استباقا لتصعيد محتمل بين النقابات العمالية والحكومة خاصة في قطاعات هامة مثل التعليم والصحة والمناجم، بادر الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إلى الالتقاء اليوم الثلاثاء، بكل من الأمين العام للمنظمة النقابية حسين العباسي، ورئيسة منظمة الأعراف وداد بوشماوي. وبحسب بلاغ للرئاسة التونسية، فإن اللقاء الذي تم بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد، ورئيس البرلمان محمد الناصر، قد تناول الوضع العام بالبلاد، خاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، والسبل الكفيلة بالنهوض بهذين المستويين ضمن مسار دعم الوفاق بين مختلف الأطراف. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين اتحاد الشغل، أهم منظمة نقابية في تونس، والحكومة تعرف حالة من البرودة، مثلما أكد ذلك بلقاسم العياري، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل في تصريح ل"العربية.نت". وقال العياري إن الحكومة مطالبة بتطبيق تعهداتها والتزاماتها مع الجانب النقابي، في إشارة إلى وجود تهرب من قبل الحكومة، عن الإيفاء بتعهدات سابقة مع النقابات في عدد من القطاعات. يأتي لقاء السبسي بالأطراف الاجتماعية الرئيسية من أجل تجاوز الخلافات حول الملفات الاجتماعية العالقة، بين النقابات من جهة والحكومة والأعراف (أصحاب المؤسسات الخاصة) من جهة أخرى. وأفاد الرئيس التونسي، في تصريح عقب اللقاء "أن الحوار المطوّل الذي دام قرابة الثلاث ساعات كان موضوعيا ومفيدا، وفتح المجال لتبادل الآراء فيما يخص الملفات الوطنية المهمة". وأضاف أنه "شهد اتفاق جميع الأطراف على العمل المشترك لخلق المناخ الإيجابي الكفيل بإخراج البلاد من الأوضاع الحالية"، مؤكدا مسؤولية الجميع بخصوص تحقيق التنمية ومقاومة الإرهاب. وقال الرئيس السبسي إن الحوار بين مختلف الأطراف سيضل متواصلا، وإن اللقاء سيتجدّد يوم 7 سبتمبر القادم، مبديا تفاؤله بالتوصل إلى نتائج تخدم مصلحة البلاد.