وسط جميع الأخبار المستفزة الملازمة لحكم الإخوان، توقفتُ أمام خبر اجتماع خيرت الشاطر بوزير الداخلية الأسبوع الماضى لمناقشة الأوضاع الأمنية، ولن أتحدث عن بقية الأخبار التى تتناول تصدّره الوساطة مع جبهة الإنقاذ أو توسطه لبيع مثلث ماسبيرو لقَطَر حتى تتأكد تلك الأخبار شديدة الاستفزاز! لكن بخصوص لقائه مع وزير الداخلية الذى أكدته جميع الصحف، أوكيه.. الشعب المصرى فى نظرهم ليس أكثر من شوية قراطيس، بس ما تقرطسوناش قوى كده! يعنى أن يكون بين الشاطر ووزير الداخلية موبايلات ومسجّات وميسدات، ماشى وهنبلعها، لكن أن يذهب إليه علنًا ويجتمعان، ثم بمنتهى البجاحة يعلنان عن سبب اجتماعهما، لأ بقى! وهنا لا بد أن نتساءل عن أبو تلك الشغلانة الرسمية لخيرت الشاطر التى تجعله شاطح ناطح هكذا! لو كان ذهب إلى الوزير لأنهم أصحاب وهيدردشوا دردشة ولاد وهيتكلموا عن بنات ويشربوا سجاير وحاجات كده، ماشى، لكن أن يناقشا الأوضاع الأمنية فهذا بصفته إيه بالصلاة عَ النبى؟ هل تولَّى مثلا منصب رئيس وزراء كده وكده، أو منصب رئيس جمهورية على ما تفرج؟ إذا كانت تلك الوظائف قد أُضيفت إلى هيكل الدولة فلماذا لم يخبرونا علشان نوزّع موغات؟ ولماذا أصلا أعلنوا عن هذا الاجتماع؟ واضح أن الجماعة ترانا فتحى الذى اختبأ لزوجته فتحية تحت السرير ليظبطها مع عشيقها، وعندما سمعها تعدد محاسنه لعشيقها خرج إليها شاكرا قائلا: «أصيلة يا فتحية»! فهل ينتظر الشاطر أن نحييه على حَشْرة مناخيره فى الحكم ونقوله: «أصيل يا خيرت»؟ أفهمت الآن لماذا صدر أمر ترقُّب وصول لعلياء المهدى التى تخلع ملابسها برّه؟ بجانب أنهم يريدونها أن تخلع ملابسها فى بلدها الحبيب مصر، لكن من الواضح أن هناك منافسة بين الجماعة وعلياء على الخلع! كلاهما ليس لديه ذرة حياء رغم أن الحياء شُعبة من شُعب الإيمان يا إخوان يا مسلمين.. والغريب أيضا يا أخى أن ما يكشفونه هم وعلياء مقرف ومقزز! فعندما يخلعون ترى ما يدفعك إلى القىء والغثيان! والأهم من هذا وذاك، بأمارة إيه ما زالت الجماعة تترك قيادة الأمور فى يد الشاطر؟ كل الأوامر التى ألقاها بداية من مذبحة الاتحادية وكل الخطط التى خططها أسفرت عن هذا التراجع الفظيع لشعبية الإخوان المسلمين وأسفرت عن هذه الفوضى والتدهور الرهيب فى كل الأمور الاقتصادية والسياسية للبلاد.. أى أن خيرت الشاطر أثبت فشلا ذريعا فى إدارة البلاد، يبقى بأمارة إيه ما زالت الأمور فى يده وبأمارة إيه ما زلنا نسمع أنه سيكون رئيس الوزراء القادم؟! ألا يرى الإخوان تلك الدربكة التى تسببها مشوراته المهببة؟ إن كل قرار يتخذه يشعل مزيدا من النيران، فأصبح مثل عفركوش ابن برتكوش الذى ينفخ فيحدث مزيدا من الفوضى والهرجلة! أليس استمرار الجماعة فى السير وفق إرشاداته دليلا على غبائهم الذى يتعدّى غباء الخرفان ويلمّس على غباء حمار مخطط؟ فالخرفان لديها قدر من التفكير يجعلها تهيج وتجرى عندما ترى مشهد ذبح أحد زمايلها.. فهل جماعة الخرفان لم تدرك بعد أن ما يفعله خيرت الشاطر هو ذبح للجماعة؟ يعنى انت يا حمادة عندما يكون ابنك بياخذ درس عند مدرس وترى أن مستوى ابنك الدراسى فى تدهور، هل ستستمر مع هذا المدرس أم ستبحث عن آخر أفضل منه؟ وهذا إن دلَّ على شىء فإنما يدل على أن المحيطين بخيرت الشاطر أفشل منه، لذلك هم لا يرون فشله فى إدارة البلاد.. لقد أصبح الإخوان مثل الحرامى الغبى الطماع الذى ما إن سمع سرينة البوليس قادمة من بعيد حتى أسرع فى جمع مزيد من المسروقات قبل أن يصل البوليس فأضاع على نفسه فرصة الهرب! فتجدهم الآن أمام كل تلك التظاهرات والعصيان والاستنجاد الشعبى بنزول الجيش، تراهم يسارعون أكثر فى أخونة المؤسسات وتحديد موعد الانتخابات دون أن يتبينوا أنهم يضيعون على أنفسهم فرصة الفرار.. إن خيرت الشاطر يتمادى لأنه يرفض أن يتنازل عن فرصة أنه الآن الحاكم الفعلى للبلاد، حتى بالأمارة إذا قابلته فانظر إلى ظهره ستجده معلّق عليه يافطة كاتب عليها «أنا عتريس»!