يعتبر المراسلون هم المرآة التي تنقل الخبر للعالم بأسره، فهم الوسيلة الأولى لتغطية ما يجري على الساحة بشكل أساسي في المحطات العالمية والعربية، ولكنهم يعيشون خطرًا داهمًا، فهناك من يشبههم بالأبطال في ساحة المعارك يحملون هم نقل الحدث على كاهلهم وقد يدفعون ثمنًا باهظًا فداءً لتوثيق ما يجري، و هذا ما حدث مع شيفا غردي، التي كانت تعمل في فضائية "روداو" الكردية العراقية. حيث لقيت غردي حتفها أمس السبت، جراء انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق أثناء تغطيتها تقدم القوات العراقية في المناطق الغربية التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي. وقالت المحطة على موقعها الإلكتروني: إن "غردي كانت تقدم برنامجًا يوميًا حول عملية استعادة الموصل لتلفزيون روداو، وبدأت في الآونة الأخيرة في تغطية الحرب من داخل المدينة". وأوضحت "روداو" أن غردي البالغة من العمر 30 عامًا تحدّت الصورة النمطية لهذا الجانب من الصحافة الذي يهيمن عليه الرجال. و لم تكن (غردي) الضحية الأولى لمهنتها، فقد سبقها العديد من المراسلين في جميع أنحاء العالم، الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لعملهم. سوريا نوفمبر 2016 لقي مراسل التلفزيون الإيراني في سوريا محسن خزايي مصرعه، أثناء تغطيته اشتباكات اندلعت في مدينة حلب شمالي البلاد. ونشرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية خبر مقتل مراسلها خزايي خلال اشتباكات وقعت بين المعارضة السورية وبين قوات نظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية له في حلب. وأوضحت المؤسسة أن وفاة المراسل كانت نتيجة إصابته بشظايا في الرأس، مضيفة أن الاشتباكات أسفرت أيضًا عن إصابة أحد مصوريها - ويدعى تامر صندوق- بإصابة لم يتم توضيح درجتها. يوليو 2016 أعلنت قناة "الجزيرة مباشر" القطرية عبر حسابها بشبكة "تويتر"، مقتل مراسلها إبراهيم العمر في قصف للطائرات الروسية بريف إدلب، خلال تغطيته للأحداث في سوريا. من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ الطائرات الحربية 8 غارات على مناطق في بلدة ترمانين، وبالقرب منها في ريف إدلب الشمالي، حيث قتل 3 أشخاص على الأقل بينهم قاصر، فضلًا عن سقوط عدد من الجرحى. عام 2013 لقيت مراسلة الإخبارية السورية الموالية للحكومة "يارا عباس" مصرعها، أثناء تواجدها أمام مطار الضبعة العسكري في مدينة القصير التي تشهد أعنف هجمة واشتباكات منذ بدء الأزمة السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن (عباس) قتلت جراء إصابتها بقناص قرب مطار الضبعة العسكري الذي يسيطر عليه مقاتلو الجيش الحر، كما أصيب عدة أفرد من طاقم القناة بجروح. يذكر أن يارا عباس سبق لها أن قامت بفبركة أخبار حول معارك القصير السورية ونقلتها عبر شاشة الإخبارية السورية. العراق أكتوبر 2016 أعلنت قناة السومرية العراقية مقتل مصورها الصحفي علي ريسان بنيران قناص خلال تغطيته المعارك الدائرة ضد تنظيم "داعش" في جنوب مدينة الموصل. وقال الصحفي علي الموسوي الذي كان برفقة ريسان لحظة مقتله في اتصال هاتفي مع القناة: إن "قناصًا من عناصر داعش استطاع أن يصيب الزميل علي ريسان إصابة بالغة أثناء تغطية المعارك في قرية البو فشكة"، مضيفًا "حاولنا نقله إلى أقرب نقطة طبية لكنه فارق الحياة". يناير 2016 قتل مراسل وكذلك مصور قناة الشرقية غرب بلدة المقدادية في محافظة ديالي بالعراق. من جانبه أكد مصدر أمني بحسب موقع "شفق نيوز"، أن مسلحين مجهولين فتحوا النار على مراسل قناة الشرقية سيف طلال والمصور حسن العنبكي أثناء عودتهما من تغطية صحفية عند تقاطع الوجيهية الواقعة على بعد 15 كلم غرب بلدة المقدادية في محافظة ديالى. وأشارت مجموعة قنوات الشرقية في بيان لها اليوم، إلى أن مراسلها سيف طلال والمصور حسن العنبكي اغتالتهما إحدى الميليشيات السائبة في تقاطع الوجيهية شمال شرقي ديالى خلال تأديتهما لواجبهما المهني والوطني". ليبيا في يوليو العام الماضي، أعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص"، مقتل المراسل الصحفي عبدالقادر فسوك، جراء إصابته برصاصة غادرة بأحد محاور القتال ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت. وأضاف المركز الإعلامي عبر صفحته على موقع "فيسبوك" أن قواته تقدمت على محورين بعد قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران على مواقع التنظيم، مشيرًا إلى أن مستشفى مصراتة المركزي استقبل جثمان شهيد وأربعة جرحى بانفجار لغم أرضي.