اللواء نصر موسى يتذكر لحظات النكسة: درست 50 ساعة طيران    نصر موسى يكشف مفاجآة: كانت هناك ضربة جوية ثانية في حرب أكتوبر وتم إلغاؤها    اللواء نصر موسى يحكي تفاصيل ساعة الصفر في حرب أكتوبر    تعليم الجيزة تعلن موعد التدريب التأهيلي لمسابقة 30 ألف معلم الذين لم يحضروا    اتحاد عمال مصر: قانون العمل الجديد يحدد ضوابط إنهاء الخدمة ويحمي الحقوق    رسميا.. الموعد النهائي لبدء إجازة نصف العام بالجامعات    ستاندرد آند بورز تعلن أسباب الإبقاء على نظرة مستقبلية إيجابية لمصر    شعبة السيارات: زيادة البنزين ليست عاملا لتحريك أسعار المركبات وننتظر قرارات بشأن الاستيراد    موعد صرف الضمان الاجتماعي المطور لشهر نوفمبر 2024    إسكان النواب تكشف موعد إصدار قانون البناء الموحد الجديد    ننشر تعريفة الركوب الجديدة لسيارات السرفيس بمدينة الشيخ زايد    مات بطل| تعليق الإعلامي عمرو أديب على مشهد نهاية السنوار    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل    مجزرة جديدة في مخيم جباليا، أكثر من 100 شهيد وجريح في قصف إسرائيلي غير مسبوق    30 شهيدا بينهم 20 طفلا وامرأة في قصف مخيم جباليا في غزة    جميل عفيفي: تطابق وجهات النظر المصرية والسعودية في كل قضايا المنطقة    بوتين يؤكد «بريكس» لم تنشأ ضد أي اتحاد.. وتعمل انطلاقا من القيم المشتركة بين أعضائها    رسميا، السعودية تستضيف كأس السوبر الإسباني للمرة الخامسة    عاجل - مباراة النصر ضد الشباب: فوز صعب وتعزيز للموقع في دوري روشن السعودي    كيف تطور عمر مرموش مع آينتراخت فرانكفورت؟.. المدير الرياضي للنادي الألماني يوضح    سليمان: فزنا بالسوبر الإفريقي "الأعلى" والآن ننزل للمحلي.. وطريق الأهلي أفضل ولكن    بطولة إفريقيا ل كرة اليد - موعد مباراة الأهلي ضد فلاورز البنيني في النهائي.. القناة الناقلة    طلال الهاشمى: المتحدة روجت للسوبر بشكل رائع وأشكرها على التعاون الكبير    هانى سعيد: بيراميدز أفضل نسبيا من الزمالك وعامل الجمهور "مؤثر"    موعد مباراة أرسنال ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    ضبط مسجل خطر بحوزته 10.2 كيلو حشيش بالشروق    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 19 - 10 - 2024    إجراء تحليل مخدرات للسائق المتسبب في دهس شخصين بكورنيش حلوان    "الكهرباء كانت مفصولة".. غموض يكتنف حريق مخزن الخيش بالزقازيق -صور    حبس سائق تاكسي لسرقته هاتف محمول من سيدة ب قصر النيل    قرار هام من النيابة بشأن نصاب انتحل صفة محام شهير بالدقي    قرار عاجل من النيابة ضد المتهم بانتحال صفة محام في الدقي    حضور كبير في حفل تامر عاشور بمهرجان الموسيقى العربية.. كامل العدد    مدحت العدل: هناك فرق بين الموهوب والموهوم.. وهذه مواصفات النجم    أخبار الفن| توقف حفل تامر حسني بسبب الإغماءات.. وفاة والدة مروى اللبنانية    الناس بتتزنق.. تامر حسني يوقف حفله ب سموحة بسبب حالات الإغماء    المخرجة شيرين عادل: مسلسل تيتا زوزو مكتوب بمصداقية ويناقش مشكلات حقيقية    برج القوس حظك اليوم السبت 19 أكتوبر 2024.. حافظ على صحتك    مقدم برنامج المراجعة