اعتبرت وكالة بلومبرج الإخبارية أن الزيارات المكوكية التي سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء من الأحد المقبل إلى المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، تتعلق بحماية المصالح التركية في المنطقة أكثر من إيجاد حلول للأزمة القطرية. وأشارت الوكالة إلى أن أنقرة كانت حليفا هاما لقطر منذ مقاطعة دول خليجية بجانب مصر في يونيو الماضي، فأرسلت لها الغذاء لتعويض الحصار فضلا عن تعزيز وجودها العسكري هناك، كما ستجريان مناورات عسكرية مشتركة قبل نهاية هذا الشهر. بلومبرج رأت أن ما يؤكد رغبة تركيا في توسيع دورها بالمنطقة، ما قاله وزير الدفاع التركي فكري إيشيق إن هدف زيارة أردوغان ل"شركاءه التجاريين" هو بحث "تخفيف التوترات بدلا من تأجيج عدم الاستقرار"، ولكنه في الوقت ذاته أكد على اححترام سيادة قطر. ولفت وزير الدفاع إلى أنه يجب على "السعودية وباقي الدول الأخرى أن تجلس على طاولةٍ وتحل هذا الأمر عبر الحوار السلمي. وتركيا مستعدة لتقديم أي مساعدة من أجل تحقيق هذا الغرض". الوكالة قالت أن الأزمة القطرية وضعت أنقرة في مأزق كبير، فهي لديها علاقات جيدة باطراف الأزمة، لذلك اجرى الرئيس التركي اتصالات مع نظيره الروسي بالاضافة للمسؤولين الإيرانيين، كمخا استقبلت وزير خارجية البحرين لبحث الأزمة ولكن بدون أن يثمر ذلك كله عن أية نتائج. وأوضحت أن جهود أردوغان انقلبت عليه، فقد شنت الصحف السعودية حملة شرسة على الرئيس التركي واصفة إياه بدعم قطر لتحقيق مشروع "جماعة الإخوان المسلمين". ونقلت عن تقرير لإذاعة بي بي سي جاء فيه أنه يبدو أن أردوغان توصل إلى قناعة مفادها أن هامش المناورة أمام تركيا قد تضاءل إلى حد بعيد وأن عليه اتخاذ موقف واضح من الأزمة والوقوف إلى جانب إحداهما، فاختار قطر، مخاطراً بالعلاقة مع السعودية التي شهدت تحسناً ملحوظاً منذ تولي الملك سلمان الحكم بعد فترة من البرود بسبب التباين الصارخ في موقفي البلدين من الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي. بلومبرج اعتبرت أن مسارعة البرلمان التركي إلى المصادقة على الاتفاق العسكري بين تركياوقطر كانت بمثابة رسالة تركية إلى القوى الإقليمة وأهمها السعودية مفادها أن تركيا معنية بهذه الأزمة إلى حد بعيد ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تدهورت الأوضاع في المنطقة. وأشارت وكالة بلومبيرج إلى فشل الجهود الدبلوماسية الساعية لإنهاء هذه المواجهة حتى الآن، فبعد أيامٍ من جولةٍ دبلوماسية مكوكية بين العواصم الخليجية الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إنَّ الخلاف –الذي يتنازع فيه حلفاء اقتصاديون وأمنيون طويلو الأمد للولايات المتحدة– ربما يستمر ل"بعض الوقت". ولفتت إلى أن تركياوقطر بينهما علاقات اقتصادية واستراتيجية كبيرة، فبالاضافة إلى الإخوان المسلمين فإنها في الوقت ذاته تعد وِجهة رئيسية للاستثمارات القطرية. ومن جانب آخر، السعودية والإمارات اشترا ما قيمته 8.6 مليار دولار من الصادرات التركية العام الماضي 2016، وهو ما يساوي تقريباً 20 ضعف ما اشترته قطر. ,ونقلت عن أنتوني سكينر، وهو مدير بشركة فريسك مابلكروفت لتحليل المخاطر السياسية ومقرها لندن قوله إن "تركيا بالفعل قد استُبعِدت من كونها وسيطاً رئيسياً في الأزمة الخليجية بسبب دعمها الواسع الذي لا يتزعزع للإخوان المسلمين وحماس. وأوضح أن الرئيس أردوغان لديه مصلحة واضحة للقيام بما يمكنه لكسر الجمود وضمان عدم تدهور العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتجارية مع السعودية". فيما قال إلنور تشيفيك، أحد كبار مساعدي أردوغان إن تركيا تسعى للانضمام إلى الحوار ك"طرفٍ محايد". بينما قال محمد شاهين، محلِل العلاقات الدولية بجامعة غازي في أنقرة، إنه يتوقع من الرئيس التركي أن "يشدِّد على أنَّ العالم العربي يجب أن يتوحَّد ضد التهديدات الحقيقية من إيران فضلاً عن الفوضى الإقليمية، بما في ذلك سوريا".