تخليد ملحمة إغراق المدمرة إيلات    فيصل مصطفى يكتب: "البريكس" تحرر الاقتصاد العالمي من هيمنة الدولار    غلق باب الترشح لدورة انتخابية جديدة في 11 اتحاد أولمبي    الدوري السعودي، النصر يتعادل مع الخلود 22 في الشوط الأول    ضبط طن دقيق مدعم في الإسكندرية قبل تهريبه إلى السوق السوداء    5 مصابين في انقلاب سيارة ملاكي بطريق شبرا بنها الحر    محمود حميدة: صناعة السينما الأثقل في التاريخ    غير مرغوب به    رئيس جهاز الشروق: الانتهاء من رصف المرحلة الأولى للمحور الشرقي للمدينة    استولوا على 10 ملايين جنيه.. غدا أولى جلسات محاكمة 17 متهما في قضية فساد «الجمارك الكبرى» الجديدة    ارتفاع طفيف في سعر الذهب اليوم في مصر بحلول التعاملات المسائية    الفنان أحمد عصام يستقبل عزاء والدته في مسجد المشير.. الأحد    غدا.. قصور الثقافة تطلق المرحلة الثالثة لورشة اعتماد المخرجين الجدد    «الصحة» تنظم جلسة حوارية حول «حماية أنظمة الرعاية الصحية ضد التهديدات السيبرانية»    وفد من معهد الدراسات الدبلوماسية يزور بروكسل    القاهرة الإخبارية: الجنائية الدولية تستبدل قاضيا رومانيا يدرس طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    أبرز أحكام الأسبوع| تأجيل محاكمة أحمد فتوح والحبس 3 سنوات للمتهمين في واقعة سحر مؤمن زكريا    حزب الله يستهدف تجمعا لقوات الاحتلال ويصيب دبابة ميركافا بصاروخ موجه    بعد استخدامه في عرض مؤخرا.. «الشروق» يستعرض رأي المسرحيين بشأن المخاوف والتطلعات لعالم الذكاء الاصطناعي    المؤتمر العالمي للسكان .. جلسة حوارية بعنوان «رأس المال البشري وصحة السكان»    مشكلة خفية تسبب الإصابة بالنوبة القلبية- احذر الأعراض    مضاعفات نقص المغنسيوم في الجسم.. تعرف عليها    "سوهاج" على الخريطة السياحية المصرية.. كنوز أثرية تمثل مختلف العصور    محمود حميدة: «تكريمي في مهرجان الجونة خلاني أعرف قيمتي عند الناس»    وزير الأوقاف والمفتي ومحافظ السويس يشهدون احتفال المحافظة بالعيد القومي    أم إبراهيم.. 5 سنين بتأكل زوار إبراهيم الدسوقي بكفر الشيخ: كله لوجه الله    المفتي ووزير الأوقاف يقدمان التهنئة لأبناء السويس في العيد القومي    خبراء الضرائب: الاتفاقية الدولية لمكافحة التآكل الضريبي تتيح لمصر 5 مليارات دولار سنويا    الكشف على 327 مواطنًا في قافلة طبية مجانية بعزبة الأقباط بمنوف    هيئة الدواء المصرية تصدر قرارا بضبط وتحريز كريم مشهور لعلاج الحروق    إيد واحدة.. حملات للتحالف الوطني لطرق أبواب الأسر الأولى بالرعاية بالبحيرة.. وجبات ساخنة للفئات الأكثر احتياجا ودفع مصاريف المدارس للأيتام    مواقيت الصلاة .. اعرف موعد صلاة الجمعة والصلوات الخمس في جميع المحافظات    خطيب المسجد الحرام: شعائر الدين كلها موصوفة بالاعتدال والوسطية    هل يحاسب الرجل على تقصير أهل بيته في العبادة؟.. رأي الشرع    بدء المؤتمر العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.. صور    المحطات النووية تعلن انتهاء تركيب المستوى الأول لمبنى المفاعل بالوحدة الثانية    افتتاح مسجد الرحمن بمنطقة "ابن بيتك" شرق النيل ببني سويف    سكرتير عام مساعد بني سويف يتفقد مخر السيل وبحيرات التجميع استعدادا لموسم الأمطار    بعد انخفاضه.. ماذا حدث لسعر الذهب اليوم في مصر بمنتصف التعاملات؟    