الركود السياحي الذي تشهده مصر، تسبب في تضرر العاملين في القطاع السياحي، والمنتفعين منه، ومن بينهم أصحاب "الحناطير"، الذين انقطعت أرزاقهم مع تراجع أعداد السائحين، منذ نحو 5 أعوام، وتراكمت الديون عليهم، ما دعا بعضهم إلى بيع عربات الحنطور، أو ترك الخيول في الحدائق العامة والشوارع؛ لتأكل منها بعد أن عجزوا عن إطعامها. "التحرير" التقت عدد من أصحاب "الحناطير"؛ لتسليط الضوء على أزمتهم. يقول مرسي حجاجي: "اضطررنا إلى ترك الخيول فى الحدائق والشوراع؛ لتأكل منها، بعدما حاصرتنا الديون، وأصبحنا حتى لا نستطيع إطعام أسرنا، وأصبح البعض منا يتسول قوت يومه"، حجاجي أشار إلى أن مصدر رزقهم الوحيد، كان يعتمد على السياحة، موضحًا أن أكثر من ثلثي مواطني أسوان يعانون في ظل تدهور هذا القطاع؛ لارتباطهم به. في حين، قال مرسي سيد إنهم كانوا قبل ثورة 25 يناير، يكسبون من 10 إلى 50 دولارًا في اليوم، لكن الأوضاع تبدلت، وانقلبت رأسًا على عقب، بعد أن أصبحوا لا يستطيعون شراء قوت أسرهم وخيولهم، التي تأكل بمفردها بنحو 25 جنيهًا فى اليوم الواحد، وذكر أن الحكومة تعاطفت معهم منذ نحو عامين، وصرفت إعانة بسيطة لمدة شهرين، ثم توقفت، ما زاد أعباء الحياة عليهم، مناشدين مسئولي المحافظة، وضع حلول عادلة لهم؛ حرصًا على مستقبل أسرهم، وأن يكفوهم سؤال الناس. في حين، أوضح عبد الناصر صابر، نقيب مرشدي أسوان السابق، أنه تقدم منذ فترة بمقتراحات؛ لإعادة هيكلة عمل عربات الحنطور، أو "النقل البطئ" كما يطلق عليه، عبر تحديد خطوط سير تضمن للجميع عمل عادل، فضلًا عن إماكانية تشغيل عربات الحنطور فى النقل الداخلي، مع تحديد تسعيرة لهم. أضاف أنه اقترح أيضًا يسجل أصحاب الحناطير أرقام هواتفهم المحمولة لدى شركات السياحة؛ لسرعة التواصل معهم، بشكل يراعى العدالة الاجتماعية، إلى جانب المراجعة الأمنية لأصحاب الحناطير، لأن من بينهم عناصر إجرامية تسيئ لهم. صابر طالب أيضًا بالرقابة المرورية المشددة على عربات الحنطور، خاصة بطريق كورنيش النيل؛ حرصا على المظهر الحضاري للمدينة السياحية؛ أسوة بما يتم تطبيقه بمحافظة الأقصر.