دعا الملياردير وارن بافيت - مالك ورئيس مجموعة بيركشاير هاثاواي الاستثمارية، الشركات الأمريكية إلى الاستمرار في صناعة الثروات، معربًا عن ثقته في أن الأسهم الأمريكية ستشهد المزيد من الصعود في السنوات القليلة المقبلة. و قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الاثنين: إن "بافيت" لم يتطرق إلى سياسات الرئيس دونالد ترامب في خطابه السنوي الموجه إلى حاملي الأسهم في مجموعته، و التي تتضمن حظرالمهاجرين من الدول السبع ذات الأغلبية المسلمة، باعتبار إنهم يمثلون خطرًا على أمن الولاياتالمتحدة، لكنه عارض هذه السياسات بطريقة غير مباشرة - إذ تحدث عن موجة قوية من مهاجرين موهوبين وطموحين يسهمون في تحقيق ازدهار الاقتصاد الأمريكي". جدير بالذكر أن (بافيت) كان من مؤيدي منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون. من هو وارن بافيت؟ ولد وارن بافيت عام 1930 في أوماها بولاية نبراسكا، كانت عائلته تدير متجرًا للبقوليات في أوماها في الفترة الواقعة بين عامي 1869 و 1969، وكان والده هاوارد سمسارًا في سوق الأسهم وعضوًا في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري، وكانت أمه ليلي ستال سيدة منزل. في عام 1941 عندما أصبح وارن بافيت في سن الحادية عشر، و بدأ يعمل في بيت السمسرة الذي كان يديره والده - حيث اشترى أسهمه الأولى، وعندما أصبح في الرابعة عشر من عمره كان يجني 175 دولارًا في الشهر من توزيع صحيفة واشنطن بوست، كما اشترى أرضًا زراعية في نبراسكا مقابل 12000 دولار. تعليمه في عام 1947 - 1949، التحق بكلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا، ثم انتقل إلى جامعة نبراسكا وتخرج منها. وحصل على درجة بكالوريوس في العلوم من جامعة نبراسكا، في عام 1950، ثم قدَّم طلبًا للالتحاق بكلية هارفارد للتجارة و لكنه رُفض، لذلك التحق بكلية التجارة بجامعة كولومبيا وتخرج منها عام 1951. عمله بعد تخرجه من جامعة كولومبيا، ذهب لكي يعمل في وال ستريت، ثم عاد بعد ذلك إلى أوماها ليصبح سمسارًا في مؤسسة والده ومدرسًا لمادة التجارة في الصفوف المسائية. في عام 1954 حصل على وظيفة براتب 12000 دولار في السنة في نيويورك، حيث كان يساعد في إدارة شركة جراهام المتضامنة للاستثمار. أما عام 1956، عاد بافت إلى أوماها - بعد أن تقاعد جراهام وحل شركته، ليؤسس "بافت أسوشيتس المحدودة" برأس مال 105000 دولار، جمعه من الأصدقاء وأفراد العائلة، إضافة إلى مساهمته بمبلغ 100 دولار، ثم أسس في وقت لاحق شركتين متضامنتين ليدمج الشركات الثلاثة في نهاية الأمر. وبعد خمس سنوات أصبحت الشركة المتضامنة تساوي 7.2 مليون دولار، و زادت ثروة بافيت عن مليون دولار، وفي نفس العام تم دمج كافة الشركات المتضامنة في" بافيت بارتنر شيبس المحدودة" التي بدأت تشتري أسهم "بيركشاير هاثواي"،" نيو بيدفورد"، و"ماس تيكستايل ميل "مقابل أقل من 7.6 دولارات للسهم الواحد، كما استخدم رأس مال بيركشاير في الاستثمار بالقطاعات التجارية الأخرى مثل قطاع التأمين. و مع حلول عام 1963 أصبحت "بافيت بارتنر شيبس المحدودة" أكبر مالك للأسهم في بيركشاير. وفي عام 1967 فاقت ثروة بافيت الصافية 10 ملايين دولار، وفي تلك السنة اشترت بيركشاير هاثاواي شركة ناشونال إندمنتي للتأمين مقابل 8.6 مليون دولار، لكن في عام 1969 تم حل الشركة بعد أن حققت عائدات سنوية متراكبة بلغت نسبتها 29.5% مقابل 7.44، وهذا ما دفع (بافيت) إلى الاستنتاج بأن الكثير جدًا من الأسهم تعرض بأسعار تفوق كثيرًا قيمتها الحقيقية، و تضمنت الأرصدة التي جرى توزيعها على الشركاءأسهم شركة بيركشاير هاثواي. وتمتلك بيركشاير هاثاواي الآن أسهمًا في عدد كبير من الشركات العملاقة مثل (أبل وكوكاكولا وأربعة من أكبر مصنعي الطائرات في الولاياتالمتحدة)، وقد حققت أرباحًا بلغت 15 % أو 6.3 مليار دولار في الربع الأخير من 2016.