يحتفل اليوم الإثنين، «المعلم» حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب الوطني ونادى الزمالك، بعيد ميلاده رقم «70» لاسيما وأنه ولد في التاسع عشر من يونيو لعام 1947، في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة. بدأ حسن شحاتة ممارسته لكرة القدم، منذ أن كان في سن العاشرة، وهو طالبًا في المدرسة الابتدائية بكفر الدوار، ثم في مدرسة صلاح سالم الثانوية التجارية، لينضم شحاتة في طفولته لنادي كفر الدوار، أحد أندية الدرجة الثانية في ذلك الوقت، وتبدأ مسيرته مع الساحرة المستديرة. وبعد مباراته التجريبية مع منتخب بحري ضد المنتخب القومي عرض عليه محمد حسن حلمي، مدير الفريق القومي الانضمام للزمالك، وهو ما تم بالفعل، لينجح شحاتة في أول مباراة له مع نادي الزمالك، أقيمت في نوفمبر 1966، من إحراز 3 أهداف ليفوز الزمالك 4-0. وبعد اندلاع حرب يونيو 1967، توقفت المسابقة المحلية في مصر فانضم شحاتة لنادي كاظمة الكويتي، محققًا عدة نجاحات في الكويت منها حصوله على لقب أحسن لاعب في آسيا 1970، ليكون اللاعب الوحيد الذي حصل على لقب أفضل لاعب في قارة غير قاراته الأصلية، كما تم تجنيده بالقوات المسلحة الكويتية وشارك مع المنتخب الكويتي في بطولة العالم العسكرية ببانكوك في تايلاند، كما شارك مع المنتخب القومي الكويتي في البطولة الآسيوية. وفي عام 1971، عاد شحاتة لمصر، ليستكمل مسيرته مع الزمالك، وخلال وجوده لاعبا بين صفوف نادي الفارس الأبيض، حصل على الدوري العام مرة واحدة في موسم 1977–1978، وكأس مصر ثلاث مرات في مواسم 1974-1975 و1976-1977 و1978-1979. ودائمًا ما اعتادت الجماهير الزمالكاوية على ترديد هتاف «يا شحاتة ويا معلم خلي الشبكة تتكلم» كلما سجل هدف، ليدون المعلم اسمه بحروف من نور في تاريخ القلعة البيضاء، مسجلآ 77 هدفًا في الدوري العام، وخمس أهداف في كأس مصر، وستة أهداف لنادي الزمالك في بطولات إفريقيا، كما أنه حصل على جائزة أفضل لاعب بمصر عام 1976، وعلى وسام الرياضة من الطبقة الأولى في عام 1980. وعلى المستوى الدولي، انضم شحاتة للمنتخب الوطني في 1969 حيث كانت مباراته الدولية الأولي هي مباراة ودية أمام منتخب ليبيا والتي فازت بها الفراعنة بهدف نظيف أحرزه حنفي هليل وصنعه شحاتة، وبلغ رصيد مباريات المعلم مع منتخب الفراعنة 70 مباراة دولية، كما أنه شارك في 4 بطولات أفريقية محرزا لقب أفضل لاعب ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1974. وفي عام 1983 قرر صاحب الهتاف «يا شحاتة ويا معلم خلي الشبكة تتكلم»، الاعتزال لينهي مسيرة دامت في ملاعب الساحرة المستديرة نحو 16 عامًا، نال خلالهم على لقب هداف الدوري العام ثلاث مرات، وأفضل لاعب في مصر 1976، وثالث أفضل لاعب إفريقي لعام 1974 من الفرانس فوتبول. وفور اعتزاله عمل شحاتة في مجال التدريب، وكانت البداية مع ناشئي الزمالك تحت 19 عامًا، ثم اتجه لتدريب نادي الوصل الإماراتي في عام 1986 ثم المريخ المصري والشرطة العماني والاتحاد السكندري، ثم نجح في قيادة ثلاثة أندية (هي أندية المنيا والشرقية ومنتخب السويس) للصعود للدوري الممتاز من الدرجة الأدنى في الفترة ما بين 1996 وإلى 2000. ومن ثم قاد حسن شحاتة المنتخب الوطني للشباب، للفوز بلقب بطولة أفريقيا لعام 2003 المقامة ببوركينا فاسو وهو ما أهل المنتخب للمشاركة في كأس العالم للشباب المقامة