النهائية: حلقة سنكافولا كانت فارقة وهنيدي انبسط منها    تكريم بدرية طلبة خلال حفل افتتاح الدورة 5 من مهرجان المسرح العربى    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    دعاء التوبة من ترك الصلاة.. كلمات مستحب ترديدها (فيديو)    رهاب الطيران..6 طرق للتغلب عليها    الصحة تنصح هؤلاء بضرورة تلقي تطعيم الإنفلونزا قبل الشتاء    أشرف عبد الغني: الرؤية العبقرية للرئيس السيسي حاضرة وقوية وتدرك المتغيرات    تطابق ال«DNA» لجثة مجهول مع شقيقه بعد 30 يومًا من العثور عليها بالتبين    ارتفاع سعر الحديد وتراجع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    القاهرة الإخبارية: حراك سياسي ومساعِِ لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي في لبنان    باحثة سياسية: نتنياهو يستهدف 3 أمور في غزة.. أولها استسلام حماس    أسعار السمك والكابوريا بالأسواق اليوم السبت 19 أكتوبر 2024    قفزة خيالية في أسعار الذهب اليوم السبت في مصر.. عيار 21 يسجل أرقاما غير مسبوقة    منها الإغماء المفاجئ.. حسام موافي يكشف علامات التهاب البنكرياس (فيديو)    باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.. جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة    الصحة: جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    رواج سياحي واقتصادي.. مولد إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ يجتذب مئات المصريين والعرب (صور)    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب صنع أزمة الطائرة الروسية لعقاب موسكو والقاهرة
د. أحمد سيد حسين.. خبير العلاقات الدولية وشئون الشرق الأوسط:
نشر في الوفد يوم 20 - 11 - 2015

قال الدكتور أحمد سيد حسين، خبير العلاقات الدولية والباحث في الشئون الروسية إن حادث الطائرة الروسية هو شأن مصري - روسي طالما سقطت على الأراضي المصرية، لافتاً الى أن الغرب أثار ضجة وشوشرة مصطنعة للاساءة إلى العلاقات المصرية الروسية.. مؤكداً أن الغرب صنع الازمة ويحاول تصديرها الى مصر لأن الدور البريطاني في المنطقة العربية لا يقل خطورة عن الدور الأمريكي -الاسرائيلي.. مضيفاً: أن البيان البريطاني حول الحادث حاول توجيه التحقيقات لخلق توتر مضلل أو كاذب للحقيقة بسبب تناقض الموقف الروسي في سوريا مع المصالح الغربية التي يسعى لتحقيقها.
واصفاً بريطانيا بأنها أصبحت وكراً للهاربين الفاسدين من عصر «مبارك» وللارهابيين من جماعة الاخوان لتطابق السياسة البريطانية مع السياسة الامريكية وعدم تطابقها مع سياسة الاتحاد الاوروبي.
كيف ترى التعامل الغربي مع سقوط الطائرة الروسية في سيناء؟
- تعامل متسرع بشكل غير طبيعي في حادث لا يحتمل اتباع هذه الوسائل معه لأنه توجد حوادث سابقة مماثلة تماماً كسقوط الطائرة الماليزية فوق «أوكرانيا» والطائرة الألمانية فوق جبال «الألب» في فرنسا ولم يبت في نتائج هذه التحقيقات، ولكن مع مصر خرج الغرب ثاني يوم الحادث وأدلى بدلوه كأنه يريد احداث ضجة ونوع من الشوشرة على طرفي الازمة مصر وروسيا لارباك علاقتهما التي بدأت تعود الى سابق عهدها من التعاون والتكامل في شتى المجالات.
