مَن المسؤول عن أحداث محمد محمود، التى تحتفل جماعة الإخوان، التى انسحبت منها حينذاك، بذكراها؟! مَن قتل المتظاهرين؟! ومن أشعل الموقف؟! ومن منع شبابه من الحضور، لأنه كان يعرف مسبقا كيف ستسير الأمور؟! ومن استفاد من حالة الفوضى، ليخطو خطوات صوب الفوضى، التى رأى أنها الوسيلة الأسرع لخيانة مصر، وهدم تماسكها، وخرابها والجلوس على تلّها؟! سلوا أنفسكم هذه الأسئلة، سلوا أنفسكم لماذا لم يتحمّس أعضاء أخوية الخيانة، للاحتفال بتلك الذكرى، عندما كان طرطورهم على مقعد رياسة مصر؟! لماذا هذه المرة؟! باختصار، لأن تنظيم الإخوان، ما زال يسعى لمواصلة خيانته، ولهدم مصر، أو إشاعة الفوضى فيها، على أمل أن يعيد هذا طرطورهم إلى الحكم! أمر عجيب أن تستطيع إقناع إنسان بأن خيانة الوطن هى انتماء إلى الدين! وأن الكذب والغش والخداع والتدليس والخيانة والحنث بالوعود، هى السبيل إلى إعلاء راية الحق! وأن الوحشية والشراسة والبربرية والعنف، هى طريق الدعوة إلى دين الله سبحانه وتعالى، الذى أمر بأن يكون السبيل الوحيد فى الدعوة إلى دينه، هو الحكمة والموعظة الحسنة! عجيب للغاية، أن تجد من يتبع كل ما يوسوس به الشيطان من شرور، مدَّعيًا أن الشر والهمجية والوحشية، هم سبل الدعوة إلى دين الرحمة والسماحة والقلوب الطاهرة! تعالوا نتصوّر أن المسلمين الأوائل كانوا بهذه الوحشية والشراسة، وكانوا دومًا غاضبين مشتعلين حاقدين ناقمين مهددين متوعّدين محمرِّى العيون، عاقدى الحواجب، مزمجرى الكلمات، أفظاظا غلاظ القلوب. أكنت تتصوّر أنه كان من الممكن أن تتبعهم الأفواج، التى دخلت الإسلام عبر سماحته؟! ماذا كان سيصبح الفارق حينذاك، بينهم وبين المغول والتتار؟! كلاهما وحشى فظ قاسٍ غليظ القول والقلب. ماذا كان ردّ الفعل سيصبح عندئذ؟! الواقع أن الكل كان سيتآزر، لمقاومة ذلك المد الوحشى، منعدم الرحمة والإنسانية، كان العالم كله سيتحوّل إلى عدو للدين الإسلامى، ويقاتله بكل قوته وبأسه ولم يكن من الممكن أن يفكّر فى دخول الدين، سوى من هم على شاكلة وحوشه، والمتلهفين على سفك الدماء مثلهم. هل فكّر إخوان الخيانة والحقارة والعار فى هذا، وهم يسعون إلى هدم وطن، يدّعون أنهم الأحق بحكمه؟! وهل فكّر من يؤيّدونهم أنهم مثلهم، يخونون الوطن، ويركبهم الخزى والعار؟! أكاد أجزم بأنهم سيردون بأن الأوطان خدعة، وخيانتها فضيلة، وقتل شعوبها شرف! لو قالوها سأقبلها منهم، لأن أتباع الشيطان يمكن أن يقولوا هذا، ولكن لو أنهم ادعوا أن شيطانيتهم هذه فى سبيل الدين، فسأبحث على النت، عن الحذاء الفائز بلقب أوسخ حذاء فى العالم، وأضربهم به على رؤوسهم، لعل الضربة ترجّ أمخاخهم فى أدمغتهم، وتعيد إليها الحياة، فيرتكبون الخطيئة الكبرى ويفكّرون! فمن جنّدوهم اختاروهم لجهلهم وضعف عقولهم واختلال معاييرهم، وربما يُجْرُون لهم اختبارات ذكاء على نحو منتظم، بحيث يفصلون عنهم من ينحرف وينجح فى امتحان الذكاء، لأنه بهذا قد يخرج عن الخط ويفكّر، والعياذ بالله! والرسالة التى ينبغى توجيهها إليهم هى: أريحو أنفسكم، طرطوركم متهَم بالخيانة العظمى، والخائن لوطن عظيم مثل مصر مايحكمش.