وزير الخارجية: عجز دولي تجاه اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء الحرب في غزة    وزير الخارجية: مصر ليست ضد حق دول حوض النيل في التنمية    كل ما تود معرفته عن حجز قطع أراضي ذوي الهمم.. «الإسكان» توضح التفاصيل    حياة كريمة في المنيا.. المبادرة وفرت بيتا جديدا لأسرة «جميل توفيق»    ضمن مبادرة "بداية".. منافذ متحركة لبيع السلع بأسعار مخفضة في المنيا الجديدة    نقابة الصحفيين تنعى يحيى السنوار: اغتيال قادة المقاومة لن يُوقف النضال ضد الاحتلال    الصحة العالمية: الإبلاغ عن 439724 حالة كوليرا و3432 وفاة بالعالم    31 أكتوبر.. انطلاق مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز    رئيسة وزراء إيطاليا تعتزم إجراء محادثات مع «نتنياهو» بعد زيارتها للبنان والأردن    منها الإغماء المفاجئ.. حسام موافي يكشف علامات التهاب البنكرياس (فيديو)    تشكيل النصر ضد الشباب في الدوري السعودي.. رونالدو يقود الهجوم    مئات الزوار يتوافدون على ضريح إبراهيم الدسوقي للاحتفال بذكرى مولده -صور وفيديو    زيادة المرتبات وساعات حضور أقل| مفاجآت بمشروع قانون العمل الجديد يناقشها البرلمان    إجازات الجنود خدعت العدو.. ومازلت أشم رائحة النصر    وزير الخارجية: مصر حذرت في وقت مبكر من خطورة اتساع رقعة الصراع في المنطقة    وزير الخارجية: مصر ليس لديها مشكلة مع دول حوض النيل باستثناء إثيوبيا    تحت أنظار الخطيب.. الأهلي ينهي مرانه الأول في الإمارات استعدادًا للسوبر    ريال مدريد يتابع موهبة إيطالية    مفاجأة في موعد انتقال هالاند إلى برشلونة    إصابة شرطي سقط من قطار بمحطة البدرشين    5 مصابين في حادث سيارة ملاكي أعلى "بنها الحر"    حبس عاطلين لسرقتهم المنازل بالزيتون    التعليم التبادلى    محافظ سوهاج يتفقد سير العمل بمحطات الوقود ومواقف سيارات الأجرة -صور    حميد الشاعري ينعى الشاعر أحمد علي موسى    خالد الصاوي: كنت هلبس قضية بسبب العصبية    وزير السياحة يبحث التعاون مع رئيس شركة صينية كبرى في شغيل وإدارة البواخر    أخبار الأهلي : "بالقاضية.. الأهلي يهزم الزمالك ويتأهل لنهائي بطولة إفريقيا لكرة اليد    رئيس مصلحة الضرائب: الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية تشمل 20 إصلاحا    بهذه الكلمات.. رامي صبري ينعى وفاة الشاعر أحمد علي موسى    بوتين يتحدث عن طرح عملة موحدة لمجموعة بريكس    جامعة دمياط تحتل المركز الرابع محليا في تصنيف تايمز    محمد ممدوح يكشف أقرب شخصية جسدها إلى قلبه    الأمم المتحدة: 700 ألف نازح في جنوب لبنان معظمهم من النساء والأطفال    باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.. جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة    الصحة: جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    رئيس مجلس الأمن الروسي: نظام كييف يحاول صنع "قنبلة قذرة"    «بحبك يا زعيم وعملت اللي عليك».. إلهام شاهين توجه رسالة لعادل إمام    جوارديولا: لم أتخذ قراري بشأن تجديد عقدي مع مانشستر سيتي    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    34 ألف نسخة مزورة.. الداخلية تطيح بعصابة طباعة الكتب المقلدة في القليوبية"    ضبط 8 تشكيلات عصابية و239 قطعة سلاح وتنفيذ 86 ألف حكم خلال يوم    بحضور محافظ الإسماعيلية.. فرق قصور الثقافة تتألق في احتفالية العيد القومي    10 لاعبين يسجلون غيابا عن الزمالك في السوبر المصري.. هل تؤثر على النتائج وفرص الفوز بالكأس؟    ضبط المتهمين بالتعدي على طالب والشروع فى قتله لسرقته بسوهاج    دعاء الشهداء.. «اللهم ارحمهم وجميع المسلمين واجعل الجنة دارهم»    وزير الصحة يعلن أهم جلسات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الاحتلال الإسرائيلي يشدد من إجراءاته القمعية بالبلدة القديمة ومداخل الخليل بالضفة الغربية    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    تحرير 21 محضرًا ضد مخابز مخالفة في 3 مراكز بكفر الشيخ    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها الأوزباكستاني آليات تعزيز التعاون بين البلدين    ارتفاع أسعار مواد البناء: زيادة ملحوظة في الأسمنت والحديد    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    ترتيب الدوري الألماني قبل مباريات اليوم الجمعة    نشرة مرور "الفجر".. سيولة مرورية بطرق ومحاور القاهرة الكبرى    أسعار الذهب اليوم 18-10-2024 في مصر.. كم يسجل عيار 21؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار|طلعت موسى: أوروبا تصدر الإرهاب..و4 استخبارات تخطط لضرب اقتصاد مصر
نشر في التحرير يوم 26 - 11 - 2015


حوار- شيماء أبوعميرة:
العواصم الأوروبية صدرت الإرهاب للشرق الأوسط.. و700 داعشي يهددون فرنسا بنار التطرف
أمريكا تخدع العالم باسم الحرب على التنظيمات الإرهابية.. وهجمات باريس "11سبتمبر" جديدة للحفاظ على قطبيتها.