لكن بعد هدوء الاوضاع نسبياً تجاه مصر بعد 30 يونية ظهرت تحالفات دولية ضد مصر مرة أخرى؟
- هذه التحالفات قد لا تكون ضد مصر مباشرة وربما تكون ضد روسيا بسبب تنامي العلاقات المصرية - الروسية، ومعنى هذا أن الدور الروسي سيزداد في المنطقة بشكل كبير، ولهذا تم الترويج لهذا الحادث بهذا التضخيم وإن كانت مصر هى الطرف الذي يتم التلاعب به في حرب الغرب ضد روسيا منذ الحرب الباردة ثم حرب يونية 1967، ثم حرب «أبخازيا» وأحداث أوكرانيا، وضم روسيا شبه جزيرة «القرم» وكل الخلافات التي ظهرت بين روسيا والغرب ولهذا يحاول الغرب الضغط على روسيا من خلال هذا الحادث واساءة العلاقات بين روسيا وبين الدول التي تقوم معها بتحالفات جديدة في محاولة لزيادة عزلة روسيا، وهذا العزل سيتم بشكل سريع وناجز إذا تم ابعاد مصر عن روسيا لأن مصر هى البوابة التي ستدخل منها روسيا الى المنطقة العربية.
إذن العقوبات الغربية فشلت في عزل روسيا وإبعادها عن المنطقة العربية؟
- نعم.. بل كانت العقوبات متبادلة بين روسيا والغرب، لأنه بعد فرض العقوبات الأولى على روسيا، جاء الرد الروسي بمنع دخول السلع الزراعية والغذائية من الدول الغربية التي فرضت العقوبات، وبدأت تبحث عن دول بديلة للحصول منها على هذه السلع.
وقد ضمت هذه القائمة مصر التي وجدت فرضتها في زيادة صادراتها الى سوق كبير بحجم السوق الروسي ثم بدأت بتوطيد علاقتها معها لعودة التعاون الاستراتيجي، كما كان في الماضي وهنا تأكد الغرب بفشل فرض العزلة على روسيا، فجاء حادث الطائرة ليحاول الغرب الاستفادة منه في اشعال فتيل أزمة بين مصر وروسيا محاولاً افساد العلاقة بينهما.
ما مصلحة بريطانيا في تضخيم الحادث؟
- بريطانيا بالفعل كانت سباقة بالاعلان عن أن الحادث ربما يكون بسبب قنبلة زرعت في الطائرة، وأعلنت منع الطائرات البريطانية من المجىء الى مصر، بل أعلنت انها لن تجعل طائراتها تحلق فوق سيناء خشية أن يكون اسقاط الطائرة بصاروخ أرض جو ومصلحة بريطانيا ضرب العلاقات المصرية الروسية لأن المستهدف الرئيسي هو روسيا، وأيضاً مصر لكن ليس بنفس المستوى لأن استهداف مصر يهدف فقط الى تهدئة شريحة معينة في المجتمع البريطاني تميل الى بعض الانتقادات ضد الحكومة المصرية ولديها بعض التحفظات فجاءت زيارة الرئيس «السيسي» واستقباله من «كاميرون» وتم الاتفاق على العديد من الاتفاقيات مما أغضب هذه الشريحة داخل بريطانيا.
هل التاريخ يعيد نفسه مع مصر كما حدث وتم ضرب تجربة محمد علي، واصطياد «عبد الناصر» في يونية 67، والغرب يحاول افشال انطلاقة «السيسي»؟
- بحكم دراستي للعلاقات الدولية والعلوم السياسية توجد مادة «تطور العلاقات الدولية» يتم تدريسها لدراسة تطور التاريخ وهى مادة مهمة لقراءة مستقبل العلاقات بين الدول، واعادة التاريخ في كثير من المواقف هو أمر طبيعي ودائما وأبداً يعيد التاريخ نفسه في علاقاته مع الدول، ولهذا عندما نراقب تصرفات الدول الاستعمارية القديمة وخاصة بريطانيا وفرنسا نجد أنها تحاول التعامل مع الدول التي كانت من مستعمراتها وكأنها ملكية خاصة ولا تقتنع أن هذه الدول أصبحت مستقلة.
