«باكستان ليست مصر»، كان هذا عنوان مقال د.رشيد أحمد خان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سرجودا، على صحيفة ديلي تايمز الباكستانية، والذي يتزامن مع تصريحات الرئيس الباكستاني آصف علي زرداي، التي طمأن فيها شعبه بأن بلادهم لن تصبح مثل مصر أبدا وأن النموذج المصري ليس له مكان في بلاده. مضى خان في مقاله يقول إنه يتم استخدام موجة الاحتجاجات الثورية التي اندلعت في العالم العربي وباتت تعرف بالربيع العربي، كإشارة جديدة من قبل بعض المغامرين السياسيين - على حد قوله -في باكستان. كما أوضح أن نجاح الربيع العربي في تغيير الأنظمة الحاكمة في مصر وتونس واليمن، دفع مجموعة من القادة السياسيين الباكستانيين؛ دينيين وعلمانيين، إلى محاولة استبدال النظام السياسي الحالي عبر مسيرات ومظاهرات مشابهة للتي اندلعت في الشرق الأوسط. أشار خان إلى أحد أكبر تلك المسيرات الشعبية الناجحة من دون شك، بقيادة طاهر القادري في مينار باكستان بلاهور في الثالث والعشرين من ديسمبر. كما قال إنه تم تشبيه المسيرة بالاحتجاجات الحاشدة للمصريين في ميدان التحرير. مضيفا أن باكستان تشهد الآن أحاديث مفتوحة حول إتباع النموذج المصري، لكن ينبغي على القادري معرفة أن باكستان ليست مصر، ومن ثم لا يمكن أن يجدي النموذج المصري نفعا في باكستان. أعزى الكاتب عدة أسباب لذلك، ومنها الاختلاف الهائل في الخبرة التاريخية التي مرت بها البلدين خلال الستة عقود الماضية. وقال إن مصر انتقلت من الحكم العسكري إلى الديمقراطية في 2012، في حين ولدت باكستان نتيجة صراع دستوري ديمقراطي بقيادة مدنية. والسبب الثاني أن النظام السياسي في باكستان يعتمد على قانون 1935، وتحظى مبادئ الفيدرالية والديمقراطية البرلمانية والاستقلال القضائي المضمنة في إطاره بدعم إجماعي من قبل معظم القوى السياسية في باكستان. حتى أن الأحزاب الدينية تدعم المفاهيم الأساسية للقانون، مثل سيادة الدستور والبرلمان العلمانيين بطبيعتهما. أما السبب الثالث، بحسب خان، فهو فشل محاولات الحكام العسكريين في باكستان في استبدال هذا النظام بآخر رئاسي أو شبه رئاسي، حيث أوضح الشعب الباكستاني في أول فرصة أن اختيارهم هو النظام البرلماني. السبب الرابع كان الاختلاف الهائل في التركيبةالسكانية بين مصر وباكستان. فباكستان – على عكس مصر – متعددة الثقافات والأعراق والمجتمعات اللغوية، حيث لم يعد من المحتمل لأي حزب سياسي أن يهيمن على البلد بالكامل كما كانت جماعة الإخوان المسلمين قادرة على القيام بذلك في مصر عبر عدة انتخابات، وفقا لخان. اختتم الكاتب مقاله بأنه في باكستان استعاد الشعب الديمقراطية بعد صراع طويل ومرهق ضد ديكتاتور عسكري، وانتخب حكومات فيدرالية وإقليمية أوشكت على إنهاء ولايتها، ومن المقرر أن تعقد انتخابات جديدة قريبا. ولضمان نزاهة تلك الانتخابات، اتفقت معظم الأحزاب السياسية الكبيرة في باكستان على آلية معينة. مضيفا: «في ظل هذه الظروف، لا يوجد تبرير لإعادة سيناريو ميدان التحرير في إسلام آباد أو للدعوة إلى ثورة».