صحة غزة تعلن مقتل 38 شخصا في قصف إسرائيلي على خان يونس    الإثنين.. مجلس الشيوخ يناقش مد العمل بقانون إنهاء المنازعات الضريبية    المركز القومي للسينما يفتتح معرض "بين الشاشة واللوحة".. صور    وزير الري: إعداد خطة عاجلة لضمان مرور الموسم الشتوي بدون أزمات    أسعار البيض المستورد في منافذ وزارة التموين.. ضخ 10 آلاف طبق أسبوعيا    مركز الأزهر العالمي للفتوى: الإخلاص في العمل يغير الإنسان والمجتمع    أستاذ علوم سياسية: الجهود المصرية خارج التقييم وتصورات الرئيس تأخذ في عين الاعتبار    خبير: المواطن الأمريكي يشتكي لأول مرة من ارتفاع تكاليف المعيشة    خلال 24 ساعة.. تحرير 617 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    القبض على عصابة تزوير المحررات الرسمية بالبحيرة    جثة قتيل بالرصاص تثير لغزًا في أطفيح    إعادة محاكمة متهم بأحداث عنف الزيتون| غدا    تين هاج يفسر قراره المفاجئ بشأن مزراوي    هنري: مبابي لا يقدم الأداء المطلوب مع ريال مدريد    غدا.. النادي المصري يعقد عموميته العادية    ميدو: شيكابالا قائد بمعنى الكلمة..ولم يسعى لأخذ اللقطة    سوليفان: واشنطن لا تسعى لتغيير النظام في طهران    كولر أم محمد رمضان ؟.. رضا عبد العال يكشف سر فوز الأهلي بالسوبر المصري    إمام عاشور وسط أفراح السوبر: أنا نيجيري مش مصري!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظات مصر.. بلاد في حضن النيل لا تعرف المياه
نشر في التحرير يوم 27 - 07 - 2015

مصر هبة النيل، هكذا وصفها المؤرخون، وتغزَّل الشعراء فى النيل، قائلين «نيلك اتولد قبل الهرم وباعطش يا نيل للسلسبيل»، ولكنهم لم يعلموا أن أهلها على موعد مع العطش والموت بسبب تلوّث المياه وعدم صلاحية المحطات وتهالكها. فهنالك الصدأ، وارتفاع نسب الأملاح، وعدم صلاحية المحطات الأهلية، وتهالك البنية التحتية، وعدم مطابقة الشروط والمواصفات، والعجز فى توفير المياه فى أغلب المحافظات، كلها مشكلات تعانى منها المحطات من الإسكندرية إلى أسوان، وسط تجاهل المسؤولين وعدم توفير الصيانة اللازمة للمحطات، وفى النهاية يقع المواطن ضحية الإهمال، إما يُحرم من مياه الشرب بالشهور، وإما يحصل عليها ملوّثة وغير صالحة للاستخدام الآدمى.
«التحرير» حاولت رصد حال المحطات فى محافظات مصر المختلفة، لتدق ناقوس الخطر حول تهالك البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحى بالمحافظات، وتنذر بثورة عطش قادمة لا محالة!
سوهاج - عبد الرحمن أبو رية:
فى الوقت الذى يؤكد فيه المسؤولون بشركة المياه سلامة محطة البلينا فى سوهاج، فإن أكثر من نصف مليون مواطن بالمدينة يؤكدون معاناتهم من ضعف مياه الشرب.
سامر محمد يقول «طوال شهر كامل والمياه تصل ضعيفة إلى المنازل، فضلًا عن ظهور رواسب وتغيير فى اللون والرائحة»، ويضيف حسنى موسى من قرية العرابة أن «الأهالى تقدموا بعدة شكاوى بسبب مشكلات محطة مياه البلينا، مطالبين بتغيير بعض الخطوط الرئيسة لقدمها وتهالكها على مدار سنوات».
وفى المقابل، فإن اللواء محمود نافع، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة سوهاج، أكد أن مياه محطة البلينا مطابقة للمواصفات العالمية وتخضع لإشراف كامل من وزارة الصحة والسكان، معللًا مشكلات المياه بأنها تتفاعل مع الصدأ فى الصنابير، مطالبًا المواطنين بتوصيل خطوط بلاستيكية لتفادى أى مشكلات.
