لم تنتهِ أزمة الصرف الصحي في منطقة الفلكي وعزب الإصلاح في حي المنتزة أول بالإسكندرية حتى ظهرت أزمة جديدة في حي المنتزة ثاني، حيث غرقت شوارع وأزقة منطقة المعمورة البلد فى مياه المجاري منذ، أمس الإثنين، وسط تجاهل وصمت من مسئولي المحافظة ومسئولي شركة الصرف الصحي في الحي. وأغرقت المياه المنازل، وذكر أحد السكان ويدعى أحمد الشناوي أن مياه الصرف الصحي تهدد المنازل القديمة التي تم بناؤها منذ عشرات السنين قائلًا "منتظرين العمارات تقع على دماغنا في أي وقت". ومن بين الشوارع التي غرقت في مياه الصرف في "المعمورة البلد" شوارع التين وابن النفيش وكعموش وهى شوارع مكتظة بالسكان منذ سنوات ويعاني أغلبها من ضيق المساحة وعرض الشارع ما يجعل دخول سيارات الصرف الصحي شبه مستحيل. أما سبب تهالك شبكة الصرف وتعرض المنطقة للغرق فقال المهندس أيمن قاسم، أحد سكان شارع التين، إن التوسع العمراني الذي شهدته المعمورة في وقت الانفلات الأمني منذ ثورة يناير هو الذي أثر على شبكة الصرف الصحي وجعلها متهالكة تمامًا. وأضاف قاسم أن منطقة حوض الطماطم المعروفة في المعمورة كانت عبارة عن أرض زراعية تمامًا وجاء عدد من المقاولين وقاموا بتبوير الأرض وحولوها إلى أبراج ووحدات سكنية مما أدى إلى ضغط شديد على محطات الصرف القريبة من المعمورة. ولم يقتصر الأمر على شوارع "المعمورة قبلي" فقط بل امتد ليشمل شوارع "المعمورة البحرية" التي تقع في الجهة المقابلة، وأكد عدد من السكان أن شارعيّ العبد وصيدلية العائلات يغرقان أيضًا في مياه الصرف منذ يومين دون تدخل أي من المسئولين. واستنكر إبراهيم المليجي، أحد السكان، ما يحدث في "المعمورة البلد" بعد أن كانت من أهم مناطق الإسكندرية حيث كان يعيش فيها السلطان حسين كامل الذي شيد قصرًا في مياه البحر أمام المعمورة البلد، كما أن الملك فاروق زرع آلاف النخيل بالقرب من المنطقة وقتما كان يقيم فى قصر المنتزة. واختتم المليجي: الأوضاع الحالية للمعمورة تؤكد أنها سقطت من حساب المسئولين.
من ناحية أخرى لا تزال أزمة مياه الشرب الملوثة تضرب عدد من مناطق الإسكندرية بعد أزمة انقطاع المياه، أمس الإثنين، عن 8 مناطق متفرقة في حي المنتزة وتعرضت مناطق جديدة، اليوم الثلاثاء، إلى تلوث المياه وتغير لونها. وذكر نبيل عبد الحليم، أحد سكان شارع عبد القادر الطلخاوي بالعجمي: "تحول لون المياه إلى اللون الرصاصي بالإضافة إلى انبعاث روائح كريهة من المياه". وأضاف عبد الحليم: "السكان تعودوا على هذا النوع من المياه ولم يلجأوا إلى الشكاوى نظرًا لأن المسئولين لم يسألوا في أحد". وتكرر الأمر في شارع فضة بالهانوفيل وهو أحد أهم شوارع الحي حيث أكد أحد السكان أن المياه تحتوي على كمية كبيرة من "الرغاوي" وذات طعم غريب. أما في منطقة أبو تلات، غرب الإسكندرية، فقال خالد عوامي إن المياه ذات لون جيري أبيض وتنقطع من الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة عصرًا كل يوم دون أن يلتفت أي من مسئولي شركة المياه إلى الأمر. ولا تزال أزمة انقطاع المياه عن مناطق سيدي بشر والمنتزة مستمرة لليوم الثاني على التوالي وأكد مصدر داخل شركة مياه الإسكندرية أن الانقطاع بسبب عطل في خط ال 1000 الذي يغذي تلك المنطقة وجاري إصلاحه في أسرع وقت ممكن.