لماذا يظل هرم يستعمانا حتى الآن؟ بعد ارتفاع الأسعار، هل مازال لدى المصريين انترلوب كي يبيعوه؟ "بتستعماني ياهرم"، سيظل إفيهًا حيًا تتداوله الأجيال، وقد تحول إلى كوميكس، يظلل أحداث جارية وأحداث لاحقة. بحبك ياستاموني مهما الناس لاموني. فقدنا أمس الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، ولكننا فقدناه جسدًا، وستظل أعماله حية، لقد كان صادقًا في تمثيله. ستظل ضحكته الهيسترية في فيلم "العار"، وهو يقول (الملاحة الملاحة وحبيبتي لابسة الطراحة)، ماثلة أمامنا بصدق، كيف مزج بين الضحك الهستيري والبكاء؟. رأفت الهجان لن يفارقنا، سيظل عملًا رائعًا، يجعل للمخابرات في أعيننا، قمة وقامة وطنية عالية، كذلك إعدام ميت، فيلم هام يُجسد فترة حرجة من فترات مصر، وينتصر لبدو سيناء ولوطنيتهم أيضًا ويوضح أدوارهم البطولية في حرب الاستنزاف. ستظل شخصيته في أبو كرتونة ماثلة أمامنا، مُعبرة عن عصر اقتصاد السداح مداح والصعود المفاجئ وتبعاته، وزخم القرب من السلطة، حتى لو كانت هذه السلطة هي مجلس إدارة مصنع. أما شخصيته في الدنيا على جناح يمامة، فسيظل فيلمًا خفيفًا عبقريًا، ورغم بساطة الفيلم - ولكنه سلط الضوء على صراع طبقي مكتوم وعلى فساد يتعاظم وعلى فقر يدفع الناس لبيع بناتهم، ولم تُحل المشكلة ومازالت تتعاظم مع تعاظم الفقر. مشهده وهو يهيم في شوارع القاهرة بعد أن باع انترلوبه لنور الشريف، وقد فارقنا نور الشريف الذي اشترى الإنترلوب، ليفارقنا البائع لاحقًا، وهي رسالة ذكية لمجتمع بسيط، يدفعه إلى تقدير نعمة في يده لا يعرف ثمنها، ولا يساويها أي مال، فقد جسدها بشكل فني محترف وصادق، وصلت الرسالة واستقرت في الضمير والوجدان. دوره في فيلم البرئ مع أحمد زكي، مأمور السجن المتسلط القاسي المتجرد من المشاعر الإنسانية. دوره العبقري في فيلم سوق المتعة، فيلم عبقري لآثار السجن على الحالة النفسية، والفرق بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي، والعجز عن التأقلم، والرغبة في الانتقام. السينما شئ جميل، هذه الأفلام التي تغذي السينما المصرية، تعزينا في أفلام لن تعيش، بل بعضها ولد ميتًا، لا تقدم فكرة ولاتعصف ذهنًا، ولا تؤثر في الوجدان، لا مانع أن تكون هناك أفلام تجارية، ولكن عندما تزخر السينما بمئات الأفلام، ويكون منها التجاري الرخيص، والعميق والمثير للوجدان، يكون هذا شئ جيد، نتمنى أن تعود السينما إلى عصر العمالقة. أفلامه أبناء وقتلة أبو كرتونة إبراهيم الأبيض إعدام ميت البحر بيضحك ليه الحفيد الدنيا علي جناح يمامة الساحر الكيت كات المجنونة المعتوه النمس البرئ تزوير في أوراق رسمية حتي آخر العمر رحلة مشبوهة سوق المتعة زيارة السيد الرئيس شيطان الجزيرة عفوًا أيها القانون عيب يالولو يالولو عيب فخ الجواسيس فقراء لا يدخلون الجنة ليلة البيبي دول مع حبي وأشواقي نص أرنب هارمونيكا ولايزال التحقيق مستمرًا ياعزيزي كلنا لصوص. رغم حزننا على فراقه، ولكنه كان دافعًا لاستعادة أعماله والرغبة الجارفة في مشاهدة أفلامه، ياليتها كانت مُخزنة عندي، كنت اعتصمت في البيت لمشاهدتها جميعًا، مجرد تذكر بعض مشاهدها تضحكنا، كم من فيلم عرفنا بعرضه حتى نستعد باللب والفيشار لقضاء سهرة ممتعة لمشاهدة فيلم محمود عبدالعزيز، وننام ونحن مبتسمين وضاحكين ونحن نتذكر مواقفه، إذا أردت أن تعرف معنى البهجة فلتشاهد أفلام محمود عبدالعزيز، ياليت القنوات تعرض اليوم الدنيا على جناح يمامة أبو كرتونة وجري الوحوش وسوق المتعة، وبلاش البرئ - لأحسن حد يفهمنا صح، ومش ناقصة نكد وشجون. سأمتنع عن متابعة الأحداث الجارية اليوم وسأعيش مع أفلام محمود عبدالعزيز، حتى لو سقطت داعش وقبض على البغدادي، وانفجر البيت الأبيض بعمل إرهابي وأعلن الرئيس أنه لن يترشح في 2018.