سلطت صحيفة "التليجراف" البريطانية الضوء على إصدار حركة حماس لوثيقة جديد أمس الاثنين، وصفتها بأنها برنامج سياسي "أكثر براجماتية" وقادرة على إنهاء سنوات من العزلة الدولية. وقلت الصحيفة: "مع الوثيقة الجديدة، أعادت حماس وصف نفسها بأنها "حركة مقاومة إسلامية قومية" بدلًا من كونها فرعًا لتنظيم الإخوان المسلمين والذي حظرته مصر". وأضافت "كما أنها تخلت عن لهجتها الصريحة التي تدعو لتدمير إسرائيل، على الرغم من أنها تحتفظ بهدف تحرير كل الأراضي الفلسطينية التاريخية، التي تشمل ما هو الآن إسرائيل". ونوهت إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت تلك التغيرات كافية لتحسين علاقات الحركة مع إسرائيل ومصر والتي فرضت حصارًا معيقًا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ استيلاء الجماعة على الأراضي في عام 2007، في الوقت الذي تشترط فيه الدول الغربية على "الحركة" الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف لإعادة العلاقات. وأشارت إلى أن الوثيقة الجديدة جاءت في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين حماس وحركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمدعوم من الغرب، حيث فشلت جهود المصالحة بين الحركتين مرارًا. وأوضحت "التليجراف" أنه في الأسابيع الأخيرة، هدد عباس بممارسة ضغوط مالية، بما في ذلك خفض مدفوعات الأجور والمساعدات إلى غزة، كوسيلة لإجبار حماس على التخلي عن الأرض، فيما تعهد قادة الحركة بأنهم لن يتزحزحوا عن غزة. واعتبرت الصحيفة أن حرب التصريحات مع حماس هي محاولة من عباس لتمكين نفسه كرئيسًا لكل الفلسطينيين قبل سفره للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدًا الأربعاء. وكان ترامب قال: إنه "سيحاول التوسط في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول اتفاق سلام، بالرغم من الإخفاقات المتكررة خلال العقدين الماضيين". ونوهت "الصحيفة" إلى أن حماس في الماضى انتقدت بشدة برنامج عباس السياسي الذي يرتكز على إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967. ففي ميثاق تأسيسها عام 1987، دعت حماس إلى إقامة دولة إسلامية في فلسطين التاريخية، أو الإقليم بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، والذي يشمل أيضًا إسرائيل. ولكن للمرة الأولى يثير البرنامج الجديد إمكانية إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، معتبرًا أن ذلك "صيغة توافق وطني". ومع ذلك، فإن الصياغة تشير إلى أن حماس تعتبر هذه خطوة مؤقتة، وليس وسيلة لإنهاء الصراع، ولا تتضمن الوثيقة دعوة صريحة لتدمير إسرائيل، لكنها تقول: إن "الهدف هو تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني". وتشير الوثيقة أيضًا إلى فلسطين التاريخية، بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، التي تشمل إسرائيل. وبينما كان الميثاق المؤسس مليئًا بالمراجع المعادية لليهود، حيث تؤكد الوثيقة الجديدة على أن حماس لا تحمل أي عداوة تجاه اليهود، ولكن تقول: إن "معركتها مع أولئك الذين يحتلون الأراضي الفلسطينية". "التليجراف" أشارت إلى أن زعيم الحركة خالد مشعل من المقرر أن يتنحى فى وقت لاحق من هذا الشهر، ومن بين المتنافسين المحتملين موسى أبو مرزوق، وهو زعيم سابق في حماس، وإسماعيل هنية، وهو مسؤول سابق في حماس في غزة.