قال السفير المصري لدى الصين أحمد رزق، إن مصر تثمن عاليا موقف الصين الأخير من مساندتها لارادة الشعب المصري التى عبر عنها في 30 يونيو، حيث كان أبلغ تعبير عن هذا الموقف الصينى هو الرسالة التى بعث بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرئيس المصري المؤقت عدلى منصور بمناسبة الذكرى 61 لثورة 23 يوليو، وشدد خلال الرسالة على موقف الصين الواضح بأن الشأن المصري يخص المصريين ولا يجب التدخل فى الشئون الداخلية للشعب المصري وحرص بلاده على استمرار العلاقات المتميزة بين مصر والصين مستقبلا. وأضاف السفير أحمد رزق، فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة إنتهاء فترة عمله كسفيرا لمصر بالصين، إن الرئيس الصينى أعرب عن تطلعه إلى الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين إلى مرحلة أعلى، وبالتالى هناك رؤية استراتيجية صينية ثابتة منذ تأسيس العلاقات الثنائية عام 1056، مفادها أن مصر ركن ركين وأساسي فى السياسة الخارجية الصينية بإعتبار أن دور مصر رائد فى دوائره العربية والأفريقية ودول العالم الثالث والعالم الاسلامي بصفة عامة. وقال إن العلاقات المصرية - الصينية لم تشهد إهتزازات منذ 57 سنة وعلى مدار ستة عقود، وهناك احترام متبادل للقضايا الاساسية لكل طرف، فمصر تحترم مواقف الصين وسياسة الصين بشأن قضاياه الجوهرية الاساسية فى مقدمتها «تايوان، وشينجيانغ، والتبت.. وغيرها»، كما أن الصين تدعم المواقف المصرية وتؤيدها وتدعم القضايا العربية العادلة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. وأضاف رزق، إن من أبرز أشكال التعاون والتنسيق الدولية نجد التعاون المتميز بين وفدى البلدين المصري والصيني فى الأممالمتحدة بشأن تطورات الموقف فى مصر، وهو ما يؤكد خصوصة العلاقات المصرية- الصينية وحرص مصر على اطلاع الصين على حقائق الأمور. وأشار إلى الاتصالات الهاتفية التى جرت مؤخرا بين وزير الخارجية نبيل فهمي مع نظيره الصيني وانغ يي، والتى أعرب خلالهما عن شكر وتقدير مصر للمساندة المستمرة من جانب الصين منذ ثورة 25 يناير عام 2011، والتى أكدتها فى 30 يونيو 2013، ومواقف الصين الداعمة للتحولات السياسية والديمقراطية التى تمر بها مصر، والذى يتم ابرازها من خلال التنسيق عالى المستوى فى المنظمات الدولية فى نيويورك وجنيف خاصة بمنظمة الأممالمتحدة. وقال السفير المصري لدى الصين أحمد رزق أن مصر تثمن بشكل كبير الموقف الصيني الذى يشدد على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول بعكس بعض الأطراف الدولية التى تتسم سياستها بأزدواجية المعايير، كما يؤكد الجانب الصينى أن موضوع خيارات الشعوب وخيارات الدول ثابت من ثوابت الخارجية الصينية. وأشار إلى أنه استمرارا للتعاون والاتصالات المصرية - الصينية، قام السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية خلال هذا الاسبوع بزيارة للصين حاملا رسالة من وزير الخارجية نبيل فهمي إلى نظيره الصينى وانغ يي. كما أوضح وشرح للجانب الصيني حقيقة الأوضاع فى مصر والخطوات التى تتخذها الحكومة المصرية حاليا لتنفيذ خريطة الطريق التى ساندها الشعب المصري لعودة الاستقرار والتنمية لمستقبل أفضل .. مضيفا أنه يتوقع أن يقوم أحد المسئولين الصينيين الكبار بزيارة لمصر قريبا لمواصلة التعاون والتنسيق وتنمية العلاقات. مشيرا إلى حرص الجانبين على تعزيز بينهما بما يشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وقال إنه فى لقاءاته العديدة مع المسئولين الصينيين عقب 30 يونيو أوضح لهم حقائق الأوضاع داخل مصر وشرح لهم أن «الأخوان» ارتكبوا أخطاء استراتيجية وتاريخية كبيرة، أدت إلى هذه النتائج، وانه كان مثيرا للاهتمام أن الشعب المصري اكتشف وفوجئ بأن «الأخوان» يفتقروا بشدة للخبرات السياسية وليس لديهم كوادر، واستشعر أيضا المواطن المصري بالخطر وأن المسار الذى ينتهجونه سيقود الى نتائج كارثية خاصة وأن مفهوم الأمن القومي المصري عند الاخوان، متراجع ولا يدركون أبعاده. وأشار السفير أحمد رزق أيضا إلى ما يحدث فى سيناء من أعمال أرهابية لمجموعات متطرفة تنتهج العنف والأرهاب، والتعاطف الواضح إن لم يكن الدعم لهم من جانب الإخوان، وبالتالى استشعر المواطن المصري الخطر على أمنه القومي وعلى هويته، لذا كانت هناك الموجة الثانية من الثورة المصرية فى 30 يونيو. ووصف ما يقوم به الاخوان حاليا بانه نوع من الانتحار السياسي الذى يكشف عن غياب كامل للرشد والحكمة من قيادات الجماعة وأنها ما زالت تفكر بعقلية التنظيم السري المحظور. وفى ختام حديثه السفير المصري لدى الصين أعرب عن تفاؤله الشديد بشأن مستقبل الأوضاع فى مصر، وتنفيذ خارطة الطريق التى عبرت عن ارادة جماعية وشعبية مصرية كبيرة، قائلا إن مصر ستدخل مرحلة جديدة من الانطلاق السياسي والاقتصادى، وأن الدور المصري سيعود بقوة إلى مساره الرائد في كافة المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية. وأشار السفير أحمد رزق أيضا إلى الجهود المكثفة للدبلوماسية ومنظومة العمل بالخارجية المصرية التى تقود معركة على المستوى السياسى والاعلامي لتوضيح حقيقة الأوضاع فى مصر، مؤكدا ان مصر دولة كبيرة لا تقبل الضغوط الخارجية خاصة فى القضايا والأمور التى تتعلق بمستقبلها وسيادتها وأمنها القومي.