شهد الشارع الأسواني، اليوم الثلاثاء، حالة من الغضب بسبب الصراع الخفي الذي يدور داخل أروقة ديوان عام المحافظة، وبدأ بتقدم محمد حساني، رئيس مدينة أسوان، باستقالة مسببة لمحافظ أسوان، اللواء مجدي حجازي، وقبول الأخير لها في ظل الأزمة المتصاعدة للعمالة المؤقتة من المضربين عن العمل المطالبين بالتثبيت على درجات دائمة. قبول المحافظ لاستقالة حساني، فتح الباب للتكهنات بعد أن تم وصفه بمخطط للإطاحة برئيس المدينة عقب المشاداة التي وقعت بينه وبين السكرتير العام للمحافظة، اللواء محمد عاطف بركات، بعد إصرار رئيس المدينة على إحالة العمال المضربين إلى النيابة الأمر الذي لم يستجب له السكرتير العام. وانتقض المراقبون للمشهد العام داخل محافظة أسوان للقرار، الذي جاء في توقيت بالغ الصعوبة في ظل الكم الهائل من المشكلات التي تعانيها المحافظة، ويأتي في مقدمتها أزمة إضراب العمال المؤقتين ومشكلات استمرار طفح مياه الشرب والصرف الصحي وسوء مستوى النظافة في الشوارع. ووصف هاني يوسف، رئيس الاتحاد النوبي العام السابق، قرار المحافظ بقبول استقالة رئيس المدينة بالقرار غير المفاجئ بالنسبة له في ظل أنه وجه العديد من الدعوات لمتخذي القرار بالمحافظة بسرعة التخلص من قيادات الصف الأول بالديوان العام سواء السكرتير العام أو السكرتير المساعد ورئيس مدينة أسوان في ظل الحالة المتردية للشارع الأسواني. وأضاف يوسف موجهًا حديثه للمحافظ: "طالما احتفظت بهؤلاء المسئولين فلا تنتظر أي نجاح أو تغير، وعليك أن تنزل للشارع الأسواني للتواصل معه عن قرب". وذكر وائل رفعت، المتحدث الرسمي السابق لشباب ائتلاف الثورة بأسوان، أن ما يحدث الآن من أزمات سواء على مستوى القرارات الإدارية أو حالة التردي التي يشهدها الشارع عنوان واضح لمستوى المسئولين وصراع الأجنحة في مصر. وأعرب رفعت عن تضامنه الكامل مع مطالب الشارع الأسواني بضرورة تغيير القيادات التي تدير العمل داخل ديوان عام المحافظة ولم تثبت نجاحها حتى الآن.
وطالب عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، بإقالة السكرتير العام للمحافظة الذي لم يثبت أي نجاح حتى الآن منذ قدومه للمحافظة كرئيس لمدينة كوم أمبو، التي أصبحت تحت قيادته من أسوأ مدن مصر، والغريب أنه تم مكافأته بتولي منصب رئيس مدينة أسوان ثم تصعيده لمنصب السكرتير العام، فكان معوقًا رئيسيًا لأي تقدم فيها ولم يكفيه فشله وتجاوزه لإفشال الآخرين. وتابع صابر أن السؤال المطروح لوزير التنمية المحلية: "ما الذي يرونه في هذا الرجل ولا نراه نحن أهل أسوان على أرض الواقع المخجل لتتم مكافأته المرة تلو الأخرى؟".