ذكرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية، الثلاثاء، نقلا عن مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تعزز وجودها العسكري في قطر، في تحد لمطالبة الكتلة الخليجية بقيادة السعودية بانسحاب الجيش التركي من الإمارة الخليجية. المستشار إيلنور سيفيك أكد أن تركيا مستمرة في مساعداتها لقطر، وأيضا القيام بما يلزم لحماية الحدود وأمن الحكومة القطرية، وتعكف أنقرة على بناء قاعدة عسكرية تركية جديدة في قطر، كما نشرت تركيا عشرات الكوماندوز وبعض وحدات المدفعية على الأراضي القطرية، وفقا لما ذكرته صحيفة «حريت» التركية. وتأتي هذه الخطوات في الوقت الذي أعلنت فيه الرئاسة التركية إن الرئيس إردوغان يعتزم زيارة السعودية والكويت وقطر في 23 و24 الشهر الجاري. ووفقا ل«بلومبرج»، التواجد العسكري التركي المتزايد يأزم الموقف ويزيد الفجوة السعودية- القطرية التي اندلعت في الشهر الماضي، والتي لم تفلح معها جهود الوساطة الكويتية والجولة الدبلوماسية لوزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون. وقال مسؤول بارز في الإمارات، الاثنين، إن التحالف السعودي مستعد لأن تستغرق هذه العملية «وقتا طويلا». وكان التحالف الخليجي، الذي يضم السعودية والإماراتية والبحرين ومصر، قرر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 5 يونيو. وتعهدوا باستعادتها فقط بعد امتثال أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم لقائمة تضم 13 مطلبا، بما في ذلك إنهاء الوجود العسكري التركي، وتقليص العلاقات مع إيران، وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين. وقد رفضت قطر هذه المطالب، ونفت صحة اتهامات الكتلة بأنها تمول الإرهاب. ونقلت «بلومبرج» عن المحلل في مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية في أنقرة، نيهات على أوزكان، قوله إنه «في حين أن حجم الوجود العسكري التركي في قطر ليس كبيرا، فإنه يشكل رادعا ضد التحركات التي يمكن أن تهدد الحكومة القطرية أو حدودها البرية». وقال نائب رئيس الوزراء التركي، فيسي كيناك، في وقت سابق من هذا الشهر إن مطلب التحالف السعودي يتعارض مع «الحق السيادي» لتركيا. ووفقا للوكالة الأمريكية، فإنه من المتوقع أن تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة الشهر الجاري، بعد وصول وحدة المدفعية التركية المكونة من 25 عضوا، حسبما ذكر «حريت»، مضيفة أن تركيا لديها بالفعل حوالى 150 جنديا في قطر. وكان البرلمان التركي قد أقر مع بدء الأزمة اتفاقية للتعاون العسكري مع قطر تسمح للحكومة بنقل جنود وقوات إلى قاعدة عسكرية تركية أنشئت في قطر بموجب اتفاقية سابقة بين البلدين وقعت عام 2014.
