التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، على هامش قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة بمدينة شرم الشيخ، عددًا من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة في القمة. واستهل السيسي، وفق بيان لرئاسة الجمهورية، اجتماعاته باستقبال روبرت موجابي، رئيس جمهورية زيمبابوي، مشيدًا بدور بلاده في قيادة العمل الأفريقي المشترك، حيث تتولى زيمبابوي حاليًا رئاسة الاتحاد الإفريقي وقمة التكتلات الثلاثة. وأثنى السيسي على العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين، منوهًا بحرص مصر على تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، في ضوء سياسة مصر للانفتاح على إفريقيا بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأعرب موجابي عن تقديره للدور التاريخي الذي لعبته مصر لمساندة حركات التحرير الأفريقية، ومساعدة أشقائها الأفارقة للحصول على استقلالهم، فضلًا عن دورها الرائد والمُقدر في إفريقيا، ولاسيما في إعداد وتدريب الكوادر الافريقية في مختلف المجالات، لافتًا إلى تطلع بلاده لتعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المناحي، وخاصة في الشق الاقتصادي، وتعزيز حركة التجارة البينية، بما يتناسب مع عمق وتميز العلاقات التاريخية والسياسية بين البلدين. وشهد اللقاء تناولًا للأوضاع الاقليمية، وخصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأهمية استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى سلام دائم وشامل، إضافة إلى أهمية تحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني. وعقب الاجتماع، التقى السيسي رئيس مالاوي، آرثر موتاريكا، الذي أشاد بالعلاقات الثنائية بين البلدين، موضحًا أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت الاعتراف بمالاوي عقب استقلالها، وأشار إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخرًا بين بلاده والشركة الشرقية للدخان، لاسيما أن مالاوي من أكبر الدول المنتجة للتبغ على مستوى العالم. وأكد تطلع بلاده لتعزيز علاقاتها في كافة المجالات مع مصر، ولا سيما على الصعيدين الاقتصادي والتعليمي، مشيرًا إلى حاجة بلاده لمعلمين مصريين للعمل في مالاوي. ومن جانبه، شدد السيسي على استعداد مصر لتطوير التعاون مع مالاوي في مختلف المجالات، ومنها إعداد الكوادر وتدريبهم من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مبيّنًا أهمية تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يوفر المناخ الملائم لنمو الاقتصاد، وتعزيز حركة التجارة البينية، وجذب الاستثمارات، والحيلولة دون تحول الدول التي تشهد أوضاعًا أمنية متردية إلى بؤر جاذبة للإرهابيين، ووجه موتاريكا الدعوة للسيسي لزيارة مالاوي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل السيسي كارلوس دو روزاريو، رئيس وزراء موزمبيق، الذي نقل تحيات رئيس بلاده، واعتذاره عن عدم تمكنه من المشاركة في قمة التكتلات الثلاثة. وفي حين، أكد السيسي حرص مصر على تعزيز العلاقات بين البلدين، ولاسيما من خلال عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة لمتابعة مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، مشيرًا إلى استعداد مصر لتقديم كافة أوجه المساعدات الممكنة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وأوضح إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن عقد اللجنة المشتركة سيكون خطوة رئيسية لتعزيز مختلف أوجه العلاقات بين البلدين. ومن جانبه، أبدى روزاريو امتنان بلاده لدور مصر الرائد على الصعيد الافريقي، منوهًا بأهمية تكاتف الجهود من أجل القضاء على الفقر واتخاذ المزيد من الخطوات لتحرير التجارة ما بين الدول الافريقية في إطار العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية وتلبية طموحات الشعوب الافريقية.