أطفال بلا كراسى داخل الفصل «انها لرحلة عذاب حقا» ، هذا هو حال تلاميذ المناطق النائية بالمنيا، الذين يتكبدون العناء والمشقة يوميا أثناء الذهاب إلي مدارسهم، بسبب عدم التخطيط الجيد من الحكومة وهيئة الأبنية التعليمية باختيار المناطق الصحراوية، التي تبعد كيلو مترات عن المناطق المأهولة بالسكان، لبناء المدارس. يستيقظ التلاميذ مبكرًا قبل ميعاد المدرسة بساعات، يسيرون في طرق وعرة غير ممهدة من الرمال والصخور الصلبة، التي ترتفع تارة وتنخفض تارة أخري. «الأخبار»، تبرز بالصور معاناة هؤلاء التلاميذ في رحلتهم للوصول إلي مدارس اشبه ب «العشش». سيارات «الربع نقل»، الوسيلة الوحيدة لقاطني قرية «عرب السلطان حسن» بابو قرقاص، تلك المنطقة الصحراوية النائية، التي تبعد عن مظاهر المدنية الحديثة، حيث تعد» سيارة نقل الماشية «أفضل الوسائل التي يستخدمها الطلاب من أبناء تلك القرية النائية، للوصول إلي مدارسهم، ومنهم من يقطع المسافة من بيته إلي مدرسته مترجلا وسط الرمال والصخور الصلبة. كوبري الموت ولكي تصل إلي المدرسة التي تبعد أكثر من 5 كيلو مترات علي التلاميذ عليك بالمرور علي كوبري الموت، أعلي بحر اليوسفي، الذي شهد الأعوام السابقة أكثر من حادث غرق للتلاميذ المجبرين علي عبور الكوبري المتهالك للوصول إلي المنطقة الصحراوية ثم إلي مدرستهم، رحلة محفوفة بالمخاطر فاذا تفادوا مصيدة الكوبري لن ينجوا من قسوة الصحراء. عشش «والله ولادنا بتتعلم في أماكن زي العشش» هذا ماقاله أحد أولياء الأمور عن حالة الفصول التي يتلقي فيها الطلاب لأنها بنيت بالحجر الجيري وسقفت بالخشب والرمال من فوقه، وهي عبارة عن 3 فصول، ليس بها مقاعد كافية أو كهرباء أو أي خدمات أخري. 20 عاما في صراع حاولت مطرانية ملويبالمنيا تخفيف الحمل والمعاناه التي يشعر بها اطفال القرية في الذهاب الي قري اخري تبعد عنهم مسافات كبيرة ، فقامت في عام1995 بإنشاء مدرسة علي حسابها الشخصي ، بالتعاون من اهالي القرية ، وقامت بانشاء مدرسة علي اعلي مستوي تتكون من 5 اداوار ، وبها معمل كامل مجهز بالتحاليل، وفصول بها احدث الأدراج والمقاعد، الا ان اهالي القرية فوجئوا بتعنت من قبل «مديرية التربية والتعليم وادارة ملوي، ومسئولي البيئة» يعترضون علي عدم تشغيل المدرسة لانها تنقصها عوامل الامن ، لكونها قريبة من نهر النيل . وتعجب «سمعان عبد المسيح» احد اهالي القرية قائلا : «احنا بنوفر علي الحكومة والحكومة بتتفنن في تعب المواطن» ، مضيفا أن القرية منذ سنوات طويلة تعاني من التجاهل الكبير رغم أن سكانها أكثر من 7 آلاف مواطن ولهم حقوق عند الدولة، ويضيف «سمعان» يوجد بالقرية اطفال تخطت اعمارهم 8 سنوات ، ولم يلتحقوا بأي مرحلة تعليمية لرفض القائمين علي المدارس بالقري المجاورة بحجة ان المدرسة اكتفت بالطلاب ، واستغاث في نهاية حديثه باللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا ، بتفعيل المدرسة الوحيدة بالقرية