ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الجمعة، قادة العالم والشعوب في كل مكان للإصغاء إلى الشباب وتمكينهم وتحرير قدراتهم من أجل تحقيق السلام والتقدم في العالم. وقال "كي مون" في رسالته التي وجهها إلى المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن الذي انطلقت أعماله، في الأردن "إن هناك ارتباطًا وثيقًا بين التنمية المستدامة والسلام والأمن، علاوة على أن الشباب هم عامل أساسي في إحلال الأمن الدائم، وإذا كانت التقارير الإعلامية قد تصور الشباب بكونهم خطرًا ولا سيما أحدثهم سنًا فإن ذلك التصوير ينطوي على مغالطة كبيرة". وأضاف "إذا كان العديد من المقاتلين شبابًا فإن الغالبية العظمى منهم لا صلة لها بالعنف، بل إنهم يكونون في أحيان كثيرة من أوائل ضحايا النزاعات ويمكنهم أن يتزعموا الحركات المناصرة للسلام". وتابع "الأممالمتحدة تسعى جاهدة إلى أن تصغي لشباب اليوم وأن تستجيب لهم، ولقد قمنا بالفعل بإعلان المبادئ التوجيهية المتعلقة بمشاركة الشباب في بناء السلام، كما أنني أعكف حاليًا على وضع خطة عمل شاملة لمنع التطرف العنيف تهدف إلى إشراك الشباب وتمكينهم". وقال "إننا كلنا نسعى إلى تحقيق عالم أكثر عدلًا وسلامًا، وسيكون باستطاعتنا أن نحققه بفضل المساعدة التي يمكن أن يقدمها الشباب أمثال أولئك الذين انخرطوا في صفوف الشبكة المتحدة لبناة السلام الشباب الذين يحضر بينكم عدد كبير منهم". ووجَه "كي مون" كلامه إلى الشباب الحاضرين قائلا "إنكم جزء من أوسع جيل من الشباب عرفه التاريخ وإنكم لتجتمعون في لحظة قد لا يجود بها التاريخ ثانية إذ يستعد قادة العالم لاعتماد تصور عالمي جديد للتنمية المستدامة في الشهر المقبل". وأضاف "إن أهداف التنمية المستدامة ترمي إلى تمكين الناس قاطبة من أن يعيشوا حياة كريمة بحلول العام 2030، وهو العام الذي سيكون فيه عدد كبير منكم قد بلغوا سن الرشد، ولعل هذا ما يحملني على أن أطلق على الجيل الحاضر جيل أهداف التنمية المستدامة". ونوه بأن هناك عددًا لا يحصى من منظمات الشباب التي ترنو إلى تحقيق السلام لا إلى إشعال نار الحرب، ومع ذلك ففي البلدان التي تمزقها النزاعات لا تملك تلك المنظمات التأثير ولا القدرة ولا المال لكي تعمل بفعالية إنها تشاطرنا مُثُلنا وتستحق منا أن نجزل لها المساعدة". وقال "إن الشباب يمكنهم، بفضل الدعم المناسب، أن يرسوا دعائم السلام ويعززوا المصالحة ويحققوا الحكم الديمقراطي"، داعيًا ممثلي الحكومات والمؤسسات المانحة وشركاء المجتمع المدني إلى دعم هذه المبادرات الشبابية القيمة.