المنيا - محمد الزهراوى:
بسبب ما وصفوه بالإهمال الذى يضرب محطات الترشيح، والتى تتسبب فى تلوث المياه.
«التحرير» حاولت التعرُّف على الأسباب التى تؤدّى إلى تلوث مياه الشرب، مخترقة إحدى محطات الشرب بالمنيا، رغم التعليمات المشددة بعدم دخول غير العاملين بها.
المحطة تعانى إهمالا شديدا من تلوث الأحواض الثلاثة التى تستقبل المياه التى يتم سحب المياه منها، حيث تتردد بعض الحيوانات والطيور عليها، وقيامها بالشرب منها، بالإضافة إلى انتشار «ورد النيل» بها.
ورصدت «التحرير» عدم وجود أى من المهندسين والكيميائيين داخل المحطة على مدار يوم كامل، وأن من يؤدى عمل المهندس هو عامل المحطة، الذى شرح لنا كيفية العمل وكأنه مهندس متمكن، بداية من استقبال المياه فى الأحواض، وإضافة نسب من الشَّبَّة والكلور إليها حتى وصولها إلى أحواض الضخ.
وأوضح المهندس إبراهيم خالد، رئيس مجلس إدارة شركة المنيا لمياه الشرب والصرف الصحى، أن تكلفة الصيانة بالمحطات حسب نوع العطل، موضحًا أنه فى أغلب الحالات لا توجد تكلفة كبيرة، خصوصًا أن الشركة بها فريق صيانة، وأنه فى حالة كسر الماسورة الرئيسية فإن التكلفة وقتها تقدر بنحو 50 ألف جنيه.
الأقصر - هدى الأمير:
تمتلك محافظة الأقصر عددًا من محطات المياه، وتعد المحطة الرئيسية بشارع خالد بن الوليد من أهم المحطات على مستوى المحافظة، إلا أنها تعانى وجود مشكلة خطيرة تؤثّر على درجة نقاء المياه، ويرجع ذلك إلى قيام إدارة أحد الفنادق المطلة على النيل بإنشاء «بنتون عائم» من الحديد والصاج بأبعاد (48× 18) مترًا، وارتفاع 4 أمتار، وتشغيله كمطعم عائم دون ترخيص. وتكمن الكارثة فى اقتراب ذلك البنتون من خراطيم سحب مياه الشرب التابعة للشركة القابضة للمياه والصرف الصحى، حيث تفصل 5 أمتار فقط بين البنتون والخراطيم على الرغم من أن قواعد السلامة الموضوعة من جانب شركة المياه تقتضى وجود مساحة 15 مترًا.
ومن جانبه، أوضح المهندس محمد يحيى، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر، أن ضعف المياه بقرى ومراكز مدينة إسنا يرجع إلى اتباع نظام توصيل المياه عن طريق المناوبة، مؤكدًا انتهاء العمل بذلك النظام فور توصيل شبكات المياه بمحطة مياه الشرب بالشيخ مسكين بقرية النمسا، والتى تعمل بقدرة 700 ألف م3.
قنا - إسراء محارب:
شهدت محافظة قنا منذ ثلاثة أشهر حالة تسمم جماعى، بسبب مياه الشرب بقرى شرق النيل بنجع حمادى، وتبيّن من التحاليل أنها غير صالحة للاستخدام الآدمى، وغير مطابقة لمعايير المعادن الثقيلة الواردة بقرار رقم 458 لسنة 2007، نظرًا لارتفاع نسبة الألمنيوم عن الحدود المقررة، وكذا أثبتت التحاليل المرفوعة من مياه الشرب القادمة من مرشح القصر، والذى يخدم قرى القصر والرحمانية والصياد والقناوية، ارتفاع نسبة الألمنيوم إلى 0.56%، الأمر الذى تسبب فى ارتفاع معدلات الفشل الكلوى بين أهالى تلك القرى، والذين تقدموا بعدة شكاوى إلى المسؤولين والجهات الرقابية المختصة.
