة في حال تفاقم الوضع في منطقة البلطيق، قال ترامب: "إننا ندافع عن هذه المنطقة، ندافع عنها جدا".