وما دليلك على هذا؟
- الدلائل كثيرة جداً ومنها ما حدث بين الجزائر ومالي، وجدنا فرنسا تتدخل بشكل منفرد وأرسلت قواتها بعيداً عن اطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن بل بعيداً عن حلف «الناتو»، في حين أن الازمة الليبية كان التدخل عن طريق حلف «الناتو» ونفس الأمر ينطبق على بريطانيا التي تتعامل مع مستعمراتها القديمة على أنها ملكية خاصة لا ننظر اليها الا من خلال مصالحها ولا تعنيها إلا المحافظة على مصالحها بكل الاشكال وشتى الطرق فاذا كان في هذه الدول نظام ديكتاتوري ويحقق أهدافها ويحافظ على مصالحها فهي تسانده وتساعده وتدعمه، وإذا كان نظام وطني اختاره الشعب بكامل ارادته وحريته فلا ترحب به أبداً لأنه سينحاز الى شعبه ومصالحه والتاريخ أكد لنا هذا مع «صدام حسين» و«شاه ايران» وحتى مع «مبارك».
لكن القرارات البريطانية صدرت بعد نجاح زيارة الرئيس «السيسي» الى بريطانيا؟
- الحادثة كلها تصب بشكل سلبي على مصر باعتبار أن أكبر موارد الاقتصاد المصري تعتمد على السياحة وأن البريطانيين هم ثاني أكبر عدد في السياحة الى مصر بعد روسيا، والغاء الرحلات البريطانية الى مصر بالطبع سيؤثر على السياحة المصرية مع أن المستهدف في كل الاحوال هو عزل روسيا، وتهدئة جزء من شريحة المجتمع البريطاني لا يرحب بالعلاقات المصرية البريطانية.
لكن البيان البريطاني جاء فيه كلمة اجلاء البريطانيين وليس ترحيل.. فما معنى هذا؟
- فيما يتعلق بالجانب الروسي فإنه لم يستخدم لفظ «اجلاء» ولكن الجانب البريطاني هو الذي استخدم لفظ «إجلاء» واذا كان يتعمد استخدام اللفظ ويقصده فعلياً فهو يتعمد الاساءة أما اذا كان الذي ترجم البيان هو الذي استخدمه فربما يكون خطأ غير مقصود.
وهل يمكن لدولة عريقة في السياسة والدبلوماسية أن تصدر بياناً صادماً وخارجاً عن اللياقة الدبلوماسية بهذا الشكل؟
- ربما نضع للزمر مجموعة في الاسباب التي تكون مبرراً لهذا البيان أولا أنه تم استغلال البيان واصداره بهذا الشكل هو محاولة الى تصعيد أو توجيه التحقيقات في مسار معين ومحاولة منهم لخلق نوع من التوتر حتى لو كان مضللاً الى أن يثبت العكس.. أو سبب آخر خاص بالاقتصاد المصري الذي بدأ يتعافى مرة اخري خاصة بعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، ومعظم الاستثمارات ستأتي من الصين وروسيا ودول الخليج ولهذا ربما ارادت بريطانيا أن يكون لها دور استثماري كبير في هذا المشروع ولهذا تسعى للحصول على جزء من كعكة الاستثمار في المرحلة القادمة وتحاول فتح باب يكون وسيلة للضغط تدخل منه، أو يكون هذا البيان محاولة لإخراج مصر في معادلات يتم الحديث عنها في المنطقة وعلى سبيل المثال الملف السوري.
وماذا عن قرارات الرئيس «بوتين» بتعليق الرحلات السياحية الى مصر؟
- هذا أمر طبيعي بعد وقوع الحادث حتى لا يتعرض لضغط رأي عام داخلي ولكن تم تضخيم هذا القرار وكأنه قطع العلاقات بين مصر وروسيا فالطائرة سقطت وبها عدد كبير من المواطنين الروس ولم يتم الاعلان رسمياً عن سبب سقوط الطائرة سواء كانت عملاً ارهابياً أو عطلاً فنياً، وأي رئيس دولة سيفترض الأسوأ الى أن يثبت العكس وبالتالي سيتعامل مع هذا الاحتمال، ولكنه تعليق مؤقت هدفه تهدئة الرأي العام الروسي، وبمجرد الانتهاء من التحقيقات الرسمية التي يرأسها السيد المستشار «أيمن المقدم» سيبدأ العامل مع الامر على حقيقته وطبيعته خاصة أن الصندوق الاسود الذي تم تفريغه سمع به صوت ولكنه لم يفسر هل هو صوت انفجار قنبلة أم انفجار المحرك.
