مسؤولون أمريكيون: مهبط جنوب اللاذقية.. يمكن أن يصبح موطئ قدم جديد للجيش الروسي في الشرق الأوسط في تحدٍ للجهود الأمريكية لحظر شحن الأسلحة، تستخدم روسيا ممرًا جويًا فوق العراقوإيران لإرسال معدات عسكرية وجنود إلى محور جوي جديد في سوريا، ما يزيد التوترات مع الولاياتالمتحدة بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وكشف مسوؤلون أمريكيون أمس الأحد، وفقًا للصحيفة، عن أن 7 طائرات نقل كوندور روسية عملاقة على الأقل، أقلعت من قاعدة في جنوبروسيا خلال الأسبوع الماضي لنقل معدات إلى سوريا، مرورًا بالفضاء الجوي الإيرانيوالعراقي. وتابع "المسؤولون" أن جهة وصول تلك الطائرات كانت مهبط في جنوب اللاذقية السورية، والذي يمكن أن يصبح موطئ قدم جديد للجيش الروسي في الشرق الأوسط منذ عقود. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن إدارة أوباما كانت تعتقد أنها أعاقت الجهد الروسي لنقل المعدات والجنود إلى سوريا، بعد إعلان بلغاريا، العضوة في الناتو، أنها ستغلق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية، لكن سرعان ما بدأت روسيا في إطلاق رحلاتها فوق العراقوإيران، وهو الأمر الذي تطرق إليه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أمس الأحد، بقوله إنه سيستمر بالرغم من الاعتراضات الأمريكية. وتابعت "الصحيفة" أن التعزيز العسكري لموسكو في سوريا، التي يدعم الكرملين رئيسها على مدار 4 أعوام ونصف العام من الحرب الأهلية، "يضيف تصدعًا جديدًا في العلاقات مع الولاياتالمتحدة". وأضافت "أن هذه الإجراءات ربما تحمل في طياتها تحدي سياسي كبير آخر لواشنطن، وهو كيفية تشجيع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي صعد إلى السلطة بمباركة أمريكية، على حظر الرحلات الجوية الروسية". ولفتت نيويورك تايمز إلى أن متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي رفض التعليق أمس الأحد على الأمر، مشددًا على أنه ليس لديه أية معلومات حول الرحلات الجوية الروسية أو مخاوف الولاياتالمتحدة حيالها. وأوضحت أن ما يزيد التحديات على عبادي، جهوده للحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدةوإيرانوروسيا، لافتة إلى أن قدرة العراق على الدفاع عن مجالها الجوي محدودة جدًا، لكن يمكنها أن تبلغ الروس بأنهم ليس لديهم ترخيص بالتحليق في المجال الجوي العراقي، وتتطلب من الأمريكيين مساعدتها في تحديد وإحباط الرحلات الجوية الروسية. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من التحذيرات الأمريكية، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو عازمًا على خلق حقائق جديدة على أرض سوريا. ووفقًا لبعض المسؤولين الأمريكيين، ربما تصل طائرات إس يو-25 وميج-31 الهجومية الروسية إلى سوريا خلال المرحلة المقبلة من التعزيز العسكري، مضيفين أنه يمكن إرسال هذه الطائرات في صناديق على أن يتم تجميعها في سوريا. ويرى محللون "أن الخطوة الروسية يمكن أن تخدم عدة أهداف، ففضلًا عن تعزيز الأسد وخطة الكرملين لخلق ائتلاف جديد لمحاربة تنظيم داعش يتضمن إيران والحكومة السورية، تمنح روسيا نفوذًا هائلًا على مستقبل سوريا وتشتت الانتباه عن التدخل الروسي في أوكرانيا". بدروه قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، "بغض النظر عن الممر الجوي المستخدم، كنا واضحين بشأن مخاوفنا حول استمرار الدعم المادي لنظام الأسد"، مضيفًا "لا نتحدث عن محادثاتنا الدبلوماسية، لكن طلبنا من أصدقائنا وشركائنا في المنطقة طرح أسئلة حاسمة على الروس". واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بإن روسيا طالما كان لديها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، لكن إذا استمر الكرملين في التعزيز العسكري بالقرب من اللاذقية، ووضع طائرات حربية روسية هناك، ربما يعزز قدرته على فرض قوته في سوريا والدول المجاورة لها.