منذ ثورة03 يونيو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, وبعض مسئوليه, متفرغون للهجوم علي الشعب المصري, رافضين حقه في الثورة علي تنظيم الإخوان, أو احترام إرادته في اختيار من يحكمه. ولم يكن هذا الموقف مجرد إبداء رأي في شئون دولة أخري حتي لو كان يجافي القواعد الدبلوماسية المعروفة بقدر ما كان تعبيرا عن المرارة بخيبة الأمل والفشل للمشروع التركي في مصر, الذي كانت تمثله جماعة الإخوان المحظورة. فليس سرا أن لدي أردوغان نفسه نزعة نحو إعادة الخلافة العثمانية في ثوب جديد, يضمن قيادة تركيا للعالم الإسلامي السني, وأن الإخوان باركوا هذا الاتجاه مقابل الحصول علي دعم تركي ضخم لهم, لكن الإطاحة بحكم الإخوان أطاحت في الوقت نفسه بأحلام أردوغان الامبراطورية, ولذا فقد أصابه الذهول, ويحاول بكل شكل من الأشكال التسفيه من إرادة الشعب المصري في التغيير, إلي جانب وضع إمكانات كثيرة تحت تصرف التنظيم الدولي للإخوان, لمساعدتهم علي ضرب الاستقرار في مصر, ومحاولة استعادة الحكم بأي وسيلة, ولو علي جثة الشعب المصري. كما أن سقوط حكم الإخوان في مصر, أثر علي الوضع السياسي لحكومة العدالة والتنمية في تركيا, وأعطي دفعة للمعارضة التركية في السعي نحو نظام تركي أكثر ديمقراطية, بعد أن كشف حكم الإخوان في مصر عن النزعة الاستبدادية لدي حلفائهم, وعلي رأسهم أردوغان. ولاشك في أن توتر العلاقات المصرية التركية كان أحد العوامل التي أدت إلي تذبذب مستوي الاقتصاد التركي خلال الفترة الأخيرة, برغم الأموال التي تضخها قطر لدعم الليرة التركية, التي انخفضت قيمتها بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي أخيرا. إن غالبية الشعب التركي تعارض موقف أردوغان المسيء للشعب المصري, وتقف مع العلاقات التاريخية بين الشعبين, وكذلك قطاعات واسعة من المعارضة التركية, لكن استمرار أردوغان في التدخل بالشأن المصري, بعد الإطاحة بأحلامه ستكون له عواقب وخيمة علي العلاقات بين البلدين, ليس آخرها تخفيض مستوي العلاقات الدبلوماسية الذي جري أمس. لمزيد من مقالات راى الاهرام