تم الترويج عن وجود معلومات استخباراتية لدى الغرب عن الحادث ولم يتم إبلاغ مصر وروسيا بها؟
- العلاقات الدولية بين الدول الصديقة تحتم في حالة وجود معلومات استخباراتية ان تتبادلها الدول مع بعضها، واذا كان بالفعل يوجد معلومات حول هذا الحادث ولم يتم اخبار الدول صاحبة الشأن فهذا نوع من التخاذل المقصود الذي يهدف للإضرار بهذه الدول، واذا تم افتراض وجود معلومات عن وجود قنبلة مزروعة داخل الطائرة اذن هم يريدون استغلال الحادث لخلق رأي عام داخل روسيا ضد ما تقوم به في المنطقة حتى يقوم الشعب الروسي ضد هذا الدور وإثناء الرئيس «بوتين» عما يقوم به، ومن ثم يتم تهميش الدور الروسي.
وإذا كان هذا السيناريو صحيحاً سيؤكد أن روسيا تحارب داعش بالفعل وليس الغرب؟
- نعم.. وهذا السؤال يجب تحليله ثم توجيهه للغرب لأنه منذ ظهور «داعش» وقبل قيام روسيا باعلان الحرب عليها كانت امريكا تقود تحالفاً دولياً ضد داعش ولم نسمع طوال حرب هذا التحالف عن رد فعل ارهابي واحد من داعش ضد أي دولة في هذا التحالف، ولكن بمجرد أن بدأت روسيا في حربها ضد داعش فوجئنا بداعش تعلن أنها زرعت قنبلة داخل الطائرة الروسية، وهذا يعني بالفعل أن روسيا تحارب داعش وأن ضرباتها كانت مؤثرة عليها، ولكن امريكا وتحالفها لم يكن يستهدف داعش والا كان سيكون هناك رد فعل من داعش ضد الغرب، ولكن هذه الحادثة لو كانت حقيقة فهى تثبت العكس وتدين الغرب.
كيف يتعامل الجانبان المصري والروسي مع هذه الازمة لتفويت الفرصة على الغرب في زرع الشقاق بين الدولتين؟
- أعتقد أن الطرفين سواء القيادة المصرية والروسية اتفقا على عدم السماح لأي طرف غيرهما للتدخل في العلاقات المصرية الروسية لأن هذه طائرات روسية ووقعت على الأراضي المصرية، فهذا شأن مصري - روسي خالص حتى لا تتأثر العلاقات بينهما بأي شائبة الى أن تنتهي تحقيقات اللجنة حول الحادث ثم يتم التعامل حول نتائج التحقيقات واذا ثبت انه عمل ارهابي، فبالطبع ستقوم الجهات الامنية المصرية بالتعامل مع الامر والبحث عن أسبابه وجوانب القصور فيه، أما اذا كانت السقوط سببه عطل فني فهذا شأن روسيا ليس لنا علاقة به.
هذه الازمة أكدت أن الغرب مازال يكيل الامور بمكيالين؟
- نعم بل ويتم صناعة الازمة وتصديرها الى مصر، لأن سقوط طائرة «جوبا» روجوا أنها طائرة روسية وأنها صناعة أوكرانية سنة 1971 في حقيقة الاتحاد السوفيتي وهي طائرة شحن وليست طائرة ركاب وعدد القتلى الأكبر كان من سكان القرية التي بها الطائرة، وتحمل علم دولة «طاجكستان» وأعلنت الشركة الاوكرانية أنه كان المفترض عمل صيانة للطائرة ولكنه لم تحدث، ولكن في الحادثة الطائرة الاوكرانية تم التضخيم بشكل كبير ومنذ حدوثه وجهت أصابع الاتهام الغربية سهامها الى روسيا بأنها هي التي اسقطت الطائرة الى أن اثبتت التحقيقات أن الصاروخ خارج في الأراضي الاوكرانية، وبالطبع الطائرة الروسية التي وقعت في سيناء تم عمل ذات السيناريو إذن يوجد نية مبيتة للنيل من روسيا بأي شكل في محاولة لفرض عزلتها بكل السبل الممكنة.