ويرى جمال عبد الخالق، موظف، أن تلوث مياه الشرب بالقرى تكوّن لأسباب عدة، منها وجود المأخذ الخاص بالمرشح على مقربة من شاطئ النيل، وتعرضه للرواسب والمخلفات الموجودة على جانبيه، إضافة إلى أن مواسير نقل المياه قديمة ومتهالكة، فضلا عن عدم وجود خطط مستمرة لتطوير المرشح القديم وتفعيل الرقابة عليه.
محمد حسن، مدير مرشح القصر، أكد قيامهم بأخذ عينة من المياه، ثلاث مرات أو أكثر، فى الوردية الواحدة، وقياس نسبة الكلور بها، موضحًا أنه تتم معالجتها باستخدام الكلور بنسبة من 3 إلى 5 أجزاء فى المليون، للتخلص من الديدان والطفيليات، وتتم إضافة «الشَّبَّة» بنسبة 12%، لترسيب الشوائب العالقة
الشرقية - محمد عودة وإسلام الشاذلي:
لم تكن أزمة تلوُّث مياه الإبراهيمية فى محافظة الشرقية الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، لأن المحافظة تأتى على رأس المحافظات التى تشهد ترهُّلًا واضحًا فى منظومة مياه الشرب والصرف الصحى، حيث الإهمال الجسيم من قبل المسؤولين دون تدخُّل لمواجهة تلك المشكلات والعقبات التى يدفع ضريبتها المواطن البسيط. تضم الشرقية 190 محطة لتنقية مياه الشرب، تعمل على إنتاج 185 مليونًا و394 ألفًا و158 مترًا مكعبًا من المياه سنويًّا فى مختلف المدن والمراكز، إلا أن المراكز الشمالية لا يزال عدد كبير من قراها يفتقد قطرة المياه بسبب قلة عدد المحطات الذى يتراوح بين محطة واحدة كما هى الحال فى مدينة الصالحية، وبين 5 محطات كما هى الحال فى الحسينية، رغم اتساع النطاق الجغرافى لتلك المدن والمراكز.
مركز الزقازيق يضم 45 محطة لتنقية المياه، منها محطة مياه شرب الزقازيق التى تقع على طريق الكورنيش، وتضم بين أسوارها 3 محطات لتنقية المياه، لا تعمل جميعها وَفقًا للاشتراطات المتعارف عليها، حيث إن المحطتَين الأولى والثانية قديمتان ومتهالكتان وتعانى كل واحدة منهما من إهمال جسيم ممثلًا فى كميات الصدأ الذى ينتشر بالداخل، فضلًا عن عدم مطابقة الأحواض والمرشحات للمواصفات، بما يجعلها عرضة لضخ مياه غير منقاة تنقية كاملة إلى الشبكات الأهلية. وقال مصدر مسؤول بشركة المياه إن المحطات لا تعمل بكامل قوتها، وتنحصر معدلات التشغيل عند منتصف طاقة المحطة
المنوفية - عاشور أبو سالم:
أحد المسؤولين بمحطة تنقية المياه بمركز منوف رفض ذكر اسمه، اعترف بأن هناك انعدام ثقة من الأهالى فى جودة المياه الناتجة عن المحطة بعد وقائع التسمم، بالرغم من أن نحو ثلاثة معامل تابعة الوزارة الصحة والمعامل المركزية للشركة القابضة وكذلك معمل المحطة تتابع نتائج تحاليل العينات العشوائية بشكل دورى.
وبينما كان يظهر الصدأ على العديد من المعدات الموجودة فى المحطة قال أحد العاملين بها، (فضل عدم ذكر اسمه أيضا): «لم يتم تسليم العمال فى المحطة اى معدات جديدة يتم استخدامها فى أعمال الصيانة منذ افتتاح المحطة، فالأدوات رغم أنها جديدة لكن عمرها الافتراضى اقترب من الانتهاء».
ويشتكى أهالى قرى كمشوش وفيشا الكبرى والصغرى من مشكلات المياه والرواسب الموجودة فيها والتى يتم الدفع بها من محطة تنقية المياه بمنوف.
