استمرار المعارك للسيطرة على الولايات النفطية.. وعشرات الآلاف لجؤوا إلى قواعد الأممالمتحدة «مجازر» وموجات نزوح جماعى يشهدها جنوب السودان الذى بات على شفا احتراب قَبَلىّ منذ اندلاع الأزمة الدامية التى شهدها فى 15 ديسمبر الجارى، منذ اتهم الرئيس سلفاكير نائبه السابق ريك مشار بتنفيذ محاولة انقلاب قبل أسبوع، ونفى الأخير هذا الأمر متهمًا كير بأنه يريد القضاء على خصومه، مما أسفر عن مقتل آلاف، حسب الأممالمتحدة، وتدهور الأوضاع الإنسانية. الأممالمتحدة أعلنت العثور على مقابر جماعية فى مدينة بانتيو، مشيرة إلى احتمال وجود مقابر مشابهة فى العاصمة جوبا، مما يضع طرفى النزاع، الرئيس سلفا كير ونائبه السابق وخصمه الحالى رياك مشار، فى دائرة الاتهام بعمليات قتل جماعى، وربما تطهير عرقى. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية فى جنوب السودان توبى لانزر إن «90 ألف شخص على الأقل تمكنت الأممالمتحدة من إحصائهم نزحوا منذ 10 أيام، بينهم 58 ألفًا لجؤوا إلى قواعد الأممالمتحدة» فى البلاد، بينما فرّ مئات آلاف الأشخاص الآخرين على الأرجح إلى الغابات القريبة. وبينما تسوء الأوضاع الإنسانية فى البلاد، نشط القتال مجدَّدًا، منذ صباح أمس الخميس، فى ملكال عاصمة ولاية أعالى النيل الغنية بالنفط، بين الجيش الموالى لكير والمسلحين الموالين لمشار، لكن وزير الإعلام الجنوب سودانى مايكل مكوى نفى أن يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة المهمة. كانت القوات الحكومية حققت تقدُّمًا الثلاثاء عبر استعادتها مدينة بور عاصمة ولاية جونقلى من المسلحين، بينما واصل الجيش الأربعاء «تطهير» فى المنطقة، وفى بور انتشرت الجثث فى الشوارع، بينما تعرضت المتاجر للسرقة والمنازل للتدمير بما فيها مكتب حاكم الولاية. المعارك امتدت إلى خمس من الولايات العشر للدولة الوليدة التى انفصلت عن السودان عام 2011: ولايات جونقلى والوحدة ووسط الاستوائية وأعالى النيل وشرق الاستوائية، حيث تعد السيطرة على الولايات النفطية فى شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة إلى الطرفين. وفى رسالة إلى الأمة بمناسبة عيد الميلاد، اعترف الرئيس كير بوقوع اقتتال إثنى فى البلاد، وقال «هناك حاليًّا أناس يستهدفون الآخرين بسبب انتماءاتهم القبلية الخاصة»، محذِّرًا من أن «هذا سيقود دولتنا الجديدة إلى حالة من الفوضى»، ودعا إلى وضع نهاية لأعمال القتل الوحشى والفظائع التى تُرتكب لأسباب قبلية. وفى إطار الدعوات الدولية من أجل التهدئة ووقف المعارك وبدء حوار، دعا الأمين العامّ للأمم المتحدة بان كى مون أطراف النزاع فى جنوب السودان إلى التفاوض، وهدد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات بعقوبات، فى «رسالة إذاعية وتلفزيونية لسكان جنوب السودان». وقالت المفوضية الأوروبية الأربعاء إن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون بصدد إيفاد مبعوث للمساعدة فى إيجاد حل سياسى للصراع الدموى القبلى والاتصال بالدول المجاورة.