ولماذا يرجح الجانب البريطاني ان الحادث عمل إرهابي؟
- البريطانيون استبقوا الاحداث وهذا غير منطقي طالما لم تظهر نتائج التحقيقات.
ولماذا يحاول أوباما وكاميرون قطع الطريق على لجنة التحقيقات؟
- ما فعله «أوباما» و«كاميرون» يعد أحد سبل تشكيل الرأي العام وهو التكرار من كل جانب، خاصة عندما تخرج دول كبرى مثل امريكا وبريطانيا وتروجان في البداية الى مسار معين، فإذا انتهت التحقيقات الى نفس المسار فهما أول من أعلنا، ويظها أنهما دول كبرى يعرفون كل شىء يحدث في العالم واذا انتهت التحقيقات عكس ما اعلنوه، فقد يلعبوا على جزئية الرأي العام وحينها سيظهر من يصدق ومن لا يصدق ما هو داخلي ويشكك فيه وحينها سيكونوا شكلوا رأياً عاماً يتبني آراءهم.
وهل الطعنات كانت جاهزة ضد مصر؟
- لو تعاملنا معها بنظرية المؤامرة، فهل كان التخطيط للطعنات سابقاً للحدث المقصود من الغرب، أو تكون مؤامرة لاحقة بمعني استغلال الحدث ولهذا على مصر أن تعي هذا جيداً ولا تجزم أنها مؤامرة بل هى أحد السيناريوهات المطروحة، ولهذا على مصر أن تتعامل مع كافة السيناريوهات وعدم تجاهل أحدها لأنها ربما يكون الصحيح.
ماذا يريد الغرب من تشكيل رأي عام مناوئ للحكومة في روسيا؟
- هذا الرأي العام سيكون جانباً تحفيزياً ضد سياسة روسيا في تعاملاتها مع الملف السوري الذي يتناقض تماما مع الرؤية الغربية التي تسعى لوضع نهاية في سوريا تتنفق مع مصالحه.
ولماذا يتم التركيز على امريكا واسرائيل بأنهما أعداء للعرب ونتناسى بريطانيا؟
- يتم التركيز على امريكا واسرائيل في عدائهما للعرب بسبب الملف الفلسطيني، وأن أي شىء سلبي يطال الدول العربية تكون نتيجته ايجابية على أمريكا واسرائيل باعتبار أمريكا الداعم والحليف الرئيسي سياسيا وعسكرياً واقتصادياً ولهذا يتم وضعهما في نفس الخندق، مع أن بريطانيا ليست ببعيدة بسياساتها عنها بل تتطابق بأنها مع السياسة الامريكية.
ولماذا هذا التطابق رغم أنها عضو في الاتحاد الاوروبي الذي ينتهج سياسة لا تتطابق كلية مع السياسات الامريكية؟
رغم أن بريطانيا عضو في الاتحاد الاوروبي، الا أن سياستها تتنافى مع سياساته، وظهر هذا في الاجتياح الأمريكي للعراق كانت بريطانيا تساعد أمريكا، وعندما خططت دخول سوريا في 2013 كانت معها بريطانيا وقبل الانسحاب ومؤخراً يظهر في القرار الصادر من مجلس العموم البريطاني بأن يتم عمل استفتاء شعبي في 2016 خاص بالانسحاب من الاتحاد الاوروبي أن لم يحقق المطالب البريطانية التي هى قريبة من السياسات الامريكية.