الجماعات الجهادية حولت ليبيا إلى مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي.. وسيطرة "داعش" عليها تهديد للأمن القومي المصري.
الاستخبارات الإسرائيلية البريطانية التركية القطرية شكلت "محور شر رباعي" لضرب الاقتصاد المصري.
ما حدث في "باريس" من عمليات إرهابية مرتبط بكارثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء.
مفجرو طائرة "شرم الشيخ" أرادوا ضرب العلاقات المصرية الروسية.. ومفاعلات "روسا تروم" بالضبعة أصابتهم في مقتل.
"لويس برنار" وعد بتفتيت العالم العربي إلى 82 دويلة مذهبية وطائفية.. ونحتاج لجيش عربي موحد للتصدي للمخطط.

اللواء طلعت موسي مستشار الاكاديمية العسكرية العليا في حوار خاص ل"التحرير":
"العواصم الأوروبية صدرت جهاديين مرتزقة للحرب في سوريا والعراق"، بتلك الجملة يوضح اللواء أركان حرب، طلعت موسى، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا، المسؤولية التي يتحملها الغرب في انتشار الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، موضحًا أن فرنسا وحدها قدمت نحو 700 داعشي، واليوم يهددونها بنار التطرف، وبيًن أن "هجمات باريس" سيناريو جديد ل"11 سبتمبر"، خططت له الولايات المتحدة الامريكية للحفاظ على "قطبيتها"، كالقوة المسيطرة على العالم.
موسى شرح في حوار مع "التحرير" مخطط الاستخبارات الإسرائيلية والبريطانية والتركية والقطرية لضرب الاقتصاد المصري، وكيف ترتبط "هجمات باريس" بكارثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، مسلطًا الضوء على الأزمة في ليبيا، التي تحولت إلى مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي، وأكد أن سيطرة "داعش" عليها تهديد للأمن القومي المصري... وإلى نص الحوار
بداية.. كيف تري ما حدث في "باريس
أعتقد أن أحداث باريس مرتبطة بشكل كامل من وجهة نظري بأحداث الطائرة الروسية التي أسقاطت في سيناء، فأنا أرى أن الأجهزة الاستخباراتية لما يسمى ب"دول الشر" المحيطة بنا، ممثلة في المحور ال"إسرائيلي بريطاني تركي قطري"، تضع خططًا للتصدي لجميع الانطلاقات المصرية التي حدثت ما بعد الثلاثين من يونيو.
أي انطلاقة تقصد؟
دعينا نؤكد أنه رغم الحالة التي يعيشها الشارع المصري، إلا أن ما تحقق كان إعجازًا بشريًا، وهذا الإعجاز جاء في ثلاثة محاور رئيسية، أولًا الأمن الذي ساد الشارع المصري، وتركز العنف في بورة صغيرة في شمال سيناء، وقريبًا سيتم القضاء على تلك البؤرة، والدليل على ذلك ندرة العمليات الارهابية، والثاني الانطلاقة الاقتصادية التي حققتها مصر من المؤتمر الاقتصادي، إلى دفع الشعب المصري ل66 مليار جنية لتمويل حفر قناة السويس الجديدة، التي كانت تحتاج لثلاث أو أربع سنوات لكي يتم إنجازها، ولكنها خرجت الي النور في عام واحد، والثالث المكانة الإقليمية التي حققتها مصر بعد أن كانت تقف على حافة الدولة الفاشلة منذ عام ونصف، فاستحقت أن تحصل علي مقعدها غير دائم في مجلس الأمن، كلها إنجازات أثارت حفيظة التحالف الرباعي، لأنهم رأوا بأعينهم سقوط مشاريع التقسيم.
