"يومين فقط تفصل بريطانيا عن تحديد مصير عضويتها في الاتحاد الأوروبي"، فمن المقرر إجراء الاستفتاء العام على خروجها بعد غد الخميس، وهو الأمر الذي يترقبه كل الدول الأوروبية بجانب البريطانيين أنفسهم. "أوليفر رايت"، محرر الشؤون السياسية لدى صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أوضح في تقرير له سيناريوهات ما بعد الاستفتاء، في حال جاءت نتيجته في صالح الخروج من الكتلة الأوروبية، التي تضم حتى الآن 27 دولة. كاميرون يعلن استقالته وذكر "رايت" أنه، أيًا كانت نتيجة الاستفتاء، فمن المتوقع أن يصدر كاميرون بيانًا من مقر الحكومة "دواننج ستريت"، وإذا جاءت النتيجة في صالح "الخروج" فإنه سيستغل هذه الفرصة ليعلن أنه سيتنحى ويفسح الطريق لزعيم جديد لحزب المحافظين للتفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكنه من غير المرجح أن يتنحى على الفور، ويتوقع البعض أنه سيعلن عن نيته للتنحي ليحل زعيمًا جديدًا للحزب في أوائل الخريف، أي في وقت مؤتمر حزب المحافظين، ولكن على الرغم من كل ما يقوله الآن، فإنه لن يقوم هو بالتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتابع "أنه إذا حاول، سوف يواجه تحديًا على زعامة الحزب من النواب المؤيدين للخروج، وسيخسر هذا التحدي"، بحسب ما قال محرر الشؤون السياسية لدى صحيفة "الإندبندنت". تدهور الاسترليني وانخفاض أسواق الأسهم في حين أن معظم الأسواق المالية لا تزال تعتقد أن بريطانيا ستصوت لصالح البقاء، فإن نتيجة "الخروج" من المرجح أن يكون لها تأثير كبير، فالجنيه الاسترليني سوف ينخفض بشكل شبه مؤكد إلى حد كبير، كما أن أسعار الأسهم، بجانب أسهم البنوك والشركات متعددة الجنسيات ستكون الأكثر تضررًا. فمن الممكن أنه في محاولة لوقف هبوط الجنيه الاسترليني، يقوم "بنك انجلترا" برفع أسعار الفائدة، على الأقل على المدى القصير، هذا من شأنه أن يكون له تأثير كبير، لأنه سوف يعني أن تكلفة قروض الرهن العقاري والاقتراض سوف ترتفع على الفور. وقال بنك إنجلترا: إنه "لديه خطط طارئة سيتم تنفيذه في حال جائت نتيجة الاستفتاء لصالح الخروج. وأشار "رايت" إلى أن بعض هذه الخطط سيتم تنفيذها بغض النظر عن التصويت. جورج أوزبورن سوف يغير لهجته على الرغم من خطاباتها القوية التي تحذر من كارثية الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن وزير المالية سيفعل كل ما في وسعه لتهدئة الأسواق في حال كانت النتيجة صالح "الخروج". وتوقع المحرر أن يؤكد أوزبورن على الوقت المطلوب لتنفيذ مفاوضات "الخروج"، كما أنه سيعمل على طمأنة الأسواق بأنه لن يكون هناك تغيير في علاقة بريطانيا مع أوروبا لعدة سنوات على الأقل. كما أن أوزبورن قد يعلن أنه سيترك منصبه عندما يتم انتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين. وإذا صوتت بريطانيا لصالح "الخروج" فمن شبه المؤكد أن يستبعد نفسه من السباق لخلافة ديفيد كاميرون، وربما من المرجح أن يستقيل قبل الإطاحة به من وزارة المالية. استدعاء المادة 50 من معاهدة لشبونة المادة 50، وهي مادة الانسحاب الطوعي، والآلية القانونية التي تنسحب بريطانيا بها من الاتحاد الأوروبي، فمن الممكن أن يقوم كاميرون بذلك في أي وقت، ولكن ربما يكون من المرجح أن يحدث ذلك في اجتماع لرؤساء دول الاتحاد يوم 27 يونيو. فإذا صوتت بريطانيا لصالح "الخروج"، فإن هذا الاجتماع سيكون في غاية الأهمية، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها الدول الأعضاء ال26 قادرين على تقييم قرار العضو رقم 27 بالانسحاب، ولكن ليس من المتوقع أن تصدر أي قرارات في هذا الاجتماع، إذ أن كاميرون لن يكون الشخص الذي سيتفاوض على خروج بريطانيا، لذلك سيتم تأجيل أي قرار جوهري إلى حين يتولى رئيس الوزراء الجديد.