«الانتفاضة الثالثة على الأبواب»، هكذا بدأت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقرير لها أمس، مضيفة أن هناك تخوفات وسط أجهزة الأمن الإسرائيلية حول اقتراب اندلاع انتفاضة جديدة بالضفة الغربية . يأتي هذا في ظل سلسلة المواجهات اليومية بين قوات تل أبيب وبين المواطنين الفلسطينيين في الضفة والتي أسفرت حتى الآن عن إصابة عشرات الفلسطينين، وبدأت المواجهات بعد اغتيال مجندة إسرائيلية للفتى الفلسطيني محمد سلايمة (17 عامًا) بخمس رصاصات قبل أيام، وقررت قوات الاحتلال رفع حالة التأهب في صفوف قواتها بالضفة؛ تحسبًا لاندلاع مواجهات مع المواطنين عقب صلاة الجمعة اليوم. وأضافت يديعوت أن بناء على تلك التخوفات الأمنية الإسرائيلية، فقد تقرر إجراء تغييرات في نمط عمل قيادة المنطقة الوسطى لجيش تل أبيب؛ بدءا من تغييرات تكتيكية في استعدادات وانتشار قوات الجيش للتعامل مع مظاهرات ومواجهات حاشدة، وانتهاء بإعداد قوات على أهبة الاستعداد تحسبا من حالات تلزم استدعاء قوات كبيرة في حال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية. وقالت إن «الجيش الإسرائيلي يقوم بموازاة ذلك، بجمع وتركيز معلومات استخباراتية، يشارك فيها جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ليس فقط لجمع المعلمومات عن تنظيمات ومجموعات إرهابية، وإنما أيضا لفحص اتجاه الشارع الفلسطيني وروحه المعنوية وتوجهاته، التي قد تؤشر إلى احتمالات اندلاع الأوضاع في الضفة الغربية». وذكرت أن «كبار القادة العسكريين في قيادة المنطقة الوسطى على حوار مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إذ يتضح أن هؤلاء لا يكلفون أنفسهم في الفترة الأخيرة، مشقة الوصول إلى مواقع الأحداث والتظاهرات ويتيحون لهذه النشاطات، خلافا للماضي أن تتسع وتنتشر أكثر». وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس وتنظيمات أخرى لها دور في هذه التطورات؛ فقد أعادت تنظيم قواعدها في الضفة الغربية واستئناف نشاطها فيها، كما أن حماس التي شعرت باستقرار قوتها في القطاع انتقلت للمرحلة الثانية من خطتها للسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، وأعادت بناء آلية تركز جهود إعادة بناء شبكتها وبنيتها الاجتماعية الاقتصادية الدعوية في الضفة الغربية. وأشارت إلى أن الحركة الفلسطينية بدأت بإقامة خلايا عسكرية في الضفة الغربية، وفي منطقة الخليل على نحو خاص- حيث يقوم جهاز الشابك بمحاربة هذه الخلايا، لا سيما من خلال حملات الاعتقال ووقف عمليات تهريب الأموال إلى الضفة الغربية.