البحر الأحمر - حسن مختار:
لا تمتلك محافظة البحر الأحمر محطة مياه خاصة، وتعتمد فى مياه الشرب على محطتَى «الكريمات» ببنى سويف وقنا، عبر مواسير ممتدة فى الصحراء إلى مدن رأس غارب وسفاجا والغردقة والقصير ومرسى علم وشلاتين، ولذا نجد قدرة إنتاجية ضعيفة، ومياهًا لا تكاد تصل إلى المحافظة، فالأهالى يعتمدون على مياه الخزانات ومحطات تحلية المياه المتمثلة فى محطتَى رفع المياه «الغردقة» و«سفاجا»، وتُحرم المحافظة من نقطة مياه صالحة للشرب فى حالة حدوث أى عطب فى هاتين المحطتَين.
«التحرير» تجوَّلت داخل محطة «سفاجا»، لرصد حركة العمل من الداخل، فهناك فُرش السلك والكلور المستخدمة لتطهير خزانات المياه من الجراثيم، ومن ثَمَّ شطفها وتعقيمها، كما أنه يحدث تطهير دورى كل 6 أشهر، عن طريق غسيل الخزانات بكميات كبيرة من الكلور، لتطهيرها من الجراثيم والميكروبات والطحالب والحشرات، ويتم شطفها وتعقيمها مرة أخرى قبل ملئها.
المهندس يحيى صديق، رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالبحر الأحمر، أكد أن كمية المياه التى تدخل الغردقة يوميًّا 50 ألف متر مكعب، مشيرًا إلى أن نسبة العجز فى المياه بمدينة الغردقة تصل إلى 50%، نظرًا للتوسعات العمرانية والإنشاءات السياحية، ونسب العجز فى باقى المدن 40% تقريبًا.
الوادي الجديد - هدير آدم:
محطات مياه الشرب بالوادى الجديد تعتمد على المياه الجوفية من الآبار والعيون، حيث تمتلك المحافظة 13 محطة مياه شرب بمدينة الخارجة.
ورصدت «التحرير» محطة مياه طريق الداخلة التى تضخ مياهًا لأهالى حى السلام وطريق الداخلة والمناطق المجاورة بمدينة الخارجة، حيث يغطى المحطة عدد كبير من الحشائش.
وداخل إحدى محطات المياه بمدينة الخارجة رصدنا مراحل تنقية مياه الشرب التى تصل إلى المواطنين، حيث اشتكى الأهالى من المياه التى تصل إلى المنازل، مؤكدين أنها تميل إلى الاحمرار الشديد، وذلك بمحطات حى المروة وحى المجاهدين وحى السلخانة بمدينة الخارجة.
وأوضحت المهندسة نبيلة حسن، مدير مرفق المياه بالوادى الجديد، أن هذه المشكلة بسبب أعطال فى فلاتر تنقية المياه، والتى تصل تكلفة إصلاحها إلى نصف مليون جنيه.
الإسكندرية - محمد مجلى ومحمد البدرى وعمرو أنور وهدير عصام:
11 محطة مياه بمحافظة الإسكندرية، تنتج نحو 3 ملايين متر مكعب من المياه يوميًّا، لكنها لا تكفى لتغطية أرجاء المحافظة، فهنالك مناطق عديدة بغرب وشرق الإسكندرية محرومة من المياه، بينما تعانى مناطق أخرى من ضعف شديد، بينما تتسبب عوامل الطبيعة فى تلوّثها.
جولة «التحرير» بتلك المحطات كشفت أن التوسُّع العمرانى شرقًا وغربًا وانتشار ظاهرة البناء المخالف والعوامل الطبيعية من سوء صرف ومصانع تشع مواد ملوثة أثَّرت على عمل تلك المحطات، التى عفا على معظمها الزمن بعد أن تهالكت وأصبحت تؤدّى عملها بصعوبة، وكانت النتيجة انقطاع المياه بصورة دائمة بمناطق فيصل وأبيس والعوايد وقرى المنتزه والدخيلة والعجمى، وغيرها من المناطق، وضعيفة إلى حد كبير، مما يعكس سوء حالة تلك المحطات.
وأوضح مصدر بشركة مياه الإسكندرية أنه كان قد تم تنفيذ مشروع زيادة سعة المحطة بمقدار 140 ألف متر مكعب يوميًّا، ثم تم تعزيزها بمشروع آخر عام 1992، لتصل إلى 380 ألف متر مكعب يوميًّا، بينما بلغت السعة الإنتاجية للمحطة عام 2004 نحو 420 ألف متر مكعب يوميًّا، لتخدم قرابة 1.2 مليون نسمة.