بدولة الأمارات، ليقود الفراعنة لتقديم مونديال رائع، إذ نجح المنتخب الوطني للشباب حينها في احتلال المركز الثالث في مجموعته، ليصعود إلى دور الستة عشر، ليتلقى خسارة (2-1)، على يد نظيره الأرجنتيني في الوقت الأضافي بعد تعادل 1-1 في وقت المباراة الأصلي. وفي موسم 2003-2004، قاد حسن شحاتة نادي المقاولون العرب، الذي كان لا يزال يلعب بدوري الدرجة الثانية، للفوز بكأس مصر عام 2004 بعد فوزه على الأهلي بنتيجة 2-1، ليصبح المقاولون أول فريق يلعب في الدرجة الثانية ويفوز بهذه البطولة، ثم يقود الفريق للتويج بكأس السوبر عام 2004 للمرة الأولى في تاريخه بعدما فاز على الزمالك بطل الدوري آنذاك بنتيجة 4-2. وبعد النجاح الكبير مع المقاولون العرب، أعلن عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة، في 28 أكتوبر 2004 تعيين شحاتة مديرًا فنيًا مؤقتا للمنتخب، خلفًا ل ماركو تارديلي، بعد تأزم موقف الفراعنة في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2006 وانعدام أمله في التأهل إلى مونديال ألمانيا، وأنهى المنتخب تحت قيادة شحاتة المباريات المتبقية له بتحقيق 10 نقطة من أصل 15، ثم تحول العقد المؤقت لتعاقد نهائي في 13 يناير 2005 بعد صرف النظر عن التعاقد مع الألماني ثيو بوكير. أول بطولة إفريقية استضافت مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006، ووقع المنتخب في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه ليبيا والمغرب وكوت ديفوار، ونجح في احتلال صدارة مجموعته بعد فوزين على كل من ليبيا وكوت ديفوار وتعادل سلبي مع المغرب، ثم تأهل المنتخب بسهولة إلى الدور قبل النهائي للمرة الأولى منذ عام 1998 بعد تغلبه على نظيره الكونغولي بنتيجة 4-1. ومن ثم يواجه الفراعنة منتخب السنغال، التي ظلت نتيجتها تشير إلى التعادل الإيجابي 1-1 حتى الدقائق العشر الأخيرة، حتى أحرز البديل عمرو زكي هدف الفوز في الدقيقية 81، لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1 ويتأهل الفريق لملاقاة المنتخب الإيفواري في المباراة النهائية، وبعد مباراة سلبية بلا أهداف طوال 120 دقيقة، أستطاع المنتخب الوطني حسم المباراة النهائية بفوز عن طريق ركلات الجزاء الترجيحية أمام كوت ديفوار، ليتوج بكأس البطولة الخامسة في تاريخه. ونتيجة لنجاحه في الفوز باللقب الإفريقي، جدد اتحاد الكرة عقد حسن شحاتة وجهازه المعاون في 23 يوليو 2006 وتنتهي مدة العقد الجديد بعد نهاية بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008. اللقب الثاني على التوالي كانت المهمة الثانية لشحاتة مع المنتخب هي التأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 والمنافسة على لقبها، وتعثر المنتخب في مبارياته الخارجية بالتصفيات فتعادل في جميعها أمام منتخبات كل من موريتانيا وبوروندي وبوتسوانا ولكن فوزه في جميع مبارياته بمصر كان كافيا لحجز صدارة المجموعة والتأهل للنهائيات، وفيما اعتبر استعداد قوي للبطولة، حقق المنتخب لقب دورة الألعاب العربية الحادية عشرة 2007 المقامة بمصر. وحقق الفراعنة نتائج كبيرة وغير متوقعة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 المقامة بغانا، حيث بدأ تلك النتائج بفوز بأربع أهداف لاثنين أمام المنتخب الكاميروني في أولى مبارياته بالبطولة، وأنهى المنتخب دور المجموعات متصدرا مجموعته بعد فوز آخر