أقدمت المملكة العربية السعودية على إعدام 47 شخصا اعتبرتهم إرهابيين أمس من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، وهو الأمر الذي قوبل بردود فعل كثيرة ودولية استنكرت هذا الفعل، ووصفته بأنه صفحة جديدة فى سجل حقوق الإنسان المزري بالنسبة إلى المملكة. الإعدام فى السعودية ليس فعلا صعبا على السلطات التى عرف عنها ضرب المعارضين بيد من حديد - الشيعة خصوصا - وللمسألة أبعاد سياسية وفقا لمحللين، وذلك في إطار الحرب الطائفية الباردة بين السعودية السنية وإيران الشيعية. إعدام 151 شخصا في 2015 قالت منظمة العفو الدولية إن ما لا يقل عن 151 شخصاً تم إعدامهم في المملكة العربية السعودية منذ بداية عام 2015 وحتى نوفمبر – وهو أعلى عدد يتم تسجيله منذ عام 1995- مما شكل موجة غير مسبوقة من الإعدامات تعد معلماً جديداً قاتماً في سجل استخدام السلطات السعودية لعقوبة الإعدام. من جانبه، اتهم مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط، فيليب لوثر، السعوددية بتصفية حساباتها السياسية مع المعارضين بالإعدام، بعد حالات الإعدام الأخيرة. وقال مدير المنظمة لوكالة فرانس برس إن المملكة تصفي حساباتها السياسية عن طريق إعدام 47 شخصًا أدينوا بالإرهاب بينهم رجل الدين الشيعي، نمر النمر. وأشار إلى أن السعودية وتحت غطاء مكافحة الإرهاب نفذت أحكام الإعدام بدعوى الحفاظ على الأمن، لكن إعدام الشيخ نمر باقر النمر يوحي إنها تستخدم الإعدامات لتصفية حسابات سياسية. رد فعل إيراني في أول رد فعل رسمي من إيران على تنفيذ حكم الإعدام بحق الداعية الشيعي محمد باقر النمر، عبرت طهران عن استنكارها لقرار المملكة العربية السعودية بإعدامه. وقال حسين جابر أنصاري -المتحدث باسم وزارة الخارجية- إن "السعودية تدعم الإرهابيين وتنفذ حكم الإعدام بحق المعارضين". وأضاف "في الوقت الذي سلب فيه الإرهابيون والتكفيريون والمتطرفون أمن وراحة شعوب المنطقة والعالم وهددوا استقرار الدول، فإن إعدام شخصية مثل الشيخ النمر لم تكن لديه أي وسيلة أخرى لتحقيق أهدافه الدينية والسياسية سوى الخطب يكشف عن انعدام المسؤولية". وأكد "الحكومة السعودية والمسؤولون فيها سيدفعون ثمنا باهظا، نتيجة السياسة العقيمة واللا مسؤولية التي ينتهجونها". إيران.. إعدام 3 أشخاص يوميا الغريب والمثير للدهشة أن الاتهامات التى تلقيها إيران نحو السعودية ودفاعها عن حقوق الإنسان، لا تعكس حقيقة النظام الإيراني الطائفي والذي يمثل بمعارضيه ولا يتوانى في تطبيق الإعدام بشكل أكبر حتى مما هو عليه فى الرياض. ففي تقرير لها، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن السلطات نفذت حكم الإعدام ضد1900 شخص منذ استلام الرئيس حسن روحاني السلطة، وقد أعدم 570 منهم خلال النصف الأول من العام 2015، أي منذ بداية يناير حتى نهاية يونيو الماضيين. وبحسب التقرير الدوري للمنظمة، فإن هذا الرقم يعني أن معدل 3 أشخاص يومياً تم إعدامهم خلال 6 أشهر في مختلف السجون الإيرانية. وذكر التقرير أن "الإعدامات في إيران ازدادت في 2015 بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي قد تم إعدام 1900 شخص منذ وصول روحاني إلى سدة الحكم في يونيو 2013". حرب طائفية باردة الثابت من الاتهامات المتبادلة بين الرياضوطهران ومن واقع الانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان عبر تصفية وإعدام المعارضين - والغالبية منهم على أساس طائفي - يؤكد أن الحرب الطائفية الباردة بين الدولتين فى إطار سعي كل منهما لبسط نفوذها على الشرق الأوسط لن تنتهي سريعا ولن تردعهما أي دعوات أو إدانات دولية وحقوقية.