للمرة الرابعة يشارك الفنان اللبناني مروان خوري في مهرجان الموسيقى العربية، إذ قدم، اليوم السبت، حفلا غنائيًا في أوبرا الإسكندرية، ويستعد، غدًا الأحد، لتقديم حفل آخر على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وأعد للحفلين برنامجًا متنوعًا بين أغنيات الكلاسيكيات وأبرز الأغنيات التي قدمها وتعلق بها الجمهور المصري. "التحرير" التقت مروان خوري في إحدى بروفاته التحضيرية للحفل بالقاهرة، وتحدثت معه عن أسباب استمراره في المشاركة بالمهرجان، وأبرز مظاهر التغيير التي طرأت على الأغنية العربية خلال السنوات الأخيرة. ما سبب حرصك على المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية؟ انتظر هذا الموعد السنوي وأحضر له باهتمام شديد، خاصة أن حفلاتي التجارية في مصر ليست كثيرة، لكن الوضع مميز أمام جمهور الأوبرا النخبوي الذي يحضر للاستماع إلى نمط محدد من أغنيات الماضي، وأخرى من الحاضر مرتبطة بالماضي، وما يجعل المشاركة هذا العام مختلفة أنها تتزامن مع الاحتفال باليوبيل الفضي للمهرجان، من ناحية أخرى يشرفني الغناء في مهرجان مصري، وهذا ليس تبييضًا للوجه، لكن مصر كانت وستظل كاشف الذي من خلاله نعرف حال الموسيقى، وإلى أين تتجه، لاسيما أن ما تعيشه مصر يتأثر به العالم العربي، لذا أتمنى أن تظل القدوة لأننا بحاجة لها. ماذا عن برنامج الحفل؟ استقريت على تقديم مجموعة من الأغنيات التي طرحتها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، إلى جانب مجموعة أخرى تخص تترات المسلسلات التي قدمتها منها أغنية "لو" تتر مسلسل "تشيللو"، وكذلك صولوهات على البيانو، وقسم يخص ثوابت كل حفل وهي أغنيا "دواير"، و"مغرم"، و"كل القصايد"، وبالطبع الفنان محمد عبد الوهاب الذي دائمًا ما يكون حاضر في حفلاتي، وأقدم له في حفلي هذه المرة أغنية "لما أنت ناوي"، لكن مع تغيير صيغة التوزيع، أو بتصرف إن جاز لنا التعبير، وستكون الافتتاحية مع تقديمي لأغنية "مساء الفل يا مصر" للسيدة ماجدة الرومي، وهي المرة الثانية التي أقدمها بعد أن استئذنتها في ذلك، وهي من ألحاني وكلمات نزار فرنسيس. هل هناك أغنيات ستقدمها للمرة الأولى؟ لا، لأنني اعتبره قرار خطير أحذر منه، فالجمهور حضر ليستمع لأغنيات مألوفة وعلى علم بها، لكن إذا ما قدمت له أغنية جديدة ربما لن يتفاعل معها، في نفس الوقت أقدم أغنية أغنيات جديدة بالنسبة لهم لكنها مطروحة في الأسواق منذ فترة. قدمت حفلًا في أوبرا إسكندرية ضمن فعاليات المهرجان، وغدًا في أوبرا القاهرة.. ألا يشكل ذلك إرهاقًا بالنسبة لك؟ بالطبع إرهاق شديد، لكنني أسعد بذلك، إذ أغني في اثنين من أهم محافظات مصر، وهي المرة الثالثة التي أغني فيها بالإسكندرية، والمكان هناك رائع وجمهوره أيضًا مميز ومتفاعل. ما الذي يميز الجمهور المصري عن جمهور مختلف البلاد العربية؟ هناك عنصر مشترك بينهم وهو الطابع الشرقي، الذي يجمع العالم العربي منه مصر وبيروت وسوريا حتى المغرب العربي لديه نفس المزاج، لكن المختلف ما يفضل كل جمهور منهم الاستماع إليه، فمثلًا تأكدت أن الجمهور المصري مستمع جيد للبناني لكن عند تقديم حفل له يجب الاهتمام بالتركيز على الأرشيف الفني المصري، وهو كبير جدًا، لذا في حفلاتي بالأوبرا لابد أن أقدم أغنيات لمحمد عبد الوهاب، وغيره من الفنانين الكبار، لأنه جمهور نخبوي كما أوضحت، ويشبه نظيره في أماكن بتونس والمغرب. في رأيك.. إلى أي مدى تغيرت ثقافة المستمع المصري والعربي بعد الثورات؟ تغيرت كثيرًا، لذا أحرص على تقديم حفلات بدار الأوبرا حتى أحافظ على شريحة هذا الجمهور الثابتة التي لم تتغير، فقد طرأ تغيير كبيرًا على مزاج الشباب، وأصبح هناك اتجاه نحو الأغنية الغربية، في ظل وجود حالة ملل ورغبة في البحث عن جديد، حتى أنه أحيانًا يكون هناك فرق محلية يتوجه إليها المستمعين الشباب من باب التغيير. هل الاهتمام بميكانيزم الأغنية العربية جاء على حساب الإبداع؟ صحيح، الموسيقى العالمية أصبحت بهذا الوضع، ولم يعد هناك حالة خاصة بكل بلد في أوروبا مثلًا، زمان كنا نقول إن الموسيقى التركية والأغنية اليونانية مظاهر مميزة، لكن لم يعد هذا الأمر قائمًا ولا حتى مع الهندي، فأنا استمع لكل أنواع الموسيقى، للأسف أصبحت كل الموسيقى والأغنيات تشبه بعضها، وهذا ليس انحدار للمستوى، ولا يمكننا منع أي منها، لكن المسؤولية في النهاية تصبح على الملحن بالدرجة الأولى والمغني أيضًا، فيمكنه تقديم أشكال حديثة لكن مع الحفاظ على الجملة والكلمة التي تناسبنا كشرقيين. ماذا عن البرنامج الموسيقي الجديد الذي ستقدمه؟ الحقيقة أنني كنت متردد في قبول هذه التجربة، لكن تغير موقفي منذ أن تابعت تجارب كثيرة كظهور فنانين في لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب، والتي كنت ضدها في البداية وأجد أنه لا يجوز أن يظهر النجم لتقييم فنانين آخرين، وأنه من الأفضل أن يتغيب ويحضر بأعماله، لكن يبدو أننا تعودنا على هذا النمط، لذا عندما عرض عليّ تقديم "طرب مع مروان خوري" وافقت، لكنني لا اعتبر نفسي مقدم للبرنامج، إذ تقوم الفكرة على الاستضافة، كما كان الحال في "صولا" مع أصالة، وأيضًا برنامج "مع شيري" لشيرين عبد الوهاب، الذي أظهر فيه أيضًا. وما رأيك في هذه التجارب؟ هي نوع من الاستضافة التي تكسب الإنتاج وتُسهل العملية وتستقطب الجمهور لأن الإنتاج صعب واستقطاب الجمهور أيضًا صعب، ورغم أنني مع التزام الفنان بفنه فقط، لكن الظروف العامة اختلفت قليلًا لذا لا يوجد مانع من خوض التجربة.
ما فكرة "طرب مع مروان خوري"؟ البرنامج يشبهني، وسأقوم فيه بإعادة تقديم كل الأغاني والكلاسيكيات العظيمة في العالم العرب، على أن تقدمها أصوات جديدة ومهمة بمشاركتي على البيانو وبرفقة فرقتي الموسيقية.
أخيرًا.. كيف ترى انتخاب الرئيس اللبناني بعد عامين من عدم وجود رئيس؟ لبنان بلد غريبة، لا يمكن قياس ظروفها بأي بلد في العالم، وبإمكاننا أن نظل عامين وثلاثة دون رئيس، ونستطيع تدبير أمورنا، لكن بلا شك انتخاب رئيس جديد، ميشال عون، هو أمر إيجابي وسيعود بالدعم للبلد، ونتمنى أن نستفيد من هذه الفرصة لأننا بنربح فرص ونضيع فرص.