وما الهدف الحقيقي من وراء تلك العمليات؟ وهل كان المقصود ضرب العلاقات مع مصر؟
بالطبع كان الهدف الضغط على الدول التي تساعد مصر، فبعد فشل دول محور الشر في مخططاتها، بدأت في محاولة الوقيعة بين مصر وأصدقائها، وكانت البداية مع روسيا، التي تقف معنا موقف المساند، ثم فرنسا التي منحتنا صفقات السلاح، ثم السعودية والإمارات والكويت، وهذه الدول من أكثر الدولة المساندة لمصر في موقفها الحالي، وبالتالي كان من اللازم ضرب هذه العلاقة وإيجاد ثغرة فيها، وبالتالي جاء التنسيق الاستخباراتي لهذا التجمع من هذه الدول من أجل ضرب هذه العلاقة.
هل تعتقد أنهم نجحوا في ضرب تلك العلاقات؟
بالطبع لم ينجحوا، والدليل علي ذلك خروج اتفاقية موقع الضبعة النووية بعد أيام قليلة من عملية إسقاط الطائرة الروسية، كما أن تعاون مصر مع روسيا في منطقة البحر المتوسط يعني دعم وجود روسيا في ميناء طرطوس بسوريا، ولا ننسى أن مصر لها مصالح مع روسيا متمثلة في التسليح والتعاون الاستراتيجي، فعملية تسليح حاملتي الطائرات الفرنسية، من طراز "ميسترال"، (التي تعاقدت عليهما مصر حديثًا)، بالطائرات والمدافع والردارات وحاملات الجنود وغيرها سيتم عن طريق روسيا نفسها.
وماذا عن محاولة ضرب فرنسا من العمق، هل تعتقد أنه له علاقة بما يحدث في المنطقة وعلى الأخص في مصر؟
أعتقد أنه بعد صفقات ضخمة، كحاملتي الطائرات "ميسترال" والفرقاطة "فريم" والطائرات "الرافال"، وحتى بعد الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب في المنطقة، كان علينا أن نتوقع أن يتم ضرب العمق الفرنسي، في محاولة لضرب التعاون المصري الفرنسي، من خلال تصدير عناصر داعش المدعومة مخابراتيًا بشكل دولي، ثم الادعاء أن العرب والمسلمين هم الذين ينفذون هذه العمليات الإرهابية.
البعض ألمح إلى دور إسرائيلي، بعدما أفصحت تل أبيب عن هواجسها وقلقها من التسلح المصري الأخير؟
بالتأكيد أي سلاح يدخل مصر ويضاعف من قوتها وقدرتها يقلق إسرائيل، ونظرية الأمن الإسرائيلي تقضي بأن تمتلك تل أبيب ما تمتلكه ال 22 دولة عربية مجتمعين، وبالتالي عمليات التسليح الجديدة ودخول تلك التكنولوجيا إلى مصر والدول العربية، قد يكون عاملًا مهما في حالة التوتر التي تعيشها المنطقة.
بعض جنرالات إسرائيل يدعون أن الحرب في سيناء مسلسل هزلي، وأن الإرهاب ذريعة مصرية لإدخال قوات أكثر لأرض الفيروز؟
الواقع الذي نعيشه يدحض هذا الرأي جملة وتفصيلا، لأن أبنائنا الذين يسقطون في سيناء نتيجة للإرهاب لا يكذبون، كما أن الأنفاق التي يتدفق منها العناصر الإرهابية والسلاح ليست خداعًا، وتؤثر على الأمن القومي المصري، الأمر الثاني أن مصر دولة قانون تحترم القانون، فطيلة 42 عامًا احترمت معاهدة السلام والتزمت ببنودها، ومن المفترض أن يكون هناك شيئًا من إجراءات الثقة بين الطرفين، ويشمل نقط الملاحظة ودوريات متحركة بواسطة قوات متعددة الجنسيات، ومكتب اتصال في بئر سبع وآخر في العريش، وقيادتها في روما، وهناك إجراء دوري كل 15 يومًا، وتفتيش فجائي كل 48 يومًا بطلب من أحد الجنابين، وإمكانية التبليغ عن أي قوات إضافية تدخل للطرفين، وكل هذه الإجراءات بناء ثقة ولا خلاف فيها على الإطلاق، والحديث عن المسلسل هدفه إيجاد ثغرة لإثارة البلبلة بالشائعات.