أليست بريطانيا دولة راعية للارهاب؟
أفعالها تؤكد هذا، مثلاً في العام الماضي عندما تم إدراج جماعة الاخوان كجماعة ارهابية مجلس العموم البريطاني رفض هذا القرار رغم أن مصر صنفت جماعة الاخوان كجماعة إرهابية، وهناك الكثير من افراد الجماعة الارهابية أو المتورطين في قضايا فساد فأكثر دولة يتجهون اليها هي بريطانيا من رموز عصر «مبارك» والاخوان.
إذن الدور البريطاني لا يقل خطورة عن الدور الامريكي في المنطقة العربية؟
- أي دور غير عربي في المنطقة بالطبع هو دور خطير، والامريكان كان لهم مبدأ «منرو» الذي كان يطالب بالعزلة قبل الحرب العالمية الاولى عام 1823 وكان يقوم على فكرة أن امريكا للامريكان فقط، ولن تكون مستعمرة اوروبية وانطلاقاً من ذات المبدأ نقول لأمريكا إن المنطقة العربية للعرب فقط.
في ظل هذه الازمات تم الاعلان عن منح مصر منظومة دفاع جوي روسية على أعلى مستوى من التقدم والحداثة؟
- بالطبع روسيا لم تنساق وراء سياسات الغرب وما قامت به روسيا هو رد فعل طبيعي من الرئيسين «بوتين» لأنه لم يتخذ أي اجراء يمكن أن تقول عنه إنه يضر العلاقات المصرية - الروسية، ومنظومة الدفاع الجوي هي اتفاقية كان تم الاتفاق عليها في الزيارات المتواترة بين الرئيس «بوتين» و«السيسي» منذ أن كان الرئيس وزيراً للدفاع وإن كان هذا الاتفاق تم تنفيذه في هذا التوقيت فهذا يدل على أن العلاقات مستمرة بكل أشكالها وعلى جميع المستويات والمجالات، ولن تهتز بمثل هذه الحوادث التي ننتظر نتيجة التحقيقات فيها حتى يتم اتخاذ الاسلوب الامثل للتعامل معها.
أمريكا وبريطانيا يعلنان أنهما تحاربان الارهاب فلماذا ترفضان التعاون مع مصر ضد الارهاب؟
- هذا صحيح ولكن يمكن إرجاعه الى الاختلاف بين هذه الدول في تصنيف من هو الارهابي، مع أن مصر صنفت جماعة الاخوان كجماعة إرهابية واتفقت معها روسيا في هذا، اما فيما يتعلق بالغرب فإنه لا يصنفها جماعة ارهابية وبالتالي التعامل مع هذا الملف يوجد به اختلافات في مفهوم الارهابي، ولو حاولنا ربط هذا الاختلاف بالازمة الخاصة بالطائرة الروسية، نجد أن بريطانيا خلال الايام التي أعقبت سقوط الطائرة أعلنت أن «أسامة المصري» هو مدبر حادثة سقوط الطائرة بافتراض حقيقة هذا الامر، فإنه يؤكد أن بريطانيا على علم بما يحدث في سيناء ويطرح السؤال هل لندن على علاقة بالقيادات الارهابية في سيناء أم لا؟ أو ان المخابرات الامريكية والبريطانية تعملان بشكل جيد حتى حصلتا على هذه المعلومات ولكنهما لم تتعاونا مع مصر وتعلنا انهما تدعمان مصر ضد الارهاب لكنهما لم تتحركا فعليا في هذا الشأن.
الا يعرفان أن تفشي الارهاب وفي المنطقة يهدد مصالحهما؟
- نعم لكنهما يتركان المنطقة في عدم استقرار حتى يحققا مصالحهما مع العلم أن عدم التحرك الجدي لدعم دول المنطقة في حربها على الارهاب أصبح يشكك في نواياها لأنها تفعل عكس ما تعلنه وعدم وجود رد فعل من «داعش» ضد المصالح الامريكية والبريطانية يؤكد انهما لا يحاربان الارهاب إلا من خلال التصريحات والبيانات الاعلامية فقط لاغير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.