اشتروا ملابس وأحذية وسعفاً، استعداداً للاحتفال بعيد "أحد الشعانين" هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو القيامة، توجهوا للكنائس حاملين "سعف النخيل"، ابتهاجاً بذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، إلا أن الإرهاب كان يدبر ويكيد لقتلهم، داخل كنائسهم، تحت حراسة الأمن. تفجيران في كنيستان مختلفتان: وقع الأول صباح اليوم فى كنيسة مارجرجس بطنطا، والآخر انفجار الكنيسة المرقسية بحي العطارين بالإسكندرية، راح ضحيتهما عشرات الشهداء، أكثر من 30 شهيد، وما يزيد عن 50 مصابًا، بينهما ضابط شرطة خلال محاولته القبض على انتحاري تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. «التأمين مش 2 عساكر ولا عربيتين بوكس نحطهم على باب الكنيسة، ويتفجروا مع المصلين» هذا ما أكدته هالة شكر الله رئيس حزب الدستور المستقيلة، موضحة أن التأمين على الكنائس يجب أن يتناسب مع تصاعد وتيرة العنف ضد الأقباط في الفترة الحالية، واتخاذ اجراءات تأمينية جديدة. «هل عششت داعش في مصر، وهل أصبحنا عاجزين عن مواجهة خطر ذلك التنظيم وحماية الأقباط» هكذا تساءلت شكر الله، مشيرة إلى حادث نزوح أقباط العريش، ويجب أن تدرك الحكومة أننا أصبحنا في خطر شديد. فيما استنكر عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، حادثي تفجير الكنيستين، قائلاً: «مثل هذة الحوادث هي محاولات للتنغيص على الأقباط في عيدهم، وتستهدف شق الصف الوطني، ومن الواضح أن داعش استوطن في سيناء وتحاول التمدد في الأقاليم المتاخمة، وأن طنطا هي أحد المعاقل الجديدة، والدليل على ذلك تفجير مركز تدريب الشرطة بطنطا الذي لم يفت على مروره أكثر من 10 أيام». وأضاف شكر في تصريحات ل «التحرير»، أن هذة هي المرة الثانية التي يتم وضع قنبلة في الصفوف الأولى داخل الكنيسة بعد حادث البطرسية، ويجب على وزارة الداخلية بذل مجهودات أكبر لإحكام السيطرة على الكنائس في ظل احتفالاتهم بأعيادهم، وهو موسم الإرهاب، خاصة وأنها تمتلك أجهزة متعددة أهمها الأمن الوطني والأمن العام والأمن المركزي. وشدد على أنه يجب أن تدرك الدولة اتخاذ إجراءات جادة لمواجهة التعصب الديني غير الإجراءات الأمنية، عبرّ محاربة الفقر والجهل وتجديد الخطاب الديني. وبصوت يغلب عليه الحزن، عبرّت النائبة مارجريت عازر، عضو ائتلاف دعم مصر ولجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن استياءها الشديد من حادثي التفجير، قائلة: "يدلان على بشاعة الإرهاب وقلوب خلت من الإنسانية، حيث أنهم استهدفوا بسطاء عُزل من السلاح وفي يوم عيدهم". «التقصير يشمل الجميع، وليس من الطبيعي أو المقبول الحديث عن أن مثل هذة التفجيرات طبيعية وتحدث في العالم كله، فمن المفترض أن نتخذ احتياطات أمنية كبيرة» هكذا ردت عازر، على الأصوات التي بدأت ترديد أن هذا يحدث في كافة عواصم العالم، مضيفة أن إجراءات الحكومة، دائما موقفها يكون رد فعل وليست استباقية، فنحتاج إلى إجراءات صارمة لمواجهة الإرهاب.