* كاميرون وعد بتنظيم الاستفتاء الذي قد يطح به من منصبه * بريطانيا ستكون أول دولة تخرج من الاتحاد الأوروبي إذا فاز معسكر الانفصال * زعيم حملة "الخروج" قد يكون رئيس وزراء بريطانيا المقبل عبر استفتاء تاريخي ستكون له آثاره السياسية والاقتصادية أيا كانت نتائجه، يصوت البريطانيون، الخميس، لتحديد مصير بلادهم في الاتحاد الأوروبي، الذي انضمت إليه عام 1973، وكذلك مصير رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وفي حال فوز معسكر "الخروج" في الاستفتاء، ستكون المملكة أول بلد يخرج من الاتحاد الأوروبي الذي أسس عام 1957. وكان كاميرون وعد، في خطاب ألقاه في 23 يناير 2013، بتنظيم استفتاء إن أعيد انتخابه لرئاسة الوزراء مرة أخرى في الانتخابات التشريعية التي شهدتها بريطانيا في 2015، وقام في 20 فبراير 2016 بالوصل إلى اتفاق مع نظرائه الأوروبيين 27 حول الإصلاحات التي طلبها ليتمكن من إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء التاريخي المقبل. وفي حالة تصويت البريطانيون للخروج من الاتحاد، سيكون كاميرون، مطالبا بإعداد خطة لفك ارتباط حكومته بمؤسسات الاتحاد الأوروبي، وسيجد نفسه مضطرا إلى تقديم الاستقالة، وهو ما يمهد الطريق أمام بوريس جونسون زعيم حملة "الخروج" و رئيس بلدية لندن السابق، لخلافته، ومن المرجح أيضا أن يكون كاميرون مطالبا بالاستقالة أيضا، إذا بقيت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والأمر يتوقف على هامش الانتصار في الاستفتاء، فيما سيعتبر حزبه التصويت لصالح "البقاء" بمثابة نصر لهم واستمرار تمتعهم بالشعبية، الأمر الذي قد يساعد على تهدئة الخلافات في صفوف الحزب الداخلية، الذي شهد انقساما حول جدوي الاستفتاء. وحاول كاميرون أن يقنع البريطانيين بالبقاء بقوله: "الخروج من الاتحاد سيؤدي إلى مشكلة هائلة لبريطانيا، وسيؤدي إلى أضرار لا تعد ولا تحصى" للنمو الاقتصادي، والوظائف والأسر، وسيعوق فرص الأجيال القادمة"، وأنه "من الافضل لبريطانيا مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية والأمنية كجزء من أوروبا، خاصة أن منطقة اليورو بدأت في التعافي وإنه ليس ثهناك مخاطر اقتصادية من البقاء داخل الاتحاد"، ووعد بمواصلة الضغوط على الاتحاد الأوروبي لإدخال تعديلات على حركة الأشخاص عبر بلدانه. في المقابل، قال جونسون إن ترك الاتحاد سيوفر لبريطانيا الحرية التي تحتاجها لتضع أولوياتها بنفسها، رافضا التنبؤات الاقتصادية التي تقول إن بريطانيا ستعاني اقتصاديا إذا خرجت من الاتحاد، وتابع:"هذا وقت حرج، وسيقرر الكثيرون كيف يصوتون، وآمل أن يؤمن هؤلاء ببلدنا وأن يؤمن بما يمكننا أن نفعله، حان الوقت لعلاقة مختلفة تماما مع أصدقائنا وشركائنا في أوروبا حان الوقت أن نطالب بالديمقراطية، وهناك مئات الملايين من الناس في أوروبا يتفقون معنا. حان الوقت للخروج من الاتحاد الأوروبي الفاشل غير القادر على العمل". ووفقا لخبراء فإن البعض قد يفضل أن يغادر كاميرون منصبه، لكنّ الكثيرين يميلون إلى بقائه رئيسًا للوزراء، لأنه الشخص الأمثل على خوض مفاوضات توصف ب"الصعبة" مع بروكسل لتحديد اجراءات ومسارات إخراج بريطانيا من الاتحاد، ولكن إذا كانت نتيجة الاستفتاء لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، فإن كاميرون سيظهر أكثر قوة مما مضى، وسيضطر لإجراء تعديل وزاري يخرج بموجبه الوزراء الذين قادوا حملة "الخروج". وفي اليوم الأول الذي يلي الاستفتاء، وفي حالة التصويت بالخروج، لا شيء سيتغيّر في تلك اللحظة من الناحية الواقعية، عدا أن تبدأ الحكومة في التفكير في الاستراتيجية التي يجب انتهاجها لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، وسيكون مطلوبًا من كاميرون أو أي رئيس للوزراء يخلفه في حالة مغادرته، أن يبلغ رسميًا الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبمجرد أن يبلغ الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج منه، حينها يدخل الطرفان رسميًا مرحلة التفاوض التي تدوم سنتين كاملتين لبحث اجراءات الخروج القانونية.