انتشرت تلال القمامة فى كثير من الأحياء الراقية والشعبية، خاصة في منطقتى أطلس وطريق السادات وكورنيش النيل بأسوان، تلك المناطق التي يوجد فيها الكثير من المنشآت الحيوية والمعالم الطبيعية والبنوك والمحال التجارية، وهى واجهة للمدينة السياحية، وسادت حالة من الاستياء الشديد بين أهالى مدينة أسوان، وجاء ذلك بعد إضراب عمال النظافة التابعين للوحدة المحلية لمدينة أسوان، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية ، وكان لل " الوطن " لقاءات مع عدة أطراف . فى البداية قال أيمن صفوت، المسؤول الإعلامى لحملة مستقبل وطن بأسوان، إن اضراب عمال النظافة، الذى أدى لانتشار القمامة سيجعل أسوان تعود الى الخلف، فبالرغم من استقرار الوضع بمحافظة أسوان، وبداية عودة السياحة إلى أسوان، التى هى مصدر الدخل الأول لأهالي أسوان، الذين يعتمدون عليها فى المقام الأول، حيث إن القمامة التى تنتشر هنا وهناك، شوهت العديد من الأماكن بأسوان، بل زادت معها أعداد الحشرات والزواحف السامة. وأضاف صفوت: لقد انتشرت القمامة واشتكى الكبير والصغير من رائحتها الكريهة، التى تنتج عن كثرة القمامة، بل وصل الحال إلى أن البعض يقوم بحرقها في مكانها وفي صناديق القمامة، وكأن قدر المحافظة السياحية أن تعطل السياحة بيدها لا بيد غيرها . وقال أحمد عبد النعيم، مقيم بحي الشروق، إن القمامة انتشرت في شوارع أسوان منذ أيام بشكل واضح، وليس العيب فقط فى عمال النظافة وإنما العيب الحقيقي، والسبب الرئيسي في ذلك أنه حينما قامت محافظة أسوان بإنهاء عقد شركة القمامة منذ حوالي عامين أو ثلاثة، وتولى بعدها مشروع النظافة، التابع للمحافظة، مهمة جمع القمامة، وهذا المشروع يفتقد للقيادات الحازمة، التي تستطيع إدارته بشكل جيد لدرجة أنه تم تغيير مدير مشروع النظافة التابع للمحافظة أكثر من مرة خلال الفترة الماضية . \ وأضاف عبد النعيم: أن مشروع النظافة يقوم برفع المخلفات في الشوارع الرئيسية مرة واحدة فقط يوميا، بينما لا يقوم العاملون في هذا المشروع برفع القمامة الموجودة في الشوارع الفرعية مثل شارع الشيخ صالح أو شارع علي المغربي بوسط مدينة أسوان نهائيا، بخلاف شركة النظافة التي كانت تقوم برفع القمامة من الشوارع الفرعية 3 مرات أسبوعيا، ولكننا أيضاً مع مطالب عمال النظافة المشروعة في التثبيت والتعيين على درجة مالية إن كانت تطبق عليهم الشروط، ولكننا لسنا معهم في الإضراب عن العمل. وقال أحمد الأسواني، أحد عمال النظافة المضربين، مر علينا أكثر من ثلاث سنوات، ووعدونا بالتثبيت أسوة بباقى الهيئات الحكومية، ومن بيننا من لم يتم تثبيته، بعد أن أمضى مدة تزيد على 7 سنوات فى العمل بالمجالس المحلية، ثم تم ضمه إلى عمال النظافة، ونطالب أهالى أسوان الشرفاء بالوقوف معنا حتى ترجع لنا حقوقنا، التى تم تأجيلها لسنوات، ونحن في حال تحقيق مطالبنا سنضاعف مجهوداتنا لإعادة المنظر الجميل للمحافظة، وسنقوم برفع جميع القمامة الموجودة في المحافظة حتى لو عملنا أكثر من 20 ساعة يومياً . وعلى الجانب الاخر واجه المسؤولون بمحافظة أسوان انتشار القمامة بمبادرة شبابية، ممثلة فى أعضاء مراكز الشباب، بحملات نظافة داخل المدينة، للمساهمة في نظافة الشوارع وإعادة الوجه الحضاري لمدينة أسوان، خاصة في المناطق المحيطة بالفنادق السياحية والمزارات الأثرية، وأكد المهندس محمد مصطفى، السكرتير العام لمحافظة أسوان، والذي أشاد بمثل هذه المبادرات الشبابية، التي تعكس الوعي الحضاري لدي الشباب الأسواني، مؤكداً أن المحافظة قامت من جانبها بتوفير معدات وسيارات النظافة لتحويل المخلفات والقمامة إلي المدافن الصحية المخصصة لذلك، خاصة في ظل إدارة قوية من هؤلاء الشباب في الاستمرار و التوسع بحملات النظافة للقضاء نهائياَ على القمامة . وأضاف السكرتير العام للمحافظة: أن محافظ أسوان مصطفى يسري التقى فى بداية الإضراب بممثلين للعاملين بمشروع النظافة، حيث وعدهم برفع خطاب إلى رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لسرعة تدبير الدرجات المالية لتثبيت الدفعة الثانية من العاملين المؤقتين على الصناديق الخاصة بالمحافظة، والذين أمضوا ثلاث سنوات في عملهم وهم 600 عامل مؤقت بالديوان العام والوحدات المحلية والمشروعات المختلفة و منهم عمال مشروع النظافة . وأشار مصطفى إلى أن المحافظة قامت أيضاً من قبل بالتعاون مع الجهاز المركزي والتنظيم والإدارة ووزارة المالية بتثبيت الدفعة الأولى، والتي تقدر ب 1482 عاملا من إجمالي 3900 مؤقت منهم 1000 عامل مؤقت بمشروع النظافة بمدن أسوان وكوم امبو وأدفو، وتابع السكرتير العام بأن محافظ أسوان عرض علي العاملين بمشروع النظافة صرف 100 جنيه شهرياً بشكل مؤقت لحين التعاقد مع مشروع بيع المخلفات الصلبة و هو الذي سيخصص 50% من عوائده المالية كحوافز للعاملين بالنظافة .