وأكدت مصادر أن محطة الدخيلة تعانى من الإهمال وسوء المتابعة، وذلك بسبب وجود المحطة بين «مثلث الموت»، وهو مصنع «حديد عز» من جانب، ومصنع إنتاج «البوليسترين» من جانب آخر، بالإضافة إلى حاصد الأرواح الثالث مصنع «أسمنت وادى القمر».
ومن داخل المحطة، أكد المهندس رضا إسماعيل، أحد مهندسى محطة رفع مياه الدخيلة، أنه رغم شكاوى المواطنين فإن محطة مياه الدخيلة هى أقوى محطات الرفع، فهى تحصل على حصتها من المياه من محطة إنتاج «المنشية 1»، بمحرم بك، وسط المدينة، عبر 3 خطوط، يتراوح فيها قطر كل خط من 1000 إلى 1500 مللى، لتبدأ فى تخزينها، لبدء عملية الضخ، وتكفى المنازل حتى الطابق الرابع.
أسوان - عوض سليم:
فى الوقت الذى خدمت فيه الطبيعة محافظة أسوان بوضعها على بوابة نهر النيل فى مصر، والتى يمتد منها أول روافده حتى فرعَى رشيد ودمياط، فإن ذلك لم يعفِ المحافظة من ضعف وانقطاع مياه الشرب، نظرًا لتقادم مشروعات ومحطات مياه الشرب داخل المحافظة، والذى تسبب فى معاناة الأهالى، خصوصًا خلال فترات فصل الصيف، وتحديدًا قرى ومناطق الشلال والصداقة والمحمودية بمدينة أسوان والصعايدة والرمادى بإدفو ومنطقة البيارة بكوم أمبو ووادى النقرى بنصر النوبة.
وتأتى فى مقدمة المشروعات التى تحتاج إلى إحلال وتجديد وأعمال توسعات، محطة جبل شيشة جنوب مدينة أسوان، والتى تعتبر من أحدث محطات مياه الشرب، وافتتحت عام 2008، ولم تستكمل حتى الآن المرحلة الثانية، بسبب عدم الموافقة على الاعتماد المالى للمحطة لرفع طاقتها الإنتاجية من 800 لتر/ ثانية إلى 1600 لتر/ ثانية، أى ما يوازى مضاعفة قدرة المحطة من 68 ألف م3/ساعة إلى 136 ألف م3/ ساعة، لتغطية احتياجات مياه الشرب لمدينة ومركز أسوان، حتى قرى أبو الريش والأعقاب.
محافظة أسوان دخلت فاصلًا من الجدل مع المسؤولين بوزارة الإسكان والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وحتى على مستوى مجلس الوزراء، والذى وافق منذ عام 2013 على استكمال المشروع بعد أن اعتمد له نحو 180 مليون جنيه، إلا أن الاعتماد لم يخصص حتى الآن بسبب تعنُّت الحكومة دون سبب واضح.
أهالى مدينة أسوان، خصوصًا المناطق المرتفعة، عانوا أشد المعاناة بسبب عدم استكمال المشروع، نظرًا لضعف وانقطاع المياه عنهم لفترات زمنية متباعدة، لا سيما أهالى مناطق الصداقة والمحمودية وخور عواضة والناصرية والحكروب والأعقاب وأبو الريش شمال مركز أسوان.
الغربية - مصطفى الشرقاوي ومحمود الرفاعي:
يعانى المواطنون بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية منذ فترة انقطاعًا شبه مستمر لمياه الشرب، بخلاف وصولها صفراء أو سوداء اللون، مما تسبب فى حالة من الغضب والاستياء لديهم، بسبب عدم وجود أعمال التطوير والتجديد داخل المحطات.
أحد المصادر من داخل شركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أفاد أن محطة منشية البكرى التى سوف تنتج 400 لتر فى الثانية، كان من المفترض أن يتم ربطها بمحطة مياه الشركة بعد أعمال الإحلال والتجديد ورفع الكفاءة، حتى تتناسب مع المحطة الجديدة، ليصبح إنتاج المحطة فى الثانية الواحدة 1000 لتر، مشيرًا إلى أن محطة منشية البكرى حتى الآن متوقفة، ولم يتم استكمال بنائها وشراء المعدات لها، بسبب عدم صرف الاعتمادات المالية المخصصة لها.
