تبدأ اليوم في العاصمة السعودية الرياض، فعاليات مؤتمر القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية (أسبا)، التي تستمر يومين، ويتصدر جدول أعمالها القضية الفلسطينية، وأزمتي سوريا واليمن وليبيا فضلاً عن التعاون بين الجانبين. وتهدف "القمة العربية اللاتينية"، للتنسيق السياسي بين دول كلتا المنطقتين، وآلية لتعميق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومختلف المجالات، ويستند ذلك على جذور ثقافية وحضارية مشتركة. وهذه المرة الأولى التي تستضيف السعودية القمة التي جاءت فكرتها بناء على مقترح قدمه الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال المؤتمر الأول لقمة رؤساء الدول والحكومات الذي عقد في مايو عام 2005 بالعاصمة البرازيليةبرازيليا، قبل أن تعقد للمرة الثانية في مارس عام 2009 بالعاصمة القطريةالدوحة، فيما عقدت القمة الثالثة في أكتوبر 2012 في العاصمة البيروفية ليما، حيث تناولت الجولات الثلاث سبل مكافحة الإرهاب وإعلان التعاون التجاري بين دول الخليج وأمريكا الجنوبية، كما تناولت إدانة انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا عام 2012. السيسي يلتقي العاهل السعودي وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرياض للمشاركة في القمة، حيث يلتقي الزعيمان على هامش أعمال القمة لبحث سبل دعم التعاون في مختلف المجالات، وكذا بحث تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكان المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف، قال: إن "حرص الرئيس على المشاركة في هذا المحفل الدولي الهام، يأتي بهدف تنشيط وتفعيل علاقات التعاون بين مصر ودول أمريكا الجنوبية في جميع المجالات، لا سيما في ضوء النمو الاقتصادي المضطرد الذي حققته خلال العقدين الأخيرين، وما تتمتع به من تجارب اقتصادية ناجحة واستثمارات متزايدة في الخارج يمكن الاستفادة منها في مسيرة التنمية والبناء في مصر". ووصل عدد من رؤساء وممثلي الدول المشاركة ومنهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مورس، والإكوادوري رفائييل كوريا، السوداني عمر البشير، والفلسطيني محمود عباس، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، والعراقي محمد فؤاد معصوم، والجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، ومحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، وتميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. جدول أعمال القمة ووسط ما تشهده المنطقة من قضايا شائكة، فإن جدول أعمال القمة يتضمن، بحسب مدير إدارة الأمريكتين في الجامعة العربية السفير إبراهيم محيى الدين، عددًا من القضايا السياسية التي تهم الجانبين، وفي مقدمهتا القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في سوريا، واليمن، وليبيا، وهي القضايا التي يركز عليها الجانب العربي، إلى جانب القضايا التي تهم الجانب الأمريكي الجنوبي، ومنها قضية جزر المالفينوس المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا، إضافة إلى علاقة هذه الدول بالمنظمات الدولية، وقضية الديون، ومناقشة العديد من قضايا التعاون في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والثقافية. وأوضح محيى الدين، أنه سيتم خلال القمة تبني مشروع إعلان الرياض الذي سيصدر عن القمة في دورتها الرابعة، بالإضافة إلى بيان ختامي يتضمن ملخصًا لأهم القضايا المعروضة على جدول الأعمال". ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير: إن "القمة الأولى التي عقدت في برازيليا (عاصمة البرازيل) في مايو 2005، دشنت مرحلة الشراكة والتعاون بين المجموعتين، وهذا ما سعت إلى تحقيقه قمتا (الدوحة وليما)، من أجل تحقيق التقدم المتنامي في معدلات التبادل التجاري، وحجم الاستثمارات والتجارة البينية، والعمل على تطوير دور الروابط البحرية والجوية بين الإقليمين لتحقيق هذا الهدف". وتكتسب القمة الرابعة أهمية سياسية واقتصادية، بحسب موقع "الوطن أونلاين" السعودي، في ظل المشاركة الواسعة من قادة الدول العربية كافة (22 دولة) ومعظم دول أمريكا الجنوبية أو منظمة "أوناسور"، التي تضم 12 دولة، هي الأرجنتين، البرازيل، شيلى، فنزويلا، أورجواي، باراجوي، بيرو، كولومبيا، الإكوادور، بوليفيا، سورينام، وجويانا، كما تزداد أهمية هذه القمة في ظل النزاعات التي تعاني منها عدد من دول الشرق الأوسط، وكذلك ارتفاع وتيرة المتطلبات الاقتصادية التي تحتاجها هذه الدول بما يتطلب تعاونًا وثيقًا مع دول مجلس التعاون الخليجي. ومن المتوقع أن تضيف القمة ثقلًا إضافيًا للموقف العربي، سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بحسب أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود عادل المكينزي الذي أشار إلى أنه كانت هناك مواقف إيجابية تجاه القضية الفلسطينية في القمم الثلاث السابقة، ومنها الموقف البرازيلي وغيره من مواقف دول أمريكا الجنوبية بسحب سفرائها من إسرائيل. ووفقًا لدراسات، فقد انعكس تباطؤ النمو منذ عام 2013 على المكاسب التي حققتها دول أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة على المستويين السياسي والاقتصادي، حيث يقدر أن 14% من الطبقة الوسطى المزدهرة في أمريكا الجنوبية من المحتمل أن تسقط في براثن الفقر في السنوات ال10المقبلة، إذا استمر تزايد معدل الركود، وفي المقابل تمثل الدول العربية لنظيرتها في أمريكا الجنوبية سلة من الفرص والآفاق الواعدة والعلاقات المتوازنة المستقرة، حيث تلعب المصالح الاقتصادية الدور الأكبر في توجهاتها لفتح أسواق جديدة. وبنهاية عام 2014 بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية 30 مليار دولار بعد أن كان حوالي 6 مليارات دولار عام 2005، عند انطلاق أول قمة عربية مع دول أمريكا الجنوبية في البرازيل.