- الطلاب يبحثون عن طريق آمن للمدرسة بالمنيا - التلاميذ: بنشوف الموت بعنينا ومش هنروح المدرسة تانى علشان بنخاف من الغرق - أولياء الأمور: عاوزين كوبرى أو مدرسة وهنتبرع بالأرض الطفل عوض كاد أن يغرق، وزميله محمد يرتعش حين يستقل معدية (عبارة عن قارب صغير)، يربط بين ضفتى ترعة البحر اليوسفى، بمركز المنيا، والتى تُعد طريقًا وحيدًا لوصول تلاميذ الابتدائى والإعدادى من الأطفال إلى مدرستهم الكائنة ب"عزبة محفوظ"، المجاورة وتبعد نحو كيلو متر عن محل إقامتهم ب"عزبة سليم"، حتى أصبحت البراءة تبحث عن طريق آمن للذهاب لمدرسة بالمنيا.. «التحرير»، انتقلت ل"عزبة سليم"، التى تبعد نحو 40 كيلومتر غرب مركز المنيا، لرصد معاناة التلاميذ خلال رحلة الذهاب والعودة من وإلى مدرستهم. من البر الغربى إلى الشرقى.. رحلة الموت "عاوزين نعلم أولادنا ولو ماتوفرتش مدرسة هنقعدهم فى البيت خوفًا على حياتهم"، كلمات أشار بها سامح علاء، أحد أهالى القرية، واصفًا الوضع بالمأساوى، الذى يعيشه طلاب وتلاميذ القرية، موضحًا أن هناك أكثر من 6 آلاف نسمة يقطنون عزبة سليم، وأن هناك نحو 500 من طلاب المرحلتين الابتداية والإعدادية، يواجهون أخطارًا حقيقية يوميًا، خلال استقلالهم مركبًا صغيرًا، لينقلهم من البر الغربى، إلى الشرقى بترعة البحر اليوسفى المارة بعزبة محفوظ، لتلقى حصصهم بالمدرسة هناك، الأمر الذى يعرضهم للخطر، مؤكدًا أن أهالى القرية قرروا أنه فى حالة عدم إنشاء مدرسة للتلاميذ وكوبرى مشاة لأبنائهم، سوف يمنعون أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة المجاورة خوفًا على حياتهم. وأضاف خلف مراد، من أهالى العزبة، أنه طيلة السنوات الماضية كان الأبناء يتلقون دروسهم بمدارس قرية إدمو التى تبعد نحو 4 كيلو مترات، الأمر الذى كان يتسبب فى معاناة كبيرة لهم خلال الذهاب والإياب للمدرسة سيرًا على الأقدام، فضلًا عن تعرضهم لحوادث الطرق وقتها، وأنه وبسبب إرسال العديد من الاستغاثات إلى مسئولى التعليم، قرروا نقل أبنائنا إلى مدرسة محفوظ، إلا أنه أصبح الخطر أكبر، بسبب استقلالهم المركب الصغير لعبور ترعة البحر اليوسفى. وأشار شريف أشرف، أحد أهالى القرية، إلى نجاة 2 من التلاميذ من الغرق، بعد أن سقطا من أعلى المركب، لولا تدخل أهالى القرية وإنقاذهما، مما دفع والد أحدهم بمنعه من الذهاب للمدرسة عدة أيام متواصلة. معاناة.. مشاهد الرعب الطفل محمد علاء، الطالب بالصف الرابع الابتدائى، أشار إلى المعاناة التى يواجهها يوميًا باستقلاله المركب الصغير لعبور مجرى ترعة البحر اليوسفى للذهاب إلى مدرسته، خاصة بعد سقوط زميله عوض من أعلى المركب، وكاد أن يغرق لولا تم انتشاله على وجه السرعة. ووصف الطفل حمزة صلاح الدين، الطالب بالصف الأول حالة الخوف التى يعيشها يوميًا خلال عبوره ترعة البحر اليوسفى، وقال إن مشاهد الرعب التى يعيشها فى هذه الرحلة تفقده التركيز بالحصص خلال تواجده بالمدرسة، وأيضًا أثناء مذاكرة دروسه بالمنزل، لتعرض حياته للخطر بصورة يومية، واستطرد قائلًا، «لو ماعملوش كوبرى أو مدرسة مش هكمل تعليم»، بهذه الجملة. وأشار أهالى القرية، إلى تحملهم أعباء مادية نتيجة استقلال أبنائهم هذا المركب، مقابل دفع مبالغ مالية لمالكها، والتى تقدم بنحو 30 جنيهًا كاشتراك شهرى. وطالب أهالى القرية، اللواء عصام البديوى محافظ المنيا، بضورة إنشاء كوبرى مشاة أعلى المجرى المائى، أو إنشاء مدرسة يقوم الأهالى بتوفير الأرض الخاصة بها على نفقتهم الشخصية.