نفس الحال فى محطة دروان الشركة، حيث لم يتم إجراء أعمال التجديد والإحلال بها، مشيرًا إلى أنها تنتج فى الثانية الواحدة 300 لتر، وبعد أعمال التجديد والإحلال سوف تنتج 700 لتر، مؤكدًا أن كل الأعمال على ورق فقط ولا يوجد تنفيذ.
كما أشار أيضًا إلى أن محطة مياه دمرو، التى افتتحها وزير الإسكان منذ شهور قليلة، لم تعمل بطاقتها الكاملة المتفق عليها مع وزير الإسكان، وذلك بسبب أن مواسير المياه أصبحت قديمة جدًّا، ولا تستحمل ضغط المياه الخارج من المحطة، موضحًا أن المحطة تنتج فى الثانية 1000 لتر، لتغذية مركز المحلة الكامل.
أسيوط - طارق عبد الجليل:
فى محافظة أسيوط أكثر من 10 محطات مياه شرب مرشحة، تتوزع على مراكزها الرئيسية، أكبرها محطة مياه أسيوط بنزلة عبد اللاه.
وتعتمد أسيوط على مصدرَين للمياه، وهما محطات مياه على النيل وأخرى عن طريق الآبار الجوفية، حيث تعانى المحافظة من صعوبات فى تنفيذ محطات أخرى للمياه على مجرى النيل، بسبب نقص التمويل، حيث ما زالت محطات ديروط والقوصية وصدفا والغنايم تحت الإنشاء، بينما لا تزال محطات أخرى لا تعمل بطاقتها نتيجة عدم اكتمال الأعمال.
ويوجد بمحافظة أسيوط أكثر من 300 بئر من إجمالى 1300 بعدد من القرى والمدن، تم إغلاقها لعدم مطابقتها للمواصفات البكتولوجية والصحية وعدم مطابقتها للمواصفات الفنية والهندسية منذ العام الماضى حتى الآن، بينما تقوم شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة على رفع المواتير الخاصة بالآبار المغلقة وتدعيم آبار أخرى للسيطرة على عمليات ضعف المياه بالقرى البعيدة.
«التحرير» حاولت رصد الموقف داخل إحدى محطات المياه بقرية مسرع، حيث العمل متوقف بالمحطة التى تغذى أكثر من 3 قرى أخرى، بسبب زيادة نسبة الأملاح والرواسب التى وصلت إلى 155٪، ومن المفترض أن لا تزيد على 50٪، حيث تسببت المياه فى عديد من الأمراض لأهالى القرى.
الدقهلية - محمد الشيخ:
أكد المهندس عبد الحكيم الباز محمود، مدير عام محطة ميت خميس بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، أن المحطة بمواصفات عالمية، وأنها حاصلة على درع «TSM Egypt» العالمية للمرة الثانية على التوالى.
ورغم وجود محطات كبيرة بالمنصورة، فإن أهالى عزبة الصفيح بالمدينة يعانون من انقطاع مياه الشرب عنهم منذ أكثر من 30 يومًا، الأمر الذى أجبرهم على صيام ليل رمضان مع نهاره عن المياه، ولم يجدوا خلال الشهر الكريم إلا نقل فناطيس المياه إلى منازلهم يوميا كحل بديل عن استمرار انقطاع المياه، ونظم الأهالى وقفة احتجاجية أمام محطة مياه الشرب بحى شرق المنصورة، مستغيثين برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومحافظ الدقهلية، لسرعة التدخل لحل هذه المشكلة وسط شكاوى عديدة من إهمال وتكاسل المسؤولين بشركة مياه الشرب بالمحافظة.
بينما طالب أهالى مدينة المنزلة، محافظ الدقهلية حسام الدين إمام، بزيارة المدينة، بعد انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة على مدار اليوم، خصوصًا فى الشوارع والأحياء البعيدة عن مدخل المدينة من اتجاه مدينة الجمالية، حيث محطة مياه الشرب.
كما يعانى أهالى قرية الدراكسة التابعة لمركز منية النصر، ندرة مياه الشرب وانقطاعها عن أماكن كثيرة بالقرية منذ قرابة 20 يومًا، واعتمادهم على الطلمبات الحبشية فى الشرب والطهى والاستحمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.