كتب: أحمد البرماوي.. تصوير: بافلي ممدوح استيقظ المصريون اليوم على صور منتشرة لعملية استخراج تماثيل حجرية من باطن الأرض بمنطقة المطرية شمال شرق القاهرة، وهي المنطقة المشهور عنها وجود آثار في باطنها، لكن تلك الصور التي كانت تحتوي على آلالات رفع لمعدات ثقيلة "لودر"، يحمل جزءًا من التمثال، أثارت جدلًا حول آلية التعامل مع استخراج الآثار من باطن الأرض، وما إذا كانت طرق عملية أو عشوائية. وزارة الآثار، أصدرت بيانا صحفيا مساء اليوم للرد على ما تم تداوله في عدد من المواقع الإلكترونية وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بشأن استخدام رافعة آلية في رفع التمثال، حيث قال محمود عفيفي رئيس قطاع الآثار المصرية، بأنه لم يتم رفع التمثال ولكن جزء من رأسه باستخدام الرافعة نظرًا لثقل حجمه. وأضاف أنه تم تدعيم التمثال الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة، كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية، التي كانت تحيط بها، أما عن باقي أجزاء التمثال فما زالت موجودة بالموقع وجار دراسة كيفية رفعها، مضيفاً أن الرفع تم تحت الإشراف المباشر من الأثريين والمرممين المصريين والألمان العاملين بالموقع، وذلك نظرًا لوجود التمثال غارقًا في المياه الجوفية بالأرض الطينية. وأكد ديترش رو رئيس البعثة الألمانية، أن الجزء الذي تم رفعه من التمثال لم يمس بسوء ولم يتعرض للخدش أو الكسر كما أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي بل هو في حالة جيدة من الحفظ. خبير الآثار الفرعونية الدكتور سيد حسن، قال إن منطقة المطرية هامة جداً وتضم آثارا كثيرة، لكونها كانت هليوبولس عاصمة مصر القديمة، وكانت تسمى مع منطقة عين شمس أونو وكانت لعبادة الشمس وهي من أقدم العواصم في العصر الفرعوني وتكتظ بآثار كثيرة، لكنها اختفت أسفل الزحف العمراني. وأشار حسن في تصريحاته ل"التحرير"، إلى مسلة سنوسرت التي سمي باسمها ميدان المسلة بالمطرية، موضحًا أن قرابة 90% من آثار مصر لم تكتشف بعد، ويكفي أن توت عنخ أمون اكتشف منذ 95 عاما فقط، ولم يكن يتخيل أحد أن يضم التابوت الخاص به هذا الكم من الذهب الذي تجاوز 110 كيلوجرامات بخلاف القناع الذي وصل 15 كيلوجرامًا من الذهب الصافي. وقال إن الوفد القائم على التنقيب في منطقة المطرية التي تم الكشف فيها عن تمثال رمسيس الثاني تضم خبراء ألمان ومفتشي أثريين مصريين ولديهم دراية في كيفية استخراج الآثار من باطن الأرض، موضحاً أن بعض الآثار تخرج من باطن الأرض كسور على 3 أو 4 قطع أو اكثر، وهذا يرجع إلى نوع الصخور المصنوع منها ما إذا كان جيريا أو صخرا ناريا. وأكد أنه كان من المفترض منع نشر أي صور لاستخراج التمثال من باطن الأرض إلا بعد الترميم الكامل حتى لا يتم تشويه الأثر، وهذا هو العيب الوحيد في عملية الاستخراج التي تمت اليوم. وقال الدكتور أيمن عشماوي رئيس البعثة المصرية الألمانية للتنقيب عن آثار المطرية، إن الكشف الأثري الجديد يتضمن تمثالا للملك سيتي الثاني، وآخر لرمسيس الثاني كانا محفورين على عمق 2 متر في المياه الجوفية، مضيفاً أن الحفر في منطقة سوق الخميس بالمطرية بدأ عام 2006 مستخدمين الوسائل العلمية السليمة للحفاظ عليها، حتى اصطدمت البعثة بكمية كبيرة من المياه الجوفية تقع بداخلها التماثيل المذكورة، وكان لابد من استخدام «لودر» لرفع الآثار. وأشار عشماوي إلى أن رأس رمسيس الثاني التي تم استخراجها تزن 4 طن، والعاملون القائمون على الحفر متخصصون في استخراج الآثار، نافياً أن يكون التمثال تهشم أثناء استخراجه، مؤكدا مراعاة كل وسائل الحماية في استخراجه. من جانبه قال أشرف أمين، رئيس العمال المكلفة باستخراج التماثيل ل"التحرير"، إنهم اكتشفوا الموقع والتماثيل فيه منذ يومين، وأخطروا المحافظ ووزير الآثار لكي يشرفا على عملية الاستخراج، وهي العملية التي بدأت أعمالها اليوم بوجود خبراء ألمان، مشيرًا إلى أنهم سيكملون عملية استخراج تمثال آخر يوم السبت القادم. وأثناء تواجد "التحرير" في محيط الموقع لم يتبين وجود أي قوات من رجال الشرطة أو من شرطة الآثار لحماية الموقع، خشية تعرضه لأي عملية سرقه أو إهمال، في الوقت الذي يقيم فيه خفير واحد مع أفراد بعثة التنقيب. وتعليقاً على هذا قال الدكتور سيد حسن خبير الآثار، من المعمول به في أي موقع يكتشف به آثار أن يتم فرض كردون أمني على الموقع من قبل قوات شرطة الآثار وعدد من الأثريين، الذين يعملون بالوزارة، مشيرًا إلى أن هناك ما يقارب من 10 آلاف أثري ونحو 30 ألف موظف بالوزارة ينبغي تخصيص بعض منهم لحماية الموقع من تعرضه لأي سطو أو محاولة سرقة أو اتلاف.