مرت 51 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة ولكننى ما زلت أروى تفاصيلها لأبنائى وأصدقائهم، أشم رائحة النصر عندما أرى العلم يرفرف فى أى مكان.. تنتابنى العزة والفخر للمشاركة فى الحرب التى لن يكفيها كتب ومجلدات فى شرحها، فالجميع له بطولات لن يتوقعها عقل بشرى.. كان هذا حديث العريف عباس محمد أبو العباس، أحد أبطال معركة الدبابات فى أبو عطوة خلال حرب أكتوبر، خلال حواره مع «أخباراليوم»، مشيراً إلى أنه التحق بالجيش المصرى يوم 15 فبراير وكان يبلغ من العمر 20 عاماً، حيث التحق فى ذلك الوقت بالدفاع الجوي،موضحاً أنه قبل يوم 6 أكتوبر 1973 بأربعة أيام حصلت المجموعة كلها على إجازة، متذكراً مشهد القطارات وهى تحمل العساكر والذى كان جزءاً من الخداع ولم نكن نعرف وقتها ذلك. وقال العريف أبو العباس: «إنه كان لدينا تخيلات بخصوص الحرب تقترب وتبتعد.. ونزلنا الإجازة وتلقيت استدعاء قبل الحرب بثلاثة أيام «يوم 4 أكتوبر».. ووالدى أصابه القلق بسبب الاستدعاء وجاء يطمئن عليّ وشعر أن هناك شيئاً ثم ذهب.. ويوم 6 أكتوبر الساعة السادسة صباحًا مرّ علينا الطيران شعرنا بأن هناك حرباً.. وتحركت كتيبتى فى نفس اليوم مساءً إلى المطار لدعم الكتائب الأخرى .. وبقينا فى المطار وقالوا لنا: إن الكتائب أدت مهمتها بنجاح وانتظرنا دورنا ورجعنا لمنطقة الهرم مجددًا، وكنت زعلان جدًا إنى مش هشارك». اقرأ أيضًا | مصر تسير بخطى واثقة على طريق الإصلاح وصولًا إلى اقتصادٍ أكثر استدامة وأضاف: «أنه انضم لفرقة صاعقة فى الفترة ما بين ديسمبر 1969 وحتى مارس 1970.. وكان شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر معنا فى الفرقة ويخضع لنفس التدريبات دون تفرقة بين أحد».. ولفت إلى أنهم شعروا بضرورة الأخذ بالثأر من الغدر الذى لحق بالجيش فى عام 1967، وذلك لاستعادة قطعة غالية على قلوبنا وهى سيناء، فكان الجميع يدخل الجيش بروح الفدائى أموت أو أستعيد الأرض، موضحاً: أن المصريين كانوا يدفعون أبناءهم للذهاب إلى المعركة، ويشجعونهم على خوض الحرب، لكن فى الوقت نفسه يتمنون لهم العودة سالمين، مؤكدًا أن دخول الجيش وخوض الحرب لاستعادة الأرض شرف يتباهى به الجميع. وأوضح: أنه تم توزيعه على كتيبة صاعقة، الواقعة فى منطقة التينة فى مواجهة العدو على غرب القناة، وذلك فى شهر يوليو لسنة 1970، مشيراً إلى أن التدريبات أجُريت وقتها فى أكثر من منطقة، أبو صوير إلى فايد إلى الفيوم، ثم توجهت الكتيبة إلى ليبيا لتدريب الجيش الليبى بعد ثورة الفاتح من سبتمبر، مضيفاً: «أنه انضم لتشكيل المجموعة صاعقة فى منطقة الهرم بالجيزة، بعد العودة من ليبيا فى أبريل 1973، وأنها ضمت 4 كتائب تحت قيادة اللواء أحمد أسامة إبراهيم، وظلوا فى الهرم حتى يوم 17 أكتوبر بعد العبور وفتح ثغرة الدفرسوار». وتابع: «إنه فى يوم 6 أكتوبر الساعة 6 صباحاً مر من فوق رءوسهم الطيران الثقيل ثم المقاتلات فى طريقها للمطارات القريبة من الجبهة وتحركوا يوم 6 أكتوبر ليلاً لدعم الكتائب على الجبهة، لكن أبلغوهم أن جميع الكتائب أدت المهمات المُكلفة بها بنجاح». واختتم: «ظللنا منتظرين حتى جاء أمر التحرك بعد خطاب الرئيس السادات عن الثغرة «حين قال: «4 دبابات عدوا القناة، وتجمعنا وأقسمنا قسم الصاعقة، ثم حملتنا السيارات إلى الجبهة، وكان امتداد القول نحو 5 كيلومترات، وكلما مررنا على المواطنين ألقوا علينا الحلوى من الشرفات، فرحين بأن الجيش المصرى ما زال يمتلك هذا الاحتياطى الضخم من الجنود».