72 ساعة دامية عاشتها مصر، بدأت باستهداف محطة تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمي الدولي فجر الأربعاء، واغتيال ضابط بقطاع الأمن الوطني بالقليوبية، واستشهاد وإصابة 26 من رجال القوات المسلحة برفح، اليوم الجمعة. تأتي تلك العمليات في أعقاب إعلان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء الماضي، أن لائحة مطالب الدول المقاطعة "غير واقعية" "وغير قابلة للتطبيق"، على حد تعبيره. ويؤكد الخبير الأمني اللواء حسام لاشين، أن قطر وراء العمليات العدائية التي شهدتها البلاد مؤخرا، لافتا بأنها تسعى إلى كسر الحصار المفروض عليها من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وذلك باستمرارها في إمداد الجماعات الإرهابية بالأموال لتنفيذ مثل هذه العمليات. بدوره، أدان المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد حادث سيناء الإرهابى، اليوم، مؤكدا أنه "مع كل قطرة دم ينزفها شهيد نزداد إصرارا على دحر الإرهاب.. معركتنا ضد من استباحوا الدم الطاهر ستنال كل من نفذ وخطط ومول وتستر وبرر". الأمر نفسه أكده اللواء علاء بازيد، مدير مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، الذي قال إنه كان من المتوقع بعد قطع العلاقات مع قطر وقوع بعض العمليات الإرهابية، لافتا إلى وجود عدة دول تهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط عبر بوابة "قطر". وكان المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، أعلن أن قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء أحبطت هجوما إرهابيا للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا، وتدمير 6 عربات، حيث تعرضت قوات إحدى النقاط لانفجار عربات مفخخة. مصر ضد الإرهاب "مصر تعاني من الإرهاب" هكذا يرى اللواء حسام لاشين، أن القوات المسلحة حققت نجاحات ملموسة خلال حربها على الإرهاب طوال ال3 سنوات الماضية، مشددا على أن حادث رفح الأخير "يصعب التصدي له كونها سيارة مفخخة"، إضافة إلى سهولة الاختباء في مناطق مختلفة بمدينة رفح بسبب كثرة الأشجار. وطالب "لاشين" القيادة السياسية بتوفير الدعم الكافي للقوات المسلحة، لشراء أجهزة الكشف عن المفرقعات عن بُعد "دول قليلة اللي تمتلكها لأنها غالية جدا". ووجه الخبير الأمني بضرورة الاستفادة من الطائرات العسكرية (استطلاع - أباتشي) في تمشيط مختلف المناطق على مدى الساعة، خاصة مع تكرار تسلل بعض العناصر الإرهابية عبر الحدود الليبية والأنفاق الواقعة مع قطاع غزة. العياط والمحور ولفت أن وزارة الداخلية قطعت شوطا كبيرا في الاعتماد على التقنيات الحديثة والاستفادة من كاميرات المراقبة في فرض السيطرة الأمنية، والحد من الجريمة. واستهدف مسلح فجر الأربعاء الماضي محطة تحصيل رسوم بالطريق الإقليمي الدولي بمركز العياط، جنوب محافظة الجيزة، مما أسفر عن استشهاد ضابطين متقاعدين ومجند. كما أطلق مجهولون النار على سيارة شرطة أعلى محور 26 يوليو، أمس الخميس، فأصيب مجند وشخص "مدني". ويشير الخبير الأمني اللواء إيهاب يوسف إلى أن تلك العمليات جاءت عقب تهديدات من الجماعة المسلحة، مشددًا على ضرورة توجيه الضربات الاستباقية لهذه الجماعات، وتغليظ الأحكام على المُدانين منهم. ويشدد "يوسف" على أهمية يقظة القوات المكلفة بتأمين الطرق "المسلحين بيستغلوا لحظة راحة أو ارتخاء القوات"، موضحا أن "زمن الأكمنة الثابتة انتهى"، ويجب الاعتماد على الأكمنة المتحركة بشكل أساسي والاستعانة بكاميرات المراقبة بالطريق والمحاور الرئيسية؛ حفاظا على الأرواح.