تخلص الحكومة المصرية من الإخوان كابوس «العدالة والتنمية» فى تركيا ستيفن كوك: الدعم المصرى الهائل للموقف الذى اتخذه الجيش فى 3 يوليو الماضى يعتبر رفضا قاطعا ل«النموذج التركى» الجديد المرتبط بأردوغان «مصر وتركيا: كوابيس».. كان هذا عنوان مقال جديد للباحث الأمريكى فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ستيفين كوك، الذى نشره الموقع الخاص بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى. استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى زيارة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان إلى مصر بعد ثورة يناير، وكيف تم استقباله بحفاوة شديدة من قبل المصريين الذين حملوا آنذاك لافتات عليها صورته وأعلاما تركية. كوك وصف هذه المشاعر بأنها كانت لطيفة، لكن الآن أصبح العداء المتبادل والتنافس الاستراتيجى هو مستقبل العلاقات المصرية التركية. لافتا إلى أن انتقاد أردوغان المستمر لأحداث 30 يونيو، ودعمه المتواصل للإخوان المسلمين، هما السبب الأساسى وراء القرار المصرى بتقليل العلاقات مع تركيا. وتابع كوك أن منتقدى أردوغان سيضيفون من دون شك تدهور العلاقات المصرية التركية إلى القائمة المطولة التى تضم تصريحاته ومواقفه وسياساته المحيرة. وقال إن علاقات الأتراك الآن مع -تقريبا- كل دولة مهمة فى الشرق الأوسط، متوترة. مستطردا أن هناك سلسلة من القضايا السياسية المتوقعة من النزاع الحالى مع المصريين. الباحث الأمريكى مضى قائلا إنه قبل ثورة 25 يناير، كانت العلاقات بين البلدين سليمة لكنها كانت بالكاد ودية. مشيرا إلى أن حسنى مبارك لم يكن يحب أردوغان، وأن البعض شعر بأنه شعور متبادل. وأوضح أن مبارك كان كبيرا فى السن، وحذرا للغاية، ومستبد، بينما كان أردوغان أصغر وحيويا ويتمتع بكاريزما وإصلاحيا. وقال الكاتب إن مبارك كان دائم الشك فى الإسلاميين، ولم يكن مهتما كثيرا بالتنوع التركى الذى عادة ما تصفه الصحافة ب«المعتدل». ولفت كوك إلى أن الإخوان المسلمين أيضا لم يحبوا الإسلاميين الأتراك بشكل كبير، على الرغم من أن نجاح حزب العدالة والتنمية أثار اهتمامهم. موضحا أن الإخوان الذين يعتبرون أنفسهم أصل الحركات الإسلامية نظروا إلى «العدالة والتنمية» كمجموعة من الأتراك المبتدئين الليبراليين والقوميين قليلا. وتابع أن الإخوان وكثيرا من المصريين قدروا جدا موقف أردوغان فى أثناء الثورة المصرية حيث كان أول زعيم فى العالم يطالب مبارك بالتنحى وتلبية مطلب الشعب. مضيفا أنه فقط بعد سقوط مبارك، سعى الإخوان إلى بناء علاقة مع الأتراك الذين قد يكونون مصدرا مهما للدعم الدبلوماسى والسياسى والاقتصادى لمصر ولأنفسهم. مشيرا إلى أن أردوغان أيضا أصبح ينظر إلى الإخوان كأنهم نظير لحزبه الخاص، حيث كان يعتقد الأتراك أن الإخوان سيتبعون مسار «العدالة والتنمية» الناجح. كوك تابع قائلا إن الدعم المصرى الهائل للموقف الذى اتخذه الجيش 3 يوليو الماضى، يعتبر رفضا للنموذج التركى الجديد المرتبط بأردوغان. ومن ثم ليس من المدهش أن يغضب رئيس الوزراء التركى. فعندما ترفض أكبر دولة عربية النموذج التركى، تكون طموحات أنقرة الإقليمية قد تضاءلت إلى حد كبير. اختتم الباحث الأمريكى مقاله بأن المهم فى الأزمة الحالية بين البلدين هو الفجوة الهائلة بين الطريقة التى ينظر بها المصريون والأتراك إلى العالم. لافتا إلى أنه لا ينبغى أن يتوقع المراقبون أن تتحسن العلاقات المصرية التركية قريبا. مضيفا أن جهد الحكام المصريين لتدمير الإخوان المسلمين بمثابة «كابوس» ل«العدالة والتنمية».