على السودان وتعادل مع زامبيا، وبعد فوز صعب على المنتخب الأنجولي في ربع النهائي، حقق المنتخب فوزا تاريخيا على المنتخب الإيفواري في مباراة قبل النهائي بنتيجة 4-1. واحتفالا بالتأهل للمباراة النهائية، اتفق سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة مع شحاتة وجهازه المعاون في ليلة المباراة النهائية على تجديد تعاقدهم حتى نهاية فاعليات بطولة الأمم الأفريقية لعام 2010، ثم حقق المنتخب فوز جديدا على نظيره الكاميروني بهدف نظيف في المباراة النهائية، ليحقق المنتخب الوطني لقب البطولة الإفريقية السادسة في تاريخه والثانية على التوالي مع شحاتة، ويفوز المعلم بجائزة الكاف لأفضل مدرب في إفريقيا لعام 2008. يا فرحة ما تمت تأهل المنتخب الوطني، بعد فوزه القاري في 2008، لبطولة كأس القارات 2009 المقامة في جنوب أفريقيا، وبالرغم من مجموعته الحديدية، إلا أن المنتخب قدم نتائج رائعة ظلت عالقة في أذهان مشجعيه، فاستطاع المنتخب في تحويل تأخره أمام المنتخب البرازيلي من 3-1 إلى تعادل 3-3 قبل أن يسجل كاكا هدف رابع للبرازيل في الدقيقة الأخيرة من المباراة من ضربة جزاء. ثم حقق الفراعنة فوزا تاريخيًا غير متوقعا على المنتخب الإيطالي بطل كأس العالم بهدف نظيف أحرزه محمد حمص، ولكن الخسارة الثقيلة أمام المنتخب الأمريكي بنتيجة 3-0 في ختام دور المجموعات حرمت المنتخب الوطني من التأهل للمربع الذهبي. ولكن النتائج الجيدة بكأس القارات أعقبها إخفاق التأهل لبطولة كأس العالم 2010، بعد التساوي في كل شيء، لجأ المنتخب الوطني لمواجهة نظيره الجزائري في مباراة فاصلة أقيمت في 18 نوفمبر 2009 بالسودان، انتهت المباراة الفراعنة بهدف للا شيء، وبالرغم من عدم التأهل لمونديال 2010، إلا أن اتحاد الكرة اتفق مع شحاتة على تجديد تعاقدهم في 5 ديسمبر 2009 ليمتد حتى نهاية كأس الأمم الأفريقية لعام 2012. ثلاثية إفريقية غير مسبوقة بدأ المنتخب الوطني البطولة المقامة بأنجولا بداية قوية إذ فاز على نظيره النيجيري بنتيجة 3-1، ثم نجح المنتخب في تصدر مجموعته محققا العلامة الكاملة ليقابل المنتخب الكاميروني في دور ربع النهائي، انتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 قبل أن يتمكن أن يضيف الفراعنة هدفين عن طريق محمد ناجي (جدو) وأحمد حسن ليحقق فوزا صعبا. ثم حقق المنتخب المصري فوزا تاريخيا على نظيره الجزائري بنتيجة 4-0 قبل أن يفوز على منتخب غانا في المباراة النهائية بهدف نظيف أحرزه محمد ناجي (جدو) قبل نهاية المباراة بأربع دقائق فقط، ليعزز المنتخب الوطني رقمه القياسي بإحرازه لقب البطولة الأفريقية للمرة السابعة في تاريخه، فيما أصبح حسن شحاتة أول مدرب يحرز البطولة ثلاث مرات متتالية، كما بات المنتخب أول فريق يتوج باللقب الأفريقي ثلاث مرات على التوالي في تاريخ المسابقة. نهاية حزينة أعلن سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، إنهاء عقد حسن شحاتة وجهازه الفني من تدريب المنتخب المصري بصورة ودية في 6 يونيو 2011 عقب تضائل آمال مصر تماما في التأهل إلى لكأس الأمم الأفريقية 2012 بالتعادل مع منتخب جنوب إفريقيا سلبيا في ستاد الكلية الحربية بالقاهرة. وبذلك سُدل الستار على مسيرة شحاتة مع المنتخب المصري التي بدأت في أكتوبر 2004 وتخللها 96 مباراة، فاز المنتخب في 61 وتعادل في 17 وخسر في 18 ومحرزا 190 هدفًا ومستقبلا 81 هدفًا.