نعود إلى أحداث باريس من جديد، فهل تعتقد أن ما حدث في 13 نوفمبر يشبه إلى حد ما بأحداث 11 سبتمبر؟
الكثير من الدول الأوروبية أطلقت عليها "11 سبتمبر" الثانية، وأرى أنها كذلك، خاصة وأن وقع 7 عمليات إرهابية في وقت متزامن، لا تقل في ضخامتها وترتيباتها عن أحداث نيويورك، ويومها قال بوش الابن إنها حالة حرب، وإن العالم سيشهد حربًا جديدة لم يرها من قبل، واليوم يردد الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، نفس العبارات، فما حدث في أوربا خطوة أولى نحو تدفق الإرهاب في المدن والعواصم الأوربية، ولذلك الدول تتخذ إجراءات متشابه لما حدث في 2001.
وهل يمكن أن يتحمل المسلمون والشرق الأوسط ما حدث في بداية الألفية الثالثة من غزو لأفغانستان والعراق؟
هنا الخطابان الديني والثقافي يلعبان دورًا كبيرًا في إيضاح الأمر أمام الدول الأوربية، فحتى لا نتحول إلى ضحية تلك الأعمال الإرهابية كمسلمين، علينا إيضاح أن الدين الإسلامي لا يدعو للإرهاب على الطلاق؛ لأن مرتكبي هذه العمليات يدّعون أنها من الإسلام والإسلام بريء منهم.
فرنسا كانت أحد أهم الدول الأوروبية التي صدرت مرتزقة إلى تنظيم داعش طبقا لدراسة "معهد الدفاع البريطاني"، هل تعتقد أنها اليوم تكوى بنار تلك الخطوة؟
بالتأكيد.. وليست فرنسا فقط من صدرت الإرهاب لداعش، هناك عواصم أوربية كثيرة صدرت هذا الإرهاب، ووفقًا لإحصائيات رسمية ومعلنة، فاليوم فرنسا بها نحو 700 شاب انضموا لداعش.
هناك من يربط بين ما حدث في فرنسا ومخططات تقسيم الشرق الاوسط التي تحدث عنها لويس برنار؟
هذه النقطة الأهم، فما يدور حولنا بالفعل مشروع التقسيم الخاص بلويس برنار، الذي أطلقه عام 1983، أي منذ نحو 30 عامًا، وأعلنه في جلسة سرية بالكونجرس الأمريكي، ويشمل طريقة تفتيت الدول العربية ال22 إلى 82 دولة، بتقسيمات عرقية ودينية وإثنية وسياسية وطائفية، وحاليًا التقسيم جاري وخطته واضحة منذ سنوات، لكن الغريب أن العرب غير منتبهين لذلك، وبالتالي مقاومة هذا التقسيم لابد أن تكون بقوة عربية مشتركة حقيقة ووحدة المواقف بين الدول.
هناك من يؤكد أننا نعيش ليلة الحرب العالمية الثالثة، فهل تعتقد أن الشرق الأوسط سيلعب دور البلقان في الأحداث؟
العالم يعيش ومنذ عام 1990 عصر القطب الواحد، تلعب فيه الولايات المتحدة دور البطولة، وبقية الدول تدور في فلكها، لأسباب كثيرة أهمها الفجوة التكنولوجية والاقتصادية الهائلة، وبالتالي فهي تسعي للحفاظ على هذه الفجوة مع دول الاتحاد الروسي والصين والهند وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأنا أعتقد أن "أوباما" يقود الولايات المتحدة الأمريكية لفشل متعدد المستويات، سواء على المستوي الداخلى أو الخارجي مع تنامي القوي الأخرى الممثلة في روسيا والصين والهند، وبما أن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تسعي لإيجاد حل لمشكلته الممتدة لأكثر من ستون عاما، لترك المنطقة لوكلاء يديرونها، لتتفرغ هي لدول العملاقة التي أصبحت تنافسها على التعددية القطبية.
وبالتالي أمريكا تريد أن تترك المنطقة بشكل محدد، أن تكون إسرائيل الدولة الكبرى المهيمنة في المنطقة، وتفتيت الدول العربية إلى دويلات، وإيجاد وكيلين لسياساتها في الشرق الأوسط، أحدهما من اتجاه الغرب، والآخر من اتجاه الشرق، وهما تركيا وإيران، لذلك عقدت اتفاق الصلح مع إيران (5+1)، وتستطيع التفرغ لآسيا التي أصبحت تنافسها على القطبية الدولية.
ماذا يعني إعلان فرنسا الانضمام للتحالف المصري الروسي في الحرب على الإرهاب؟
أنا أري أن ذلك تطابق في وجهات النظر، وجدية في التعامل مع الإرهاب.
فرنسا حددت الإرهاب في ليبيا كهدف يجب مواجهته، للحفاظ على حلفائها، مصر وتونس والجزائر، فهل تعتقد أن دواعش ليبيا هم منفذو عملية باريس؟
ليبيا حاليًا تعتبر مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي، فمناخها اليوم مناسب لتواجد العناصر الإرهابية، التي تحب أن تتواجد في المناطق التي تخرج عن السيطرة، لكي تكفل لها حرية الانتقال وخفة الحركة وخفة التخطيط والتنفيذ وإقامة معسكرات للتدريب، وبالتالي أصبحت المناخ المناسب للتجمع الإرهابي، والحقيقة علينا أن نعترف أن ليبيا تعرضت لخطة ممنهجة لتحويلها مرتعًا للإرهاب، حتى تصبح تهديدًا دائمًا للمنطقة، وللأمن القومي المصري، وإلا فلماذا تناذل عنها العالم بعد سقوط القذافي، ولماذا تم توريد السلاح للجماعات الإرهابية المسلحة.
في رأيك ما أهم التحديات التي تقف أمام الأمن القومي المصري اليوم؟
عندما نتحدث عن أهم التحديات فيجب أن نقسمها إلى قسمين، أولهما تحديات وتهديدات تنبع من الداخل، والثانية تنبع من الخارج، وللأسف عناصر التهديدات والتحديات النابعة من الداخل لديها تنسيق متكامل مع منابع التهديد الخارجي، فنحن نعاني داخليًا من إرهاب وجماعات تكفيرية جهادية وفقر وبطالة، وعشوائيات وانخفاض مستوي المعيشة.
هل تعتقد أن أمريكا لها دورًا فيما يحدث في المنطقة من اضطرابات؟
هنا يأتي التحدي الخارجي، فالولايات المتحدة دولة تخدع العالم كله بسياستها لأنها تستخدم الإرهاب كركيزة أساسية ضمن سياستها الخارجية، ما يعني أن العناصر الإرهابية أحد أدوات السياسية الخارجية الأمريكية، لخدمة أهدافها الخارجية، والدليل على ذلك ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا، ورفضها الاعتراف بالإخوان كجماعة إرهابية رغم ما حدث في المنطقة، ولا ننسى سياستها في تفتيت الدول العربية إلى دويلات، أما ما تدعيه عن محاربتها للإرهاب فهذا كلام تضحك به على الشعوب العربية.
وماذا عن القوى الإقليمية الأخرى؟
هناك تركيا بالطبع، وهي دولة تحلم باستعادة الخلافة الإسلامية، وأن يكون لها والي في دولة كمصر، أما إسرائيل فهي مركز القيادة المتقدم للولايات المتحدة، في حين تقف إيران على أربع ثوابت أولهما سياسية الاستعلاء والتكبر على باقي الشعوب، ثانيها احتلال جزر الإمارات، وجعل البحرين المحافظة رقم 4 لها وضم العراق، وثالثهما تصدير المذهب الشيعي، وأخيرًا اعتبار أمن دول الخليج العربي جزء من الأمن الفارسي وليس العربي.
إذا ما تناولنا أوضاع مصر بعد عامين من 30 يونيو، هل تعتقد أننا فشلنا في التواصل مع العالم، أم نواجه ضغوطًا لأسباب معينة؟
على العكس تمامًا، مصر حققت تقدمًا كبيرًا بعد ثورة يونيو، وأرى ذلك من خلال 26 زيارة رئاسية لدول رائدة في العالم، فمن قلاع الصناعة الأوروبية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا، إلى روسيا والصين وإندونسيا، كل ذلك يعد قفزة في مكانة مصر الدولية والإقليمية.
ألا ترى أنه إذا كانت هناك مؤامرة خارجية، فتوجد مسببات داخلية لنجاحها مثل الإهمال والتجاهل وغيره؟
صحيح لأن عدم مكافحة الفساد بكافة أنواع يساعد على تنفيذ المؤامرة، كذلك عدم محاسبة كل من يخطئ حتى من المسؤولين، لابد من تطهير مؤسسات الدولة، فحتى الآن لا يوجد أسلوب علاج قوي وشامل.
مصر أضحت دولة محاصرة من جمع الجهات، هل تعتقد أن داعش يسعي للتوغل إلى الداخل المصري؟
حدود مصر محمية بقوتنا المسلحة، وحدودنا الشمالية الشرقية مع غزة آمنة، فهناك أيضًا قانون حماية الحدود الذي أصدره الرئيس بأن الحدود مناطق عسكرية لمنع التهريب وأمور أخرى كثيرة.
كيف تري العراقيل والمعوقات التي تواجه الأجهزة الأمنية في سيناء؟
الجيش يتغلب على كل المعوقات، ولكن بالطبع العناصر الإرهابية أهم تحدي بكافة أشكالها وأنواعها.
قضينا على أغلب الأنفاق مع غزة ورغم ذلك لا يزال هناك إرهابًا؟
الأنفاق لها قصة مختلفة، فمن الصعب السيطرة عليها بالكامل؛ لأننا حينما نغلق فتحة نفق تظهر فتحة من ناحية أخري، إضافة إلى الشركات التي تسهم في حفر تلك الإنفاق.
وماذا عن الجنوب والأزمة السودانية الأخيرة، هل تعتقد ثمة مواجهة قادمة في الجنوب؟
ماذا جاء بالسودانيين إلى حدود مصر مع إسرائيل، هؤلاء جاءوا عن طريق درب الأربعين ناحية الصحراء الشرقية؛ لتهريب الذخيرة والسلاح والإتجار في البشر، وبالتالي من حق الجيش المصري التعامل معهم على الفور، هؤلاء في النهاية مهربون ولا حق للسودان أن تتخذ موقفًا بناءً على هذا، فأنا لا أعتقد أن هذا الحادث يثير العلاقات المصرية السودانية.
كيف قرأت تصريح وزير الخارجية الإثيوبي بقوله إن مصر أضعف من أن تدخل في حرب؟
أولًا الحديث عن حرب عسكرية على إثيوبيا مرفوض شكلًا وموضوعًا، ثانيًا إذا كان صدر هذا التصريح حقيقة إذا فإنه استفزازي، كما أن بعض الجهات تحاول دق الأسافين لتوسيع الثغرة بيننا وإثيوبيا، وأعتقد أن بعض الصحف الإثيوبية التي تنشر تلك التصريحات صفراء ومدفوعة الأجر وممولة، وكل هذا يدخل في إطار حروب الجيل الرابع والمتمثلة في الحرب النفسية والتضليل والأكاذيب وإثارة الشائعات والحروب المعنوية، والحديث عن ضربه عسكرية عبث، لأن من يريد أن يضرب لن يظهر ويصرح ويقول إنه سيضرب.
كيف رأيت الانتخابات البرلمانية ومدى تدني نسبة المشاركة؟
طبعًا الشخص الذي لم ينزل للانتخاب فأنا أنظر إليه على أنه شخص مقصر في حق مصر، فمصر لها ضريبة وحق علينا، حتى لو الشخص نزل وأبطل صوته أفضل من عدم نزوله؛ لأن نسبة المشاركة ستعرض على العالم كله، فهذا التزام دستوري واستكمال لخارطة المستقبل، فالعالم اليوم ينظر إلينا بعيون مختلفة لذلك لابد أن يري فينا لحمة واحدة.
في رأيك لماذا تلك الحالة من العزوف للشباب عن التصويت؟
طبعًا هذا هدف من أهداف حروب الجيل الرابع للحروب، وهو كسر الإرادة من خلال الشائعات، وتكثيف إظهار السلبيات، دون إبراز النماذج الناجحة والوطنية، على الإعلام اليوم الاهتمام بالنماذج الوطنية والناجحة، لأنه ليس كل ما يبرزه الإعلام يمثل الشارع المصري، فبعض القنوات الفضائية المصرية تلعب دور أخطر مما تقوم